قطع الطريق بحذر كبير، سار نحو الحانة المفضلة لديه، يريد أن يحتسي جعتين باردتين في هذا اليوم من شهر يونيو، جعتان فقط، لا غير، هو قرار حاسم أخذه على نفسه، ثم يعود لشقته ليتمم الفصل الأخير من روايته الجديدة، رنا إلى الأفق بعيدا حيث الشمس تلامس صفحة (...)
النهر الرابض خلف أحلام المساء
يعرف أن وحدته لن تطول
فثمة أسرار مكشوفة على ضفافه
أسرار ترتدي وشاحا من شفيف الكلام
وتمتص رحيق الموج
وحده الماء يوقظ عصافير تشبه الغيم
عصافير تتسكع في عيون السحاب
وفي الطريق إلى الجبل
ثمة فزاعات الحقل
تشبه لوحات سالفادور (...)
لم يكن العالم موجودا حينها، كان ما يشبه السديم، أو بين النور والظلام، وفي غير نظام. وكان على الرب أن يخلق شيئا أول الأمر، شيئا يؤنسه، يؤنس وحدته وسط هذا العالم اللامتناهي، أو وسط هذا الفراغ، استوى على العرش وخلق بمشيئته موكادور، موكادور لم يشيدها (...)
لم يكن العالم موجودا حينها، كان ما يشبه السديم، أو بين النور والظلام، وفي غير نظام. وكان على الرب أن يخلق شيئا أول الأمر، شيئا يؤنسه، يؤنس وحدته وسط هذا العالم اللامتناهي، أو وسط هذا الفراغ، استوى على العرش وخلق بمشيئته موكادور، موكادور لم يشيدها (...)
إلى – محمد أبو ناصر –
كلما توقفت أمام ورشته أجده منهمكا في قراءة رواية أو قصة، أو منكبا على تشكيل قطعة فنية تجسد إنسانا أو حيوانا وربما شكلا غريبا..أتأمله مليا ثم ألج الورشة مصافحا…منذ سنوات وأنا أتردد عليه كلما أحسست برغبة في مجالسته ومعرفة بعضا من (...)
إلى محمد بنطلحة *
حين التقيت بمحمد بنطلحة بموكادور، وفي جلسة ماتعة، لم يكن صاحب نشيد البجع شاعرا فقط، بل إنسانا موغلا في إنسانيته، حين قرأت له هذا الديوان، وهو ، ديوانه الأول وقد أثارني عنوانه حينها، وتساءلت أي علاقة تجمع بين النشيد وطائر البجع، وهل (...)
«إلى أحمد بوزفور»
بعد رحلة طويلة ومتعبة على متن القطار من مراكش الذي غادرناها في حدود الساعة التاسعة ليلا إلى وجدة، أقصى شرق المغرب، وصلت وصديقي الناقد عبد الرزاق صباحا، تحدثنا أثناء الرحلة كثيرا عن الأدب والرواية والعلاقات الاجتماعية، مارسنا قليلا (...)
ملاحظة : نص ضمن نصوص ترحل مع مجموعة من الكتاب المغاربة، تصدر قريبا.
انحشرت بسرعة بين الركاب داخل الطاكسي بعد أن أشار عليّ السائق، قال إلى أين، قلت: قرب دوار الكية..بجانبي جلست امرأة بدينة تلبس جلبابا أصفر، فاقع لونه، ملامح الجمال لا تخطئها العين رغم (...)
« كان لدي إحساس مرير واستشعار بالهزيمة …» *
ليس ثمة شك في أن القصيدة المغربية الحديثة ، هي امتداد لنظيرتها في المشرق ترتبط معها ارتباطا عضويا، و منها تستمد الكثير من عناصرها، خصوصا جيل الشعراء الأوائل الذين تأثروا بالتجربة الجديدة ، و بروادها مثل (...)
لا شك أن الرواية الجزائرية المكتوبة بالعربية اليوم أصبح لها موضع قدم بالرغم أن رموزها لم يحظوا إلا بقليل من الاهتمام النقدي، وإذا كان اسم واسيني الأعرج مثلا الأكثر حضورا، فثمة أسماء أخرى لها قيمتها الأدبية مثل طاهر وطار وبشير مفتي.. ومن الأصوات (...)
صار النقد الثقافي في السنوات الأخيرة أكثر المقاربات حضورا في المشهد النقدي العربي، وكذلك في المؤسسات الجامعية والأكاديمية، ونستضيف في هذه الدردشة الناقد المغربي والأستاذ المبرز عبدالرزاق المصباحي، وهو خريج المدرسة العليا للأساتذة بمكناس- المغرب، (...)
تململ دون كيخوت فوق حصانه ونظر مليا لرمحه وهو يلمع بعد أن شحذه طلية الليل ثم قال لخادمه سانشو:
- اليوم ستكون لنا رحلة نحو الجنوب بعد أن تجولنا في شبه هذه الجزيرة.. سنسير نحو بلاد شمسها حارقة، وأهلها لا يختلفون عنا ، فيهم الطيبون والمنافقون.
ابتسم (...)
