قريبا من الموت كان جندي بالمرصاد ، يتلو للبحر بريده و يكتب اسمه على جسر أيامه و يغفو . و شاعر يبكي أطلال قصيدته يفتح قلبه للريح ، يرثي سواحل الراحلين ، يرتق جرح الأرض و يكبو . طفل على بوابة المنفى ، يعدّ النجوم التي انطفأت على راحتيه ، و نحو شموس ضاحكة يخطو . و نجمة أطلقت ساقيها للريح مثل سنونوة نسيت موعدا مع الفجر فصارت تشكو . و وطن يبحث عن سر الفصول ، يحلم بالمدن المشتهاة ، يطعم أبناءه نسغ الحكمة و يجفو حروف تقول : أكتب جملة بلون العصافير ، و تحت اللوح بقايا دمع يولد من سواد و يخبو. و أنا وحدي ، وحدي بين نجمتين و نافذتين ، أرواد غيمة ، و حين يغرق أطفو .