مناضل مسرحي بامتياز نظمت جمعية ثقافات وفنون مساء أول أمس بمدينة الدارالبيضاء، حفل تقديم وتوقيع آخر إصدارات الكاتب المغربي والمخرج المسرحي المسكيني الصغير، وهو كتاب يضم خمسة نصوص مسرحية كتبها باللغة الدارجة وجمعها الكاتب ونظمها في شكل رواية قسمها إلى عدة أبواب وكل باب يضم مسرحية وكل مسرحية تختلف عن سابقتها من ناحية الموضوع والمضمون. وقد تميز هذا الحفل بحضور مجموعة من الشخصيات من بينهم كتاب ومخرجين وممثلين مسرحيين وبعض الوجوه التلفزية والفنية من بينها ميلود الحبشي، أحمد الصعري، جمال لعبابسي، عبد الكريم الردادي، الشاب سيمو... وحضور بعض النقاد المسرحيين وفي غياب شبه تام لممثلي المنابر الإعلامية. تقدم أولا زهير قمري، نائب رئيس جمعية فنون وثقافات، الجهة المنظمة لهذا الحفل، حيث شكر كل الحضور على تلبية الدعوة معتبرا «هذا الحفل بمثابة شحنة معنوية لرجل من أعمدة الحي المحمدي أعطى الكثير والكثير ولا يزال يبدع، خلال سنوات تألق فيها ورسم خلالها عددا من المحطات البارزة، منتجا العديد من المسرحيات وبصم على مسيرة أقل ما يمكن القول عنها أنها مسيرة مناضل مسرحي بامتياز.» بعدها بدأ المسكيني الصغير بالتحدث عن كتابه الذي يجمع خمس مسرحيات «العمارية، الرحبة، الصندوق، بلادك أجلول وصندوق الرما.».. نصوص مختلفة المواضيع والتيمات كتبها باللغة الدارجة في حدود 177 صفحة.. منها ما قدم على الخشبة (بلادك أجلول، الرحبة، الصندوق) وأخرى في طريقها إلى الإنجاز الركحي. وتحدث المسكيني أيضا عن راهنية المسرح المغربي، الذي يعيش في ظل العديد من المشاكل، تتمثل أولا في غياب سياسة ثقافية لدى العديد من الجهات، معتبرا أن المسرح إلى حدود الساعة ما زال مغيبا تماما عن مؤسساتنا التعليمية، وغير معمول به على كل المستويات، مما يوضح أن التعامل مع أبي الفنون كثقافة وفن مازال معطلا، وهذا ما يؤثر سلبا على المسرح بشكل كبير وواضح، مضيفا أن الوضع الراهن للمسرح المغربي يجعلك تمارس في ظل غياب بنية تحتية مسرحية، أما العامل الثاني فيتعلق بفهم المسرحيين الخاطئ للممارسة المسرحية، مما يجعلهم أمام اختلافات في غير محلها، وهو ما كرسته سياسة الدعم والترويج المسرحي التي ابتدعتها وزارة الثقافة المغربية، مما جعل التنافس ينحصر في الجانب المادي فقط على حساب الجانب الإبداعي، فكان لزاما أن تضعف التجربة المسرحية المغربية سواء على مستوى التأليف أو الإخراج. وعرف هذا اللقاء أيضا، إلقاء الحاضرين كلمتهم في حق المسكيني الصغير، الذين قالوا عنه إن أعماله تتحدث عنه سواء داخل الوطن أو خارجه، كما أنه إنسان صريح وكان مناضلا وأحب المسرح حتى النخاع فكتب في صنف الشعر، القصة القصيرة والمسرح وكتب أيضا بعض السيناريوهات التلفزية. وفي الأخير، عرف هذا الحفل توقيع الكتاب وتبادل أطراف الحديث بين الكاتب ومختلف الشخصيات التي حضرت هذا الصرح الثقافي، وأخذ صور شخصية تبقى راسخة في ذاكرة كاتب وشاعر ومؤلف مسرحي تفنن وأبدع، وبقي مخلصا للمسرح المغربي طيلة مسيرته. جدير بالذكر أن المسكيني الصغير من مواليد 1942 بمدينة الدارالبيضاء، تابع دراسته بالمعهد الإسلامي بتارودانت، التحق بجامعة بغداد وحصل بها على الإجازة في علم الاجتماع سنة 1976، كما أحرز على دبلوم معهد البحوث والدراسات العربية ببغداد سنة 1986، اشتغل كاتبا ومخرجا مسرحيا، وهو صاحب نظرية «المسرح الثالث» ويعتبر واحدا من المساهمين في تأسيس مركز المسرح الثالث للدراسات والأبحاث الدرامية. إنتاجاته تتوزع بين الشعر والقصة القصيرة والمسرح، لديه عدة أعمال شعرية منشورة تضمنها ديوان الناس الطيبين الموقع من قبل الشعراء إدريس الملياني، وأحمد هناوي الشياظمي سنة 1967، إضافة إلى أعمال مسرحية قيمة نذكر من بينها «سرحان»، و»العقرب والميزان»، و»الزعيم»، و»رجل يحمل عينين فقط»، و»البحث عن رجل يعرفهم جيدا»، و»الخروج من معرة النعمان»، و»السيد جمجمة»، و»عودة عمر الخيام إلى المدينة المنسية»، و»رجل اسمه الحلاج»، و»الجاحظ وتابعه الهيثم»، و»الجندي والمثال»، و»الرجل الحصان»، و»رحلة السيد عايشور»، و»الباب أربعة»..