حتى الآن ، لا أعرف ما سأحكيه لكم ، و هل ذلك وقع فعلا لي منذ عقود أم حدث أمس فقط ، أم أن الأمر مجرد حلم رأيته ذات ليلة ، و استقر في ذهني على أنه واقع ، و سرت أحكيه لكل من يسألني عن الحال التي انتهيت إليه أنا الماثل أمامكم . مهما يكن اشهد الله أن ما (...)
إلى عزيزي عبد الواحد كفيح ..
المناسبة استضافته في غاليري الأدب .
تعرف كم أنت شبيهي يا عبد الواحد ، ربما جدنا الأول كان واحدا ، و كنا نقهقه لذلك ، كم ضحكنا حين أخبرتك أن أحدهم صافحني بالمعرض الكتاب بالدارالبيضاء في دورته الأخيرة قائلا : أهلا سي كفيح (...)
نصوص تحتفي بمدينة الصويرة
مساهمة منها في تداول القصة القصيرة، نظمت جمعية التواصل للثقافة والإبداع مؤخرا حفل توقيع مجموعة «سيمفونية النوارس» للقاص والإعلامي محمد معتصم بفضاء رياض الخنساء بالصويرة.
افتتح اللقاء بكلمة ترحيبية للأستاذ نور الذين اليوسفي، (...)
مساهمة منها في تداول القصة القصيرة، نظمت جمعية التواصل للثقافة والإبداع في الصويرة حفل توقيع – سيمفونية النوارس – للقاص والإعلامي محمد معتصم بفضاء رياض الخنساء مساء يوم الخميس 7 نوفمبر 2013 .
في البداية افتتح اللقاء بكلمة ترحيبية للكاتب نور الذين (...)
إلى محمد البيحي هناك
صحوت هذا الصباح متأخرا بعد أن غرقت في سبات عميق ، نور الشمس يغمر الغرفة ، أحسست بعطش فقمت متثاقلا ، ظهري يؤلمني ، و آلام حادة في رأسي ، دقات الساعة الحائطية الرتيبة تضاعف من ضجري ، في الحمام الضيق رششت الماء على وجهي و مسحت (...)
قصص قصيرة جدا
شكل الأرض
أدخل يده خائفا ، تحسس صدرها الممتلئ ، ثم نهديها ، وجدهما مثل رمانتين ناضجتين ، أحس بقشعريرة تملأ كل أعضائه ، سحب يده ببطء ورشف قليلا من رحيق جلنار نهديها ، ثم خرج مسرعا ، معلنا في الناس : لقد وجدتها ، وجدتها ...أقسم أن (...)
كعادتي، و كل صباح – عدا نهاية الأسبوع – أستقل قطار الساعة السابعة صباحا لألتحق بعملي بالجريدة ، كنت مشرفا على صفحة جديدة أحدثها رئيس التحرير ، بعنوان- أحلام القراء -، ومن كثرة قراءتي للرسائل التي تصلني اختلطت في ذهني الأحلام بالحقائق ، ...
نزلت (...)
كباقي خلق الله على هذه البسيطة ، وجدت نفسي اجر قدمي المثقلتين بعبث و تعب الحياة ابحث عن طريق يوصلني ، فقد تشابكت الطرق أمامي و اختلطت ، مثل تشابك خيط العنكبوت ، سرت على إيقاع اختناق في صدري ، اختناق يجثم على الجوانح مثل صخرة سيزيف ، كلما أحسست (...)
في الخريف المرّ ،
و مساءٍ ، كهذا المساء
على رصيف القلب ،
حطّت سُنونوة
تفتش عن نصف حلم ،
هناك ،
في معطف البحر
و نصف ليل ،
يبحث عن نصفه
على جدار الفجر .
قالت السنونوة الأميره:
بالأمس حملت دمعة طفل
فصارت غيمة ...
و الفجر الذي علمني (...)
مع رولان بارط كأحد رموز و رواد النقد البنيوي سيمنح للنص استقلالا تاما ، و ذلك عندما أعلن في مقالته الشهيرة سنة - 1968 - موت الكاتب، أي عدم التركيز على المؤلف ، أوالقصد من النص ، مادام الكاتب ليس موجودا بيننا ، بل يذهب رولان بارط إلى أن بمجرد أن تتم (...)
قريبا من الموت
كان جندي بالمرصاد ،
يتلو للبحر بريده
و يكتب اسمه على جسر أيامه
و يغفو .
و شاعر يبكي أطلال قصيدته
يفتح قلبه للريح ،
يرثي سواحل الراحلين ،
يرتق جرح الأرض
و يكبو .
طفل على بوابة المنفى ،
يعدّ النجوم التي انطفأت
على راحتيه (...)
كما الماء
حين يبحث عن إلفه
في ظل امرأة تحلم بالرحيل .
كما الماء ،
حين يمنح الحروف
شكل الذكرى ،
و يهب الغيم عري الأشياء .
كما الماء ،
عندما يتلصص مساء
على أنثاه ،
ويقيم حفلا لشقائق النعمان .
كما الماء ،
في تفاصيل الفصول (...)