انطلقت، يوم الثلاثاء بالدارالبيضاء، الدورة السادسة لأيام تراث الدارالبيضاء بمشاركة العاصمة السنغالية (دكار) كضيفة شرف. وقال رئيس مجلس مدينة الدارالبيضاء، إن هذه الأيام، التي تنعقد بمناسبة اليوم العالمي للمعالم والمواقع التاريخية التابعة لليونيسكو، تكتسي أهمية خاصة لأنها تندرج في إطار التحضير لتقديم مشروع تسجيل العاصمة الاقتصادية ضمن لائحة التراث العالمي المادي لمنظمة اليونيسكو. ودعا ساجد ساكنة الدارالبيضاء إلى المشاركة بكثافة في هذه الأيام، التي تنظمها جمعية «كازا ميموار» (ذاكرة الدارالبيضاء) بشراكة مع مجلس مدينة الدارالبيضاء، لاكتشاف الكنوز المعمارية التي تملكها المدينة، مؤكدا على أهمية المحافظة على هذا التراث المعماري وصيانته. من جهته، قال رشيد أندلسي، في تصريح مماثل، إن هذه الدورة، التي تتواصل إلى غاية سادس أبريل الجاري، تشكل مناسبة لتحسيس البيضاويين بقيمة معمار الدارالبيضاء، مشيرا إلى أن العاصمة الاقتصادية كانت على امتداد قرن من الزمن مختبرا للهندسة المعمارية التي يتعين الحفاظ عليها للأجيال القادمة. وأبرز أندلسي أن الدارالبيضاء تمتلك «حضارة كبيرة» ساهمت في تنمية الحضارة العالمية، مضيفا أن المدينة لم تكن مجرد بوابة لدخول الحداثة للمغرب، بل نجحت في صناعة حضارتها وحداثتها الخاصة. ويتميز جديد هذه الدورة، التي تستضيف مدينة دكار، ويشارك فيها عمدة العاصمة السنغالية السيد خليفة أبا بكر سال، بتنظيم معارض فنية تعرف بتاريخ العاصمة السنغالية ومبانيها العتيقة، وحفلات موسيقية، وورشات عمل للوقوف على خصائص المباني التراثية بالمدينتين الإفريقيتين اللتين تربطهما اتفاقية توأمة. كما تنفتح هذه الدورة على المباني التاريخية بالحي المحمدي وحي الصخور السوداء، ومن أبرزها «قرية كوزيمار» ومحطة القطار، وكاتدرائية «سانت مارغريت»، التي انطلقت أشغال بنائها سنة 1923، على أيدي مجموعة من الكاثوليك الفرنسيين، الذين استقروا بحي الصخور السوداء بعد الحرب العالمية الأولى. وتعرف الدورة مشاركة معهد سيرفانتيس بالدارالبيضاء بمعرض حول المسرح الكبير سيرفانتيس بطنجة الذي يعد أقدم مسرح كبير بالمغرب حيث شيد سنة 1913، كما ينظم المعهد معرضا حول المعمار الإسباني بالعالم العربي، بالإضافة إلى احتضانه لحفل فني للهيب هوب من تنظيم جمعية «المبادرة الخضرية للحي المحمدي». من جانب آخر، جندت الدورة أزيد من 150 متطوعا للإشراف على جولات مؤطرة، بالإضافة إلى المواقع الموجودة بالحي المحمدي وحي الصخور السوداء، وتشمل الجولة شارع محمد الخامس ومبنى فندق «لينكولن» الذي بني سنة 1916 من قبل المهندس الفرنسي هوبير بريد، والسوق المركزي، ومبنى غرفة التجارة والصناعة، ومبنى مجموعة «ماروك سوار» والعديد من القاعات السينمائية والمطاعم والعمارات التاريخية. كما تشمل الجولة ساحة محمد الخامس، التي تحيط بها مجموعة من البنايات، التي أحدثت ما بين سنتي 1919 و1937، في عهد الحماية مثل كنيسة «القلب المقدس» (بنيت سنة 1930)، وتحمل طابع «الآرديكو»، وهي من تصميم المهندس المعماري الفرنسي بول تورنان (1881-1952)، و»قصر العدالة» (شيد سنة 1922)، تحت إشراف المهندس الفرنسي ألبير لابارد (1883-1978)، الذي وضع أيضا، تصميم «حديقة الجامعة العربية» سنة 1917، ومبنى «القنصلية الفرنسية» سنة 1916.