تنظم جمعية "كازاميموار" (ذاكرة الدارالبيضاء) الدورة السادسة ل"أيام تراث الدارالبيضاء" من فاتح إلى 6 أبريل المقبل، تحت شعار "لنحتفل بتراثنا". حي الأحباس وذلك في إطار تخليد المغرب لليوم العالمي للمعالم والمآثر التاريخية (18 أبريل)، الذي قررته منظمة اليونسكو منذ 1983، وإبراز غنى التراث البيضاوي، الذي يمثل إرثا ثقافيا وحضاريا إنسانيا غنيا. وذكر المنظمون، في ندوة صحفية أول أمس الثلاثاء، بالدارالبيضاء، أن هذه التظاهرة تهدف إلى التعريف بالموروث التاريخي للمدينة، وإبراز غنى التراث المعماري للعاصمة الاقتصادية، ونشر الوعي بضرورة الحفاظ عليه، خصوصا في أوساط الشباب، الذين لا يعرفون الشيء الكثير عن تاريخ المدينة. وأوضحوا أن الدارالبيضاء تعد فضاء حرا لبنايات تعتبر مرجعا مهما لتاريخ الفن، وتتيح للزائر فرصة اكتشافها، مشيرين إلى أنهم أصدروا دليلا مجانيا لحوالي 20 موقعا تاريخيا، تشمل المؤسسات الإدارية الكبرى، والمنازل القديمة، وقاعات السينما، والفنادق العتيقة، إضافة إلى أماكن التعبد، والعديد من المواقع، التي يتمركز معظمها بساحة محمد الخامس، وشارع محمد الخامس، والأحباس. وأوضحوا أنهم يسعون كل سنة للاحتفاء باليوم العالمي، بتنظيم رحلة عبر الزمن لأجمل المعالم والمواقع، التي يستكشف من خلالها البيضاويون جمال مدينتهم، من خلال تسليط الضوء على أزيد من عشرين معلمة تاريخية. وبخصوص جديد الدورة، كشف المنظمون أنها ستستضيف مدينة داكار، بتنظيم معارض فنية تعرف بتاريخ العاصمة السنغالية ومبانيها العتيقة، وحفلات موسيقية، وورشات عمل للوقوف على خصائص المباني التراثية بالمدينتين الإفريقيتين اللتين تربطهما اتفاقية توأمة. كما ستنفتح الدورة على المباني التاريخية بالحي المحمدي وحي الصخور السوداء، ومن أبرزها "قرية كوزيمار" ومحطة القطار، وكاتدرائية "سانت مارغريت"، التي انطلقت أشغال بنائها سنة 1923، على أيدي مجموعة من الكاثوليك الفرنسيين، الذين استقروا بحي الصخور السوداء بعد الحرب العالمية الأولى. وأبرزوا أنهم جندوا أزيد من 150 متطوعا للإشراف على جولات مؤطرة، بالإضافة إلى المواقع الموجودة بالحي المحمدي وحي الصخور السوداء، وستشمل الجولة شارع محمد الخامس ومبنى فندق "لينكولن" الذي بني سنة 1916 من قبل المهندس الفرنسي هوبير بريد، والسوق المركزي، ومبنى غرفة التجارة والصناعة، ومبنى مجموعة "ماروك سوار" والعديد من القاعات السينمائية والمطاعم والعمارات التاريخية. وستشمل الجولة ساحة محمد الخامس، التي تحيط بها مجموعة من البنايات، التي أحدثت بين سنتي 1919 و1937، في عهد الحماية مثل كنيسة "القلب المقدس" (بنيت سنة 1930)، وتحمل طابع "الآرديكو"، وهي من تصميم المهندس المعماري الفرنسي بول تورنان (1881-1952)، و"قصر العدالة" (شيد سنة 1922)، تحت إشراف المهندس الفرنسي ألبير لابارد (1883-1978)، الذي وضع أيضا، تصميم "حديقة الجامعة العربية" سنة 1917، ومبنى "القنصلية الفرنسية" سنة 1916، ويضم تمثال الماريشال ليوطي الشهير في ساحته. كما تحيط بالساحة ذاتها "المدرسة العليا للفنون الجميلة"، التي وضع تصميمها سنة 1919 المهندس الفرنسي بيير بوسكي (1885-1954)، و"مركز البريد"، الذي وضع تصميمه سنة 1920 المهندس الفرنسي أدريان لافورج (1871-1952)، ومبنى "الحامية العسكرية"، الذي تأسس سنة 1925، تحت إشراف المهندس الفرنسي ماريوس بوير (1885-1947)، الذي وضع أيضا تصميم مبنى "قصر المدينة" سنة 1927. والمبنى الجديد ل"بنك المغرب"، الذي تأسس سنة 1937، تحت إشراف المهندس الفرنسي إدمونوند بريان (1885-1973). --------------------------------------------