دعا القائم بأعمال الرئيس الأوكراني أولكسندر تيرتشينوف القوات الحكومية، أمس الثلاثاء، إلى شن هجوم جديد ضد المتمردين الموالين لروسيا بعد العثور على سياسي محلي من حزبه ميتا وعلى جثته آثار تعذيب. بارجة حربية روسية فشلت في الأسبوع الماضي محاولة كييف الأولى لاستعادة بلدة في شرق البلاد - الذي تسكنه أغلبية تتحدث الروسية - يحتلها الانفصاليون وأوقف جيشها إلى حد بعيد العمليات منذ أن وقعت الولاياتالمتحدةوروسياوأوكرانيا والاتحاد الأوروبي اتفاقا في جنيف الأسبوع الماضي لتهدئة الأزمة. لكن الاتفاق متعثر بالفعل وألقت كل من واشنطنوموسكو يوم الثلاثاء بعبء ضمان تنفيذه على بعضهما بعضا. ويقضي الاتفاق بنزع سلاح الانفصاليين ومغادرتهم للمباني الحكومية، التي احتلوها في الأسبوعين الماضيين. وقال تيرتشينوف في نداء قد يزيد الجهود الأوروبية للوساطة في الأزمة تعقيدا إنه تم العثور على جثتين "تعرضتا لتعذيب وحشي" قرب سلافيانسك، التي كانت هدفا للهجوم الفاشل للجيش الأوكراني. وأضاف في بيان أن إحداهما هي جثة فولوديمير ريباك، الذي خطفه "إرهابيون" في الآونة الأخيرة. وريباك عضو في الحزب الذي ينتمي إليه تيرتشينوف وتتزعمه رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو. من جهة أخرى، نقلت وكالة انترفاكس عن وزارة الدفاع الروسية قولها، أمس الأربعاء، إن البحرية الروسية بدأت مناورات عسكرية مفاجئة تشمل أسطولها في بحر قزوين. وتستمر المناورات أسبوعا وتشارك فيها نحو عشر سفن تابعة للبحرية و400 بحار. وتطل على بحر قزوين كل من إيرانوروسيا وقازاخستان وتركمانستان وأذربيجان كما يمر بالمنطقة العديد من أنابيب النفط والغاز. وزادت روسيا من مناوراتها العسكرية المفاجئة منذ تصاعد التوتر بينها وبين جارتها أوكرانيا. وقال حلف شمال الأطلسي إن المناورات العسكرية الروسية في منطقتها العسكرية الغربية زادت حجم القوات إلى نحو 40 ألف جندي قرب الحدود مع أوكرانيا، التي فر رئيسها المعزول الموالي لموسكو فيكتور يانوكوفيتش من البلاد في فبراير. على صعيد آخر، قال مسؤول أمريكي كبير إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أبلغ نظيره الروسي سيرجي لافروف في اتصال هاتفي أن واشنطن ستفرض المزيد من العقوبات على روسيا، إذا لم يحدث تقدم ملموس نحو تخفيف التوترات في شرق أوكرانيا. وأضاف المسؤول أن كيري تحدث إلى كل من لافروف ورئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك. وقال المسؤول "في حديثه مع وزير الخارجية لافروف عبر الوزير (كيري) عن قلق عميق لغياب خطوات روسية ايجابية لتخفيف التوترات، مشيرا إلى أدلة متزايدة على أن الانفصاليين (في شرق أوكرانيا) يواصلون زيادة عدد المباني التي يحتلونها واحتجاز صحافيين ومدنيين آخرين". وأضاف قائلا إن كيري "حث روسيا على تخفيف نبرة خطابها التصعيدي والتواصل دبلوماسيا... مع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومع الحكومة الأوكرانية وإصدار بيانات علنية تدعو أولئك الذين يحتلون مباني إلى إلقاء السلاح والانسحاب في مقابل عفو". وقال المسؤول إن كيري جدد، أيضا، القول بأن غياب تقدم ملموس في تنفيذ اتفاق جنيف الذي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي ستترتب عنه زيادة العقوبات على روسيا. وفي موسكو قالت وزارة الخارجية الروسية إن لافروف أبلغ كيري إنه يجب على أوكرانيا أن تتخذ خطوات عاجلة لتنفيذ اتفاق جنيف، الذي يهدف إلى نزع فتيل الأزمة الأوكرانية. وقال المسؤول الأمريكي إن كير أبلغ ياتسينيوك انه يجب على كييف، أيضا، أن تتخذ خطوات مهمة لتخفيف التوتر "بما في ذلك تحقيق تقدم في قانون للعفو وخطوات نحو توسيع الحوار الوطني بشأن الإصلاح الدستوري ليشمل ممثلين لجميع المناطق والتنسيق بشكل وثيق مع بعثة المراقبة التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا". وقالت واشنطن في وقت سابق هذا الأسبوع إنها ستقرر "خلال أيام" عقوبات إضافية إذا لم تتخذ روسيا خطوات لتنفيذ اتفاق جنيف.