نظمت مؤخرا جمعية ملتقى الفن المغربية ببروكسل حفلا فنيا وثقافيا كبيرا، بدعم من وزارة الثقافة البلجيكية بمناسبة مرور نصف قرن على تواجد الجالية المغربية ببلجيكا، حضره الشاعر الدكتور عبد الله الفيفي عضو مجلس الشورى السعودي كضيف شرف، وكانت مناسبة أجرت فيها معه بيان اليوم حوارا حول مشاركته وانشغالاته الفكرية، وفيما يلي نص الحوار: أهلا ومرحبا بكم بداية عرف القارئ المغربي بالدكتور بعد الله الفيفي؟ مرحبا بكم وشكرا لكم, أولا عبد الله الفيفي شاعر, ناقد, أستاد جامعي, وعضو مجلس شورى, ولدت بمنطقة تسمى جبال فيفا جنوب المملكة العربية السعودية, درست بجامعة الرياض, هي الآن تسمى جامعة الملك آل سعود, ومنها ذهبت إلى أمريكا وحصلت على شهادة في اللغة الإنجليزية وأيضا شهادة في البحث العلمي. وأنا أعتبر نفسي جزء من الشعب المغربي لأنني متخصص في الأدب الأندلسي. لديكم عشق كبير للشعر والأدب, هل هو موهبة مند الصغر؟ في حالتي أنا، فالشعر موهبة ووراثة, جدي شاعر باللهجة العامية وخالي رحمه الله كان شاعرا بالفصحة وأستاذي في المرحلة الثانوية, فهناك جانب وراثي, وهناك طبعا تخصص علمي في الأدب, ولكن الأصل هو الموهبة. الشعر لايمكن أن يتعلمه الإنسان لأن الشعر إحساس وموهبة تولد مع الإنسان. فمنذ المرحلة الابتدائية وأنا أكتب الشعر. نلاحظ أنكم كأستاذ وشاعر وناقد، وعضو مجلس شورى.. كيف توفقون بين كل هذه المهام؟ في الحقيقة الإنسان يمكن أن يكون متكاملا في نشاطات مختلفة.. ومن العقم في رأيي أن يحصر الإنسان نفسه في إطار ضيق، طبعا عملي في الشورى هو بترشيح وأنا أعمل أيضا في لجان تتعلق بالثقافة والإعلام وأهتم بالجانب الاجتماعي والحقوقي، وهي مهام لا تنفصل عن مجال تخصصي إلا في آليات الاشتغال، وأنا لازلت أعمل الآن في الجامعة متعاونا وأشرف على رسائل علمية. وأسهم في عدة منابر منها وطنية وعربية وأجنبية كذلك، مثل المشاركة ببلجيكا، فأنا من الناس الذين لا يؤمنون خاصة في المجال الإنساني بالتخصص الضيق. لنتحدث عن حضوركم ببلجيكا والمشاركة في الحفل بمناسبة مرور خمسين سنة على تواجد الجالية المغربية ببروكسل، كيف جاءت الفكرة في المشاركة في هكذا تظاهرة؟ حضوري إلى بلجيكا يعود الفضل فيه إلى السيدة زهرة زيراوي ورغم أن وقتي كان مملوء، أبيت إلا أن أحضر واعتذرت عن عدة فعاليات في السعودية لحرصي على المشاركة مع الجالية المغربية في هذا الحدث المهم. الحضور الكريم من الجالية كان أكثر مما توقعت, وفوجئت بالفعاليات المغربية ببروكسل, وبثرائها الثقافي والسياسي, والجالية حقيقة أصبحت جزء من المجتمع وفوجئت أكثر بوزراء بلجيكيين من أصل مغربي, وهذا شيء مفرح جدا.. فهدا بلد متنوع وفيه قابلية للآخر, ونتمنى أن يعم الدول العربية الأخرى لأن الإنسان هو الإنسان إذا كان مبدعا وملتزما بنظام البلد يجب أن يكون له الحق. لذلك