يثير فيروس انفلونزا الطيور من نوع اتش7ان9 الذي تسبب بست وفيات في الصين، قلق الخبراء نظرا لانتشاره من دون التمكن من التعرف على الطيور التي تنقله وهي غالبا من الفراخ والبط. ويقول خبير الحميات جون اوكسفورد من جامعة كوين ماري في لندن "اشعر بقلق نوعا ما. لو ان الامر اقتصر على أربع وفيات بانفلونزا الطيور في شنغهاي، لما شعرت بمثل هذا القلق. لكن نظرا لانتشار المرض اعتقد ان في الامر شيئا". ويضيف "هذا الفيروس ليس قاتلا لدى الدواجن وهذا يعني انه يمكن ان ينتشر بينها من دون ان يلاحظه احد. واعتقد انه على الارجح اكثر انتشارا مما نعتقد". وتم حتى الان التثبت من وجود اصابات بالفيروس اتش7ان9 في أربع مقاطعات صينية هي جيانقسو وشيجيانغ وانهوي وشنغهاي العاصمة الاقتصادية للبلاد. وهو ينتقل من الدواجن الى الانسان عبر سلسلة من التحورات الجينية. وتوفي ستة أشخاص من أصل 14 اصيبوا بالفيروس منذ شباط(فبراير) بعد إصابتهم بالتهاب حاد في الرئة مصحوبا بارتفاع حرارة الجسم وسعال وإرهاق. ويختلف هذا الفيروس عن فيروس اتش5ان1 الذي كان يمكن بسهولة التعرف على مواطنه لانه كان يتسبب بنفوق الدواجن المصابة. وادى ذلك الفيروس منذ 2003 الى إصابة 622 شخصا توفي منهم 371. وقالت منظمة الصحة العالمية ان مصدر العدوى الجديدة وكذلك طريقة انتقالها غير واضحة بعد. وقالت المنظمة في آخر بيان على الانترنت "ليس لدينا بعد ما يكفي من المعلومات حول حالات العدوى لتحديد ما اذا كان هناك خطر كبير لانتشارها بين البشر". ولم يسجل حتى اليوم اي حالة عدوى من إنسان الى آخر ولا أي إصابة خارج الصين. ولكن رئيس مجموعة خبراء الانفلونزا الاسترالية (استراليان انفلونزا سبيشاليست غروب) الن هامبسون يقول ان "كل انفلونزا تنتقل من الحيوان الى الانسان يمكن ان تنتشر بصورة وبائية". ويضيف "اذا تمكن الفيروس من الانتقال من شخص الى آخر، فالارجح ان يتسبب بوباء". ووضعت السلطات الصينية تحت المراقبة في الوقت الحالي نحو 400 شخص كانوا على احتكاك بالمرضى، وان لم تظهر أي أعراض للمرض لدى اي منهم. ويعتبر الخبراء ذلك نبأ سارا لان مخاطر الانتشار الوبائي ستكون اكبر من قدرة البشر على تطوير مناعة ضد هذا النوع الجديد من الفيروس، وفي غياب لقاحات تفيد في الوقاية منه. وقالت منظمة الصحة العالمية ان الاختبارات الاولية بينت ان الفيروس يتجاوب مع الادوية المضادة للفيروسات مثل تاميفلو. ولا تؤيد منظمة الصحة العالمية في الوقت الحالي اجراء فحوصات في المطارات كما حصل عندما انتشر "اتش1 ان1"، او حتى فرض قيود على الحركة داخل الصين. و"اتش1 ان1" المعروف باسم "انفلونزا الخنازير" انتشر بصورة وبائية في 2009 و2010 وخلف العشرات من الوفيات في المكسيك في البدء. ولكن تبين ان هذه النسخة من الفيروس اقل خطورة على مستوى العالم من معظم انواع الانفلونزا الموسمية.