أعلنت الصين حالة التأهب القصوى، نهاية الأسبوع الماضي بعد أن سجلت حالات إصابة بشرية بفيروس «إتش7 إن 9» المسبب لأنفلونزا الطيور في عدة مقاطعات، إذ تم حظر بيع الطيور الحية في بعض المناطق. وأعلن المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها أن الفيروس تسبب في وفاة 19 شخصا في البلاد، منذ بداية العام الجاري، وأن عدد الإصابات البشرية بلغ 96 حالة. وتم منع بيع الطيور الحية في عدة مدن بمقاطعة تشيجيانغ (شرق)، التي أعلن فيها عن اكتشاف 49 حالة، من بينها 12 حالة وفاة خلال العام الجاري. وبدأت المقاطعة في تطبيق مراقبة عاجلة لمزارع الدواجن ومواطن ومتنزهات الطيور المهاجرة وكذا منع طيران الحمام المحلي. وكذلك فعلت مقاطعة شانغهاي، المجاورة لتشيجيانغ ومقاطعة قوانغدونغ (جنوب). كما أعلنت السلطات الصحية في هونغ كونغ اكتشاف حالة إصابة بسوق قروي وقررت إعدام نحو 20 ألف طائر في السوق. وأعلنت مقاطعات أخرى عن اكتشاف حالات إصابة جديدة بالفيروس. كما أعلنت السلطات الطبية الصينية أنها ستقوم بتحقيق تقدم في مجال أبحاث العقاقير المضادة لفيروس «إتش 7 إن 9». وذكر مركز (هوالان) للهندسة البيولوجية، في مطلع يناير، أن العقار المضاد للفيروس تم تطويره، موضحا أن العقار اجتاز مرحلة الاختبارات الأولية وتقوم هيئة مراقبة الأغذية والأدوية في مقاطعة خنان (وسط) بتداوله، لكن سيحتاج الأمر لوقت طويل قبل بدء الإنتاج الفعلي. ومع تطور الوضع الوبائي في بعض المناطق، أعلنت الحكومة الصينية حالة تأهب قصوى. وذكرت الإدارة العامة لمراقبة الجودة والفحص والحجر أنها قامت بتكثيف مراقبة الفيروس عند الحدود من أجل منع انتقاله. ويقوم موظفو الجمارك بقياس درجة حرارة المسافرين وإجراء فحوصات طبية لهم والإبلاغ عن حالتهم الصحية عبر الحدود. وأعلنت اللجنة الوطنية للصحة وتنظيم الأسرة أن هناك حالات متفرقة للإصابة ستواصل الظهور في بعض المدن. وحثت اللجنة إدارات الصحة المحلية على تعزيز إجراءات المكافحة والوقاية وضمان تطبيقها خلال فترة عيد الربيع (رأس السنة الصينيةالجديدة). ودعت نائبة رئيس مجلس الدولة (الحكومة) ليو يان دونغ إلى تنسيق الجهود من أجل مكافحة انتشار الفيروس والوقاية منه، وحثت الإدارات المحلية على موصلة حالة التأهب. واستبعد خبراء انتشار الفيروس بشكل وبائي وعلى نطاق واسع، خلال عطلة عيد الربيع، نظرا لعدم حدوث أي تحول في الفيروس يمكن أن يؤثر على الصحة العامة. وذكرت خطة تشخيص الإصابة البشرية، التي صدرت مؤخرا، أن أغلب حالات العدوى البشرية غير متركزة في أماكن بعينها، وأنه لا أدلة على وجود معدل منتظم لانتقال العدوى بين البشر، ولكن لا يمكن استبعاد وجود مؤشرات محدودة جدا وفردية لانتقال الفيروس بين البشر. وحذر خبير لمكافحة الأمراض من إن انخفاض معدل التطعيم وتعدد سلالات الفيروسات النشطة قد أدى إلى تزايد خطورة وضع مكافحة الأنفلونزا في الصين هذا الشتاء. وقال فنغ تسي جيان، نائب مدير المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها، إن فيروس الأنفلونزا يعد أكثر نشاطا بكثير هذا العام مقارنة بالأعوام الماضية، وخصوصا في جنوبالصين. وأضاف فنغ أن دوائر الصحة قد رصدت ثلاث سلالات رئيسية لفيروس الأنفلونزا وهي اتش1 واتش3 وبي. وذكر أنه عادة ما كانت تنتشر سلالة واحدة من الأنفلونزا في الأعوام الماضية، ولكن هذا الشتاء نشطت جميع السلالات الثلاث، مبرزا صعوبة الوقاية منها والعلاج . كما أشار إلى أن التطعيم يعد