فأنا سعيد بهذه المناسبة. وحقيقة أنا فوجئت بحجم الجالية المغربية الكبير وسبق لي أن زرت بروكسل قبل سنتين فشعرت كأنني في بلد عربي وأسعدني ذلك كثيرا لأن الجالية المغربية ببروكسل تمثل العرب والمسلمين في الغرب والمغاربة المقيمون هنا ببروكسيل يقومون بأدوار وبمسؤولية كبيرة نيابة عنا وفي نقل صورة رائعة عن العالم العربي. بعين الناقد هل من ملاحظات حول هذا الحدث؟ ربما فوجئت بأن معظم الكلمات تلقى باللغة الفرنسية وليس هناك ترجمة لمن مثلي لا يحسن الفرنسية في حين يترجم النص العربي إلى الفرنسية. طبعا أقدر أن جل الحاضرين قد ولدوا ببلجيكا ولا يتقنون العربية ولكن ثمة حضور سفراء من السعودية يتكلمون الإنجليزية فقط. وحضورهم سيكون غير فاعل أو غير متفاعل إذا لم تنقل إليهم المعلومات باللغة العربية، لأنه قيلت كلمات مهمة حول تاريخ الجالية المغربية في الأندلس منذ خمسين عاما. هذه هي الملحوظة الوحيدة التي يمكن أن أثير, أما ماعدا ذلك فهو جيد ولفت انتباهي حضور الشباب والشابات والتفاعل مع الأجواء. بعين الناقد أيضا، ما رأيك فيمن انتقد الاحتفال بمرور نصف قرن على تواجد الجالية المغربية ببلجيكا, في الظروف الراهنة حيث اعتبروا أن الشعوب العربية تعاني وتمر من فترة حرجة ومنها سوريا مثلا إذ لا يجوز معها، في رأيهم، تنظيم بعض مظاهر الاحتفال كهذه، لأن الظرفية غير منسابة.. فكيف تردون على هكذا انتقادات تصدر بشكل عفوي من البعض؟ هذا صحيح إلى حد ما. ولكن هذا الاحتفال ليس عرسا أو ملهى لكي نقول أنه يتعارض مع الإنسان العربي. بمعنى أن الاحتفال بمرور نصف قرن على تواجد الجالية المغربية ببلجيكا: ليس ترفا ولا عملا ترفيهيا زائدا، على العكس فهو عمل ثقافي جدي وملتزم، فأنا مثلا ألقيت في هذه المناسبة قصيدة حول الشام وشعراء آخرون تحدثوا عن الوضع العربي وحتى الفعاليات الغنائية والفنية تعبر عن الإنسان وعن همومه وتطلعاته للمستقبل.. فعلى العكس مثل هاته التظاهرات يفترض أن تقام في عالمنا العربي باستمرار لتعطي للمبدع مجالا للتعبير عن موقفه ورأيه وأيضا لعل الكلمة تتيح مجالا للتغيير وللتعبير ولإيصال رسالة. فنحن على اختلافاتنا سواء كنا عربا أو كنا آخرين، فنحن في النهاية تجمعنا مشتركات, ويجب أن ننظر إليها ونعززها فيما بينها, ولانترك الخلافات تفرقنا, ولنأخذ بلجيكا مثلا كنموذج للدولة التي تقبل الاختلافات وتقبل التداول على السلطة والمنابر, وعدم التسلط على الشعب حتى وإن اختلفوا معنا في الهوية أو الدين أو الرأي, فالحقوق الإنسانية واحدة وهذا ما نتطلع إليه في بلداننا العربية.. طبعا للأسف الحريات في عالمنا العربي تنقص في كثير من المنابر. فعندما يأتي مثل هذا الحدث في بلجيكا هو أيضا يعطي رسالة للآخر. فلماذا لا تستقطب في بلداننا العربية مثل هذه المهرجانات التي تتجمع وتترك مجالا للحرية في التعبير