في الخريف المرّ ، و مساءٍ ، كهذا المساء على رصيف القلب ، حطّت سُنونوة تفتش عن نصف حلم ، هناك ، في معطف البحر و نصف ليل ، يبحث عن نصفه على جدار الفجر .
قالت السنونوة الأميره: بالأمس حملت دمعة طفل فصارت غيمة ... و الفجر الذي علمني الغناء ضيّع سماءه و انزوى يرتشف رذاذ الوقت و ينصت لهديل نبضه خجلانٓ .
قالت السنونوة الأسيره : الطريق إلى الفردوس يبدأ من قفص الوهم و من السين استل لؤلؤة للعذارى و من النون أمرا إلاهيا .. و الباقي يكمله الشعراء و يباركه الصولجان .
قالت السنونوة الأثيره: أنا أدلّكم على بداية النهر، المحارات المضمخة بعبير الغواية ، النيازك الخجلى شقشقات الطّل ابجديات العشب و القمر النائم في حضن العنفوان .
قالت السنونوة الشاعرة ، هذه صورتي وحدي وقت المساء ، ظلي يكبرني ، يحاصرني ، يقرأ قصائدي للندى قبل انصهار الورد في نبض القصيدة .
قالت السنونوة الأخيره: شاعريّ الحزين لا أريد الموت في نهاية القصيدة فالموت تفاح المحبطين، دعني أنقر القضبان - أنا لست سواي - و أحلم بنبض المطر، وشايات الضوء ، النايات المعتقة و أصغي لهسيس الشطآن ....