أفضل طريقة للوقاية من الأنفلونزا، بيد أنه مازالت نسبة التطعيم في الصين تتراوح بين 2-3 في المائة من تعداد السكان سنويا، حيث تتخلف كثيرا عن الولاياتالمتحدة التي وصلت نسبة التطعيم بها إلى 27 في المائة من السكان. وأوضح فنغ أن السبب الرئيسي وراء انخفاض معدل التطعيم هو نقص عام في الوعي بين الجمهور حول مدى خطورة الأنفلونزا فضلا عن مخاوف بشأن سلامة اللقاحات المحلية. وفي شتاء عام 2011-2012، دخل حوالي 142من كل 100 ألف صيني المستشفى لتلقي العلاج بسبب إصابتهم بالأنفلونزا، حيث تشكل نسبة الوفيات نتيجة للأنفلونزا 12من كل 100ألف حالة وفاة في شمال الصين. منظمة الصحة العالمية ÊÄßI تراجع فيروس أنفلونزا الخنازير أفادت منظمة الصحة العالمية بأن فيروس أنفلونزا الخنازير «اتش 1 أن 1» يشهد انحسارًا بعدما خلف ما لا يقل عن 14142 وفاة في العالم منذ ظهوره في المكسيك في مارس وابريل 2009. وأشارت المنظمة في حصيلتها الأسبوعية الى أن الفيروس وصل لذروته في نصف الكرة الشمالي بين نهاية أكتوبر ونهاية نوفمبر واستمر بالانحسار منذ ذلك الحين، مضيفة أن أكثر الوفيات التي سببها هذا الفيروس سجلت في أمريكا الشمالية والجنوبية وأوربا. وأظهر خبراء منظمة الصحة العالمية أن انتقال عدوى الفيروس لا تزال كثيفة في شمال أفريقيا وجنوب آسيا وفي مناطق محددة في أوربا الشرقية. وميدانيا، يواصل فيروس أنفلونزا الخنازير حصد الضحايا في عدد من المناطق بالعالم، حيث ارتفع عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة به في إقليم الأندلس جنوب إسبانيا، على سبيل المثال، إلى 24 حالة وفاة منذ بداية موسم الإنفلونزا في شبه الجزيرة الإيبيرية إلى غاية يوم الأحد الماضي. وتفيد الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة والمساواة والسياسات الاجتماعية في الحكومة المحلية لإقليم الأندلس، بأن الوفيات المسجلة همت خمس محافظات من ضمن الثمانية التي يتكون منها هذا الإقليم، وفي مقدمتها محافظة قادس التي سجلت بها 8 وفيات، 5 منها في نهاية الأسبوع، متبوعة بمحافظة غرناطة (6 وفيات) ومالقة (4 وفيات) بينها شاب لا يتجاوز عمره 28 ربيعا وإشبيلية (4 وفيات) ثم خيان (حالتين). وكانت وزارة الصحة في إقليم الأندلس أكدت في بيان لها أن معدل الإنفلونزا ارتفع خلال الأسبوع الوبائي الثالث (من 13 إلى 20 يناير) ليبلغ 206.7 حالات لكل 100 ألف نسمة، وهو ما يؤشر على مزيد من «الارتفاع قد يصل مستوى الذروة في الأسبوع الأول من شهر فبراير الجاري». وأشارت إلى أن الأنفلونزا عرفت هذا العام «تطورا» مقارنة مع المواسم السابقة على الرغم من تشابه الأرقام الخاصة بعدد الإصابات بالفيروس وبالحالات الخطيرة والحالات الخاضعة للعناية المركزة مع تلك المسجلة في الفترة 2010 - 2011، موضحة أن أعراض المرض خلال هذا العام اتسمت بالشدة ومست شريحة السكان البالغة أعمارهم 35 عاما فما فوق. وفي مصر، أعلنت الدكتورة مها الرباط وزيرة الصحة والسكان، عن وفاة 16 حالة بفيروس الأنفلونزا الموسمية «H1N1»، أو إنفلونزا الخنازير، لافتة إلى أنه ليس بين المتوفين أطباء. وأكدت أن حالتي إصابة فقط بين الأطباء، الأولى تخص طبيبة من إقليمالقليوبية، وقد تم شفاؤها تماما وعادت إلى منزلها، والثانية لطبيب من الشرقية، مازال يتلقى العلاج بمستشفى قصر العينى وحالته مستقرة. وأضافت الوزيرة أنه تم أيضا تشخيص 172 حالة مصابة بفيروس الإنفلونزا H1N1 خلال موسم الشتاء منذ أول ديسمبر وحتى الآن.