ولا تكون مجرد فعاليات شكلية أو رسمية تسوق إعلاميا من أجل السلطة، ولكن يجب أن تكون فعلا وجها للحقيقة, والثقافة والإبداع والأدب والفكر بغض النظر عن الانتماءات.. فعلى العكس فهذه دعوة لالتحام الشعب العربي ولم شتاته. هذا من ناحية, ومن ناحية أخرى المؤسسة الثقافية العربية عليها أن تتعلم بأنها إذا بقيت منحصرة فقط في آلياتها التقليدية والمحدودة والمسيسة فإن الآخرين سيذهبون عنها إلى أجواء أكثر حرية ورحابة وإنسانية، وهم الخاسرون في النهاية حتى وإن كانوا يوظفون الثقافة إعلاميا. فالمثقف العربي إذا لم يجد هذا الاحتفاء الذي يجده لدى الآخر فسيذهب عنهم وهذا للأسف يؤدي أيضا إلى هجرات العقول المفكرة والعلماء من العالم العربي بسبب القيود والتضييق الشديد على الكلمة. نعود للحديث عن أعمالكم ما الجديد لدى الدكتور الفيفي؟ حاليا لدي رواية تحت الطبع. حول ماذا يدور مضمونها وأحداثها؟ الرواية الجديدة تتحدث عن تجربة إنسان يسافر ويهاجر إلى أمريكا, ويمر بصدمات مختلفة وبمقارنات. لا أريد أن أحرق أوراق الرواية. طيب وعنوانها؟ عنوانها أتركه لحينه, فهو يتعلق بنوع من الطيور, لأن المهاجر يشبه الطائر المهاجر. وهناك عمل آخر، وهو عمل شعري، وهي المجموعة الثالثة بالنسبة لي وهي أيضا تحت النشر. وهناك كتاب عن النقد في المملكة العربية السعودية من مجلدين سيصدر في هذا الشهر أو الشهر المقبل. إذن الجديد بالنسبة لي يتمثل في عمل روائي, وشعري, وآخر نقدي. كلمة أخيرة من الدكتور الفيفي أو رسالة تريد توجيهها للجالية المغربية ببلجيكا وللعرب عموما؟ الرسالة الأولى أوجهها للجالية المغربية وهم يمثلون البعد التاريخي للأندلس التي مثلث العرب والمسلمين في أوروبا في الماضي, وهم يمثلون أيضا العرب والمسلمين في الحاضر في دول أوروبا. رسالتي وما أراه ضروريا جدا هو الاستمرار على هذا الشكل من الحضور والعطاء, ومواصلة هذا النهج الإيجابي الذي أوصلهم إلى هذا المستوى الراقي. أما رسالتي الى العرب عموما فهي الابتعاد عن النظرة إلى أنفسهم نظرة دونية واعتبار أنفسهم بأنهم أقل من الآخرين، وعليهم أن يثقوا بأنهم إذا عملوا إيجابيا يمكن أن يصلوا إلى ما وصل إليه الآخرون بل يمكن أن يتفوقوا, ولكن علينا أيضا أن نقبل الآخر كما هو, فكل إنسان في هذه الدنيا يبحث عن مصلحته, ويحاول أن يحقق مكانته, وأن لا يتنازل عن حقوقه, فإذن لا نطالب الآخرين بما لا نطالب به أنفسنا. فمن الضرورة أن نكون إيجابيين وفاعلين وأن نبتعد عن الشعارات الفارغة التي أدت بنا إلى مهالك وأساءت إلينا.. نحن الآن نعاني عندما نذهب إلى بلد أوروبي ما لم نكن نعانيه من قبل، وهذا جاء نتيجة لأعمالنا التي لم تسفر عن شيء إلا عن تشويه الصورة والإساءة إلى الإنسان البسيط الذي لا ذنب له ولا ناقة ولا جمل في كثير من القضايا التي تحدث، فيقع بالتالي ضحية بعض الممارسات