قصص قصيرة جدا شكل الأرض أدخل يده خائفا ، تحسس صدرها الممتلئ ، ثم نهديها ، وجدهما مثل رمانتين ناضجتين ، أحس بقشعريرة تملأ كل أعضائه ، سحب يده ببطء ورشف قليلا من رحيق جلنار نهديها ، ثم خرج مسرعا ، معلنا في الناس : لقد وجدتها ، وجدتها ...أقسم أن الأرض وهي كروية الشكل تكون أكثر جمالا. إله الشعر أحبت شاعرا بكل ذرة فيها ، وعندما مات على صدرها برصاصة مجهولة أحبت شاعرا منفيا ...لم تر صورته أبدا، وحين وصلها نبأ مقتله في حادثة سير مشكوك في ملابساتها..قررت أن تحول أبيات (بيوت ) قصائدهما إلى مأخور كبير ليرضى عنها إله الشعر الغارق في ملذاته ..
الزعيم كزعيم سياسي تحدث أمام مناصريه طويلا...تحدث عن الجفاف و عجز الحكومة... هذا المساء عندما لفظته الحانة التي يرتادها ...اندس في فراشه الوثير قرب زوجته ، بات الزعيم يحلم بالمطر و الزرع في الصباح كانت رائحة البول التي أفرغتها متانته تفوح من الفراش ... بينما الزوجة تولول : ولي ولي حشومة... دَارْها الزعيم . وداع بدلال لثمت أناملها الناعمة الرقيقة ، ثم بسطت كفها وبنفس متقطع أرسلت له قبلة الوداع الأخيرة ، وهو يراقب القبلة قادمة متموجة كأنها عباب المحيط ، بسرعة و من جريدته ركب زورقا ثم صنع من منديله الأبيض الشفاف شراعا ، بدا كأنه يستسلم في حرب خاسرة ، و قبل أن يرفع يده ليودعها بإشارة منه ، كان زورقه يغرق في بحر من ماء العيون ... درس بجدية مصطنعة ، كان المدرس يشرح لتلاميذه درس الحيوانات الزاحفة ، في مؤخرة الفصل ، كان الطفل يراقب طائر الحسون وهو يحط على الشباك ، الطفل يحلم بالطيران . عالم أعرج حين استيقظ الشاعر هذا الصباح الربيعي من شهر مارس ، و كعادته أطل من شرفة بيته ، ليتأمل الغادين و الرائحين ... قفز من مكانه سادرا مندهشا كأن عقربا لسعته ، فقد بدا له العالم هذا الصباح يترنح و يوشك على السقوط ، أحس بحزن عميق ، نزل مهرولا و دون أن يغلق باب شقته ، سار في الشارع العام كالمجنون ، يسأل العابرين عن شاعر حقيقي ليكون عكازا للعالم الأعرج .