إطلاق أول عملية جمع وإعادة تدوير الهواتف المحمولة المعطلة وبطارياتها في سابقة من نوعها بالمغرب، تستعد مؤسسات اقتصادية ومدنية لإطلاق أول عملية تدوير للنفايات الإلكترونية، خاصة الهواتف والبطاريات المعطلة والقديمة. ويصل نصيب الفرد من النفايات الإلكترونية إلى 7 كيلوغرامات في السنة في العالم، في حين تتصدر الولاياتالمتحدةالأمريكية ب 30 كيلوغراما للفرد. ويستفاد من معطيات حول المبادرة، تتوفر بيان اليوم عليها، أن الفاعل الاتصالاتي «إنوي» سيعمل على تأمين حاويات في كل وكالات الشركة بمختلف مناطق المغرب، لتمكين الزبناء من التخلص من هواتفهم المعطلة والقديمة والبطاريات. وحسب ذات المعطيات، ستدخل المجموعة المغربية «مناجم» على الخط، لإعادة تدوير النفايات الإلكترونية حسب المعايير الدولية، وذلك بعد تفكيكها في أوراش جمعية «جسر». هذا وتعتزم «إنوي» إطلاق حملة تواصلية للتحسيس بخطورة النفايات الإلكترونية على الإنسان والبيئة. وتمثل النفايات الإلكترونية (أي جهاز يعمل بواسطة بطارية أو سلك كهربائي) مشكلة كبيرة، لأنها غالبا ما تحتوى على مواد ضارة بالإنسان والبيئة، وذلك إذا لم يتم معالجتها بشكل صحيح، وتظل الهواتف المحمولة أكثر الأنواع انتشارا. وفي سياق ذلك، حذر خبراء في مجال الصحة من خطورة النفايات الإلكترونية، وأوضحوا أن هذه الأخيرة تحتوي على مكونات سامة أهمها الزئبق والبريليوم، والتي تتسبب في أمراض السرطان والقصور الكلوي والأزمات الربوية الحادة. وتجد بلدان الجنوب التي ينتمي إليها المغرب، صعوبة في التخلص من النفايات الإلكترونية، عكس بلدان الشمال التي تقذف بها خارج حدودها، كما فعلت الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تخلصت من 120 مليون هاتف نحو بلدان آسيوية وأمريكا اللاتينية. وارتفعت بعض الأصوات للمطالبة بضرورة الاهتمام بطبيعة الأجهزة التي تدخل السوق المغربية، والتركيز على عمرها الافتراضي والمواد الداخلة في تصنيعها، مع الدعوة إلى التشجيع على استيراد منتجات صديقة للبيئة. إلى ذلك أيضا توقعت دراسة للأمم المتحدة، صدرت أخيرا، أن تزيد نفايات الهواتف المحمولة والتلفزيونات وغيرها من الأجهزة الكهربائية سنويا في مختلف أنحاء العالم لترتفع بمقدار الثلث بحلول العام 2017. وتشير تقديرات مركز أبحاث تابع للأمم المتحدة معني بهذه القضية إلى أن حجم النفايات الإلكترونية سيرتفع من نحو 54 مليون طن في العام 2012 إلى 72.09 مليون طن بحلول العام 2017. وجاءت الولاياتالمتحدة في المقدمة، إذ بلغت نفاياتها الإلكترونية 9.4 مليون طن العام الماضي، تليها الصين بنحو 7.3 مليون طن.