التي يقوم بها بعض ممن لا يتحملون المسؤولية. فنتمنى أن نتعلم الدرس وألا نعيد هذه المشكلة التي بدأت منذ الحادي عشر من سبتمبر الشهير وجعلت الإنسان العربي يقع ويتقوقع في إطار معين. وأيضا يتعين على المؤسسة الثقافية والإعلامية أن تلعب أدوارها التحسيسية والتربوية كما ينبغي، بالتوعية في هذا الجانب والإكثار من البرامج التعليمية والتثقيفية لتصحيح الصورة السائدة في العالم على الإنسان العربي.. كذلك لأن الطفل عندما ينشأ يتشرب هذه الثقافة كما تربى في مجتمعه وأسرته قبل ذلك فسيكون ضحية. فعلينا على كل الأصعدة وأساسا على المستوى الأسري, الثقافي, التعليمي, أن يتغير الإنسان العربي وأن يفكر أنه لا يمكن أن يصل إلى ما يريد بالعنتريات, وبالشعارات وبالكلام الذي لازال يستدعي الماضي دون أن يعرف حقائق الواقع وضروريات العصر.. شكرا لكم دكتور عبد الله الفيفي على وقتكم رغم ضيقه فنحن نعلم أنكم ستغادرون بعد قليل بروكسل, في اتجاه المملكة العربية السعودية, رحلة سعيدة ان شاء الله. شكرا جزيلا، وأنا سعيد جدا بهذا اللقاء مع جريدتكم بيان اليوم وعلى اهتمامكم. وأتمنى إن شاء الله حتى في عالمنا العربي أن لا ننظر إلى المغرب وإلى المشرق كأنهما جزيرتان مختلفتان, بل هم شعب واحد, وإذا فرقتنا السياسة, فلا بد أن تجمعنا الثقافة. قصيدة يا ما لِلشَّام للشاعر الدكتور عبد الله الفيفي جَوَّالُكِ ، ( شَامُ)، بِقَلْبِيْ بلْبَالُ يا لَيْتَ القَلْبَ لَدَيْكِ جَوَّالُ! يَصْحُوْ مَحمولًا ، يَغْفُوْ مَنقولًا، كالطِّفْلِ لَهُ وِيَدَيْكِ أَحوالُ غَنَّتْ نَغماتُكِ أم حَزَنًا أَنَّتْ فلقد أَسْرَى بِسُراها التَّسْآلُ في أَيِّ سَماواتِ النَّجوَى هذا الرَّ قْمُ المَلَكِيُّ بأُنْثَى يَخْتَالُ؟! وبِأَيَّةِ ما شامِيَّةِ نَعناعٍ راحتْ تَهْمِيْ بِيَدَيْها الأَوْشالُ نادَتْ مُقَلُ الأطفالِ بنا .. ناجَتْ مِنْ قاعِ الدُّنيا .. نَحْنُ الأَطفالُ يا فاتِنَةً بمَواسِمِها اشتَعَلَتْ، وبِشَهْقَةِ وَصْلٍ تَحْيَا الأَوصالُ! عَسَلُ الشَّمسِ الأُولَى في كَفَّْيها وبِعَيْنَيْها خَطِّيٌّ عَسَّالُ رَجْوَاكِ، لنا رِقِّي، تَرَفَ الأُنثَى رَفَّتْ وُرْقًا بِدِمانا الأَجْيَالُ! أتأمَّل وَجْهَكِ في عَيْنَي (شَمسيْ السَّوداءِ).. ومِلْءُ شُعاعِكِ تَرحالُ مِنْ أينَ أَتَيْتِ إلى زَمني؟ ومتَى؟ يَتَضاحكُ حِيْنَ أُسائلُكِ الشَّالُ! أَتْعَبْتَ سُؤالَكَ فِيْها .. لا أملٌ يَفْتَضُّ بِكَارةَ فِيْها.. لا مَالُ فاشْرَبْ غَيْمَ الكَلِماتِ، ولن تَرْوَى! أَنَّى يُرْوِيْكَ جَحِيْمٌ سَلْسَالُ؟! أَجَّجْتِ رَمادَ جَناحِيْ الفِيْنِيْقِيِّ بِخَفْقِ مَدَاهُ تَحُوْمُ الأَجْبَالُ أَتَوَلَّدُ مِنْ أَمسيْ في نارِ غَدِيْ فأَرِفُّ وتُنْشِزُ رِيْشِيْ الآمالُ وأقولُ: إليكِ سَكَبْتُ صباحاتي ولِعَرشِ ضُحاكِ تَسِيْلُ الآصالُ! بِحَريرِ يَدَيْكِ أُصافِحُ أُغْنِيَتيْ وكَجَمْرِ عَبِيْرهِما بِيْ مَوَّالُ تَهْفُوْ لِشَذَى (فِنجانِكِ) مَوْسَقَتِيْ فَيَغِيْمُ بأَوتاري مِنكِ الهَالُ! وتَسِيْلُ أَصابِعُ شِعْرِكِ في كأسِيْ فعِظامِيْ ، رُغْمَ رُفاتِيَ، جِرْيَالُ! مِغناطيسُ الهَمَسَاتِ يُبَوْصِلُني لِخُطُوْطِ رُخامِكِ، هَمِّيْ إِيْغَالُ يَتَجاذبُ أرضي من أرضي أَبَدًا فإليكِ، إِلَيَّ أنا، بِكِ رَحَّالُ! «يا ما لِلشَّامِ» تُشاغِبُ ذاكِرَتِيْ وتُضيئُكِ غاسِقَ عِطْرٍ يَنْثَالُ كالدَّمعةِ تَهْطِلُ مِن عَيْنَيْ نَجْمٍ طَفِئَتْ ، وطَوَتْها رُوْحٌ غِربالُ كالنَّهْرِ الأَعْشَى يَجريْ أَعوامًا كَرَعَتْها نَخْلُ حُرُوْفيْ الآجَالُ! أَتَأَمَّلُ وَجَهَكِ في عَيْنَيْ أَمْسِيْ وبمَوجِهِما بِي تَطْفُو الأَهْوَالُ أ مُلُوْكُ حَضارتِنا نَحَتُوكِ لنا؟ لكأنَّكِ للتَّاريخِ التِّمثالُ! فِيْنا يَصْحُوْ (قَيْسًا) (بِجْمَالْيُوْنُ) وبِفِيْكِ يُجَنُّ بِحُلْمٍ (نِرْفَالُ)! يا أنتِ، أيا مَعْنَى المَعْنَى:انْكَتِبِيْ لأَراكِ ضُحَى لُغَةٍ ؛ لُغَتِيْ آلُ! بِمَرايا عَيْنَيْكِ الهَرِمَاتِ أَرَى وَجْهيْ، وتُغَادِرُ عَيْنيْ الأَوْحَالُ وأَرَى فِيْكِ (المُتَنَبِّئَ) في حَلَبٍ، و(رَهِيْنَ مَحابسِنا):كَيْفَ الحَالُ؟ قالا : (زَنُّوبِيَّا) جَيْشٌ حُرٌّ مِنْ (تَدْمُرَ) حتَّى يَرْضَى الأَبطالُ! رِئْبالُ الشَّعْبِ إذا ما هَبَّ ، فلا أَرْضٌ يَرضاها الشَّعْبُ الرِّئْبالُ! هاكِ ، يا كُلَّ كَواكِبِ أفلاكي، لأنالَ غَدًا وَطَنًا لا يُنْتَالُ وَطَنًا.. شَرْنَقْتِ خَرائطَهُ بِدَمِيْ سيَشِيْدُ (القُدْسَ).. ويَغْشَى الزِّلْزَالُ شَعْبَ اللهِ المُخْتَارَ بِضَيْعَتِنا وأساطيرُ التَّلْمُودِ ستَنْهَالُ فلْيَعْلُوْ (حَرْمُوْنٌ) في نَهْدَيْكِ لِتَلِيْقَ بشَمْسِ يَدَيْهِ الأَوْعَالُ! آهِ ، لو أدري في أَيِّ الدُّنْيا أَلقاكِ ، لَبَشَّ بِرَمْلِيْ الأَطْلالُ ولخُضْتُ بُحُوْرَ سَمائكِ أُوْدِيْسًا عَلِّيْ أُلقِيْكِ (بإيثاكا)... قالوا راحتْ تَشْريْ بالًا أَصْفَى مِنْها، غامَتْ، لا عادَتْ ، أو جادَ البَالُ كَذَبُوا.. كَذَبُوا.. ها أنتِ هُنا، وهُنا؛ فَلْيَمْحُونا مِنَّا ولْيَحْتَالُوا لكنْ..- وا وَيْلَا مِن «لكنْ» هذي!- ..وتَهُبُّ بجَمْرِ حُرُوْفِي الأَغْوَالُ خَطَّتْ،خَجْلَى مِنْ عَيْنِيْ، المِيْمُوْزَا «وَرَقِيْ جَفَّتْ بِلَماها الأَقوالُ»! كَرَزُ الكَلِماتِ يُوَسْوِسُ ليْ: أنْ لي سَ يُهندسُ هذا المُعْجَمَ صَلْصَالُ! ما كُنْتِ بِشَهْدِكِ مِن بَشَرٍ ، كَلَّا، شَفَتِيْ الظَّمأَى أنتِ والشَّلَّالُ ما أَنتِ سِواكِ أنا ، يا سيِّدَتي، أُفُقٌ مِن كُلِّ سُطُوْرِيْ سَيَّالُ فَرَسًا دارتْ بِدَمِيْ، رَسَمَتْ قَلَمِيْ، ولَهُ مِنْ جُرْحِ سَمائيْ تَصْهَالُ! أَسْرِيْ بجَناحَيْه أَبَدَ الرُّؤْيَا؛ كبُرَاقيْ الشِّعْرُ.. كقَلْبيْ الخَيَّالُ!