نصوص تحتفي بمدينة الصويرة مساهمة منها في تداول القصة القصيرة، نظمت جمعية التواصل للثقافة والإبداع مؤخرا حفل توقيع مجموعة «سيمفونية النوارس» للقاص والإعلامي محمد معتصم بفضاء رياض الخنساء بالصويرة. افتتح اللقاء بكلمة ترحيبية للأستاذ نور الذين اليوسفي، بعدها أعطيت الكلمة لرئيسة الجمعية معبرة عن سعادتها بهذا النشاط الثقافي الأول الذي تنظمه الجمعية والذي ستليه أنشطة أخرى، وذلك من اجل المساهمة في تنشيط المشهد الثقافي بهذه المدينة الحافلة بالطاقات الإبداعية، ثم أعطيت الكلمة للناقد الشريف أيت البشير الذي ساهم بورقة عنونها ب»خصائص السرد وإمكاناته الجمالية في قصص «سيمفونية النوارس»، تحدث فيها عن حالة التوليفات والتقاطعات التي تشتغل عليها بالنظر إلى المفهوم الذي نحته رشيد بنحدو –البنيونة-، وذلك في حيازة العنوان لمرجعيتي الصناعي في خاصية الموسيقى، والطبيعي في خاصية النوارس، وما يحوزانه من لذة وخرق شعريين، كما ركزت الورقة على القصة البؤرة والتي تمنح للمجموعة هويتها، من خلال ما تهج به بالنظر إلى حالة الوجدان المنذورة للتصوف عبر لفظ الخلوة، وإلى حالة التدبر العقلي المنذورة لمبدأ الواقع عبر لفظ التأمل، حيث يجد السارد مبررا لرسم العلاقة مع الأنثى ومع الفضاء على حد سواء، فيه إمكانية لخطاب العشق والاحتفاء بالصويرة كفضاء مترع على الجمال من بحر و نوارس وحانات ومقاه ومآثر تاريخية. بعدها ساهم القاص عبد الله المتقي بشهادة عنونها ب «محمد معتصم الكاتب المتعدد»، حيث أشار إلى تعدد اهتمامات المحتفى به، فهو إعلامي في المسموع والمكتوب، وقاص حائز على جائزة وطنية، ومن مؤسسي أول ناد للقصة بالمغرب وبمدينة هامشية «البروج» مع مجموعة من المبدعين، هذا النادي الذي نظم مسابقة قصصية على الصعيد الوطني باسم مبارك الدريبي، كما احتفى بالقطيب التناني والمرحوم سعيد الفاضلي، علاوة على تهريب القصة للعالم القروي عبر قوارب الحياة. أما القاص أحمد شكر فساهم بشهادة تحتفي بالصداقة عنونها ب «رجل يعبر السحاب أو معتصم بين بين»، مفصلها إلى ثلاثة محاور، الأول ركز فيه على مولد علاقته بالقاص وتطور هاته العلاقة في مسار الكتابة والحياة، ثم تأسيس نادي للقصة، وفي المحور الثاني تحدث عن الأوجه المتعددة، كالاشتغال بالعمل النقابي والسياسي والصحافي، أما المحور الأخير فكان حديثا عن ما بعد الحداثة التي عبرها من تحت إبط الموت ورصد فيها ظلال وظروف وتتبع مسار شخصيات سيمفونية النوارس... بعدها أدلى مجموعة من المبدعين بشهادات حول محمد معتصم إنسانا وقاصا: حسن الرموتي ومحمد أبو ناصر وأحمد بومعيز وعبدالجليل شوقي والمسرحي محمود مانا ومجموعة من عشاق القصة. وقبل توقيع مجموعته كانت الكلمة للمحتفى به، حيث أكد أن قصص السيمفونية هي تكريم لمدينة الصويرة، كما أن الأمسية هي تاريخ للحظتين مهمتين: الأولى لحظة ميلاد ثانية لنادي القصة الذي كانت ولادته سنة 1996 حيث التاريخ يعيد نفسه، والثانية هي الاحتفاء بالنوارس والموسيقى باعتبار هذه المدينة كونية موسيقيا. وختاما، أدلت رئيسة الجمعية بالكلمة التالية: «يعتبر الاحتفاء بالأضمومة القصصية لمحمد معتصم بحضور القاص الراقي المتقي والقاص شكر والناقد أيت البشير أول نشاط لجمعية التواصل للثقافة والإبداع، هذه الجمعية التي أخذت على عاتقها دعم الثقافة بالصويرة من خلال خلق جسر التواصل بين المبدعين المحليين والمثقفين على الصعيد الوطني، وكذا دعم الإبداع المحلي من خلال الاهتمام بالشباب ونشر ثقافة الكتاب..»، مذكرة بأن الجمعية بصدد تهيئ الملتقى الثاني للقصة تحت شعار «علاقة الفلسفة بالأدب: السرد المغربي نموذجا»، مع تكريم القاص الحبيب دايم ربي، وذلك يومي السبت 21 والأحد 22 دجنبر المقبل. * كاتب مغربي