إلى عزيزي عبد الواحد كفيح .. المناسبة استضافته في غاليري الأدب . تعرف كم أنت شبيهي يا عبد الواحد ، ربما جدنا الأول كان واحدا ، و كنا نقهقه لذلك ، كم ضحكنا حين أخبرتك أن أحدهم صافحني بالمعرض الكتاب بالدارالبيضاء في دورته الأخيرة قائلا : أهلا سي كفيح و كنت قريبا مني وقد اختلط عليه الأمر ، و حين أخبرتك ضحكنا طويلا ، ثم حين جمعتنا الصدفة وفي غرفة واحدة بالفندق حين حضرنا اللقاء الرابع للقصة القصيرة بخنيفرة ، و عوض أن يناولك عامل الفندق بطاقتك الوطنية دفع لك ببطاقتي ، و ابتسمت ..أي تشابه هذا يجمعنا .. لكن الذي يجمعنا أكثر هو حبنا للكلمة الجميلة، للقصة و الرواية، لأنها ملاذنا الوحيد لمحاربة القبح الذي أصبح يستوطن كل شيء . عزيزي كفيح، حين التقينا أول مرة بالصويرة - و كنا صديقين افتراضيين - على هامش توقيع مجموعتك القصصية - رقصة زوربا – بالمقهى الثقافي بالصويرة، ذات يوم جميل 9 يونيو 2012 ، ورفقة الصديق القاص محمد معتصم، قدمت ورقة عن مجموعتك رقصة زوربا، التي كنت قد أرسلتها لي منذ مدة مع مجموعتك أنفاس مستقطعة و قرأت قصصك، أحسست في أعماقي كما لو أني كاتبها خاصة أنفاس مستقطعة .. أحسست بالفعل أن كتابتك قريبة مني ومن وجداني، ومن ذائقتي ... تحدثنا طويلا و ضحكنا طويلا و تسكعنا طويلا .. كم كنت رائعا، بسيطا، منفتحا، متواضعا تواضع الكبار، نقي السريرة ...كان حفل التوقيع جميلا و نوعيا رغم مقابلة المغرب ضد كوت ديفوار التي كانت في نفس التوقيت، فقد أطفأ صاحب المقهى التلفاز احتفاء بالثقافة و القصة، و كم كان اندهاشك كبيرا متسائلا : كيف تنتصر لأول مرة الثقافة على الرياضة؟ وانتصرت فعلا الثقافة لأن النسخ التي حملتها معك تنازلت عنها اعترافا بالحضور الذي فضل القصة على الرياضة. لقد أسعفني الصديق محمد معتصم بتدوينه ما قلته عن مجموعتك يومها، بعد أن ضاعت بعض من وثائقي، قلت: إن عبد الواحد كفيح يكتب القصة بوعي، فهو يفكر في القارئ الذي يكون حاضرا في ذهنه أثناء الكتابة، وربما بشكل مقصود، يحاول أن يجعله مشاركا ومتفاعلا مع النص، فهو لا ينظر للقصة على أنها رسالة أو حكمة، وموعظة تنتهي بمجرد القراءة منها، نص جاهز يقول كل شيء كما هو الحال في التجارب القصصية الأولى التي لا تعير اهتماما للقارئ، ولا تترك له مجالا للتفكير أو المشاركة، ونحن أمام قصص تفتح خيارات متعددة للقراءة، تحفزنا على البحث والتأويل، أي أنها لا تقدم راحة للقارئ اللبيب. لأن ثقافة القارئ عنصر مهم في قراءة النص، بالإضافة إلى الدهشة والإبهار في نصوص القاص عبد الواحد، هناك الجانب المعرفي الذي يحضر ويطلب منا أن نقرأ النص بتمعن كبير، وفهم كل إشارة والتي قد تبدو عادية في النص، لكنها تخفي وراءها العديد من الأسئلة التي على القارئ أولا اكتشافها ثم ربطها بالنص وتأويلها... عزيزي عبد الواحد هنيئا لك بروايتك الجميلة البكر التي ولدت ناضجة – روائح مقاهي المكسيك- راجيا أن تتلوها روايات أخرى، و هنيئا للإخوة في غاليري الأدب باستضافتك، و تحية للإخوة الذين سعدت بلقائهم، عبدالله المتقي والسعدية باحدة ومصطفى لغتيري و أحمد شكر على مشاركتهم ... و أخيرا ، تقديري و تحيتي الوارفة يا شبيهي. موكادور 16/4/2014