لحظة احتفال وعربون وفاء وتكريم لأسماء أعطت الكثير... في ليلة ماطرة وجو بارد، عاشت الرباط بفضاء المسرح الوطني محمد الخامس ليلة الأربعاء المنصرم على إيقاع الاحتفال الكبير بالعيد الرابع للصحافيين الرياضيين المغاربة، والذي أصبح تقليدا سنويا تخلده الجمعية المغربية للصحافة الرياضية التي تأسست سنة 1971. في بداية الحفل الذي حضره جمهور لا بأس به من بينهم فنانون وأبطال رياضيون ومسيرون سابقون وحاليون، تم ترديد النشيد الوطني. ليتم بعد ذلك تلاوة الفاتحة ترحما على رياضيين غادرونا هذه الأيام إلى دار البقاء ويتعلق الأمر بالمدرب الوطني السابق المرحوم المهدي فاريا والحارسين الدوليين السابقين المرحومين علال بنقصو وعبد القادر البرازي ورئيس النادي القنيطري السابق محمد دومو. وفي كلمة بالمناسبة للزميل بدر الدين الإدريسي رئيس الجمعية المغربية للصحافة الرياضية ورئيس تحرير جريدة المنتخب، توجه بالشكر الجزيل لكل الحاضرين وخاصة ممثلي وزارة الشباب والرياضة واللجنة الوطنية الأولمبية الوطنية والبطلة الأولمبية السابقة ونائبة رئيس اللجنة الدولية الأولمبية نوال المتوكل، ورئيس الاتحاد العربي للصحافة الرياضية الأستاذ جميل عبد القادر. وأضاف الزميل الإدريسي قائلا إن تخليد هذه المناسبة فرصة للسمو بالقيم النبيلة التي عاشت بها الرياضة المغربية وستعيش بها أبد الدهر، مشيرا إلى أن تكريم بعض الرموز هو حق اعتباري لكونها شموع احترفت من أجل خدمة الوطن والتفاني في حبه، كما أن التشجيع يعتبر في مهنة المتاعب أمرا أساسيا للتنافس والرقي بالأداء الإعلامي في شقه الرياضي وغيره. وناشد رئيس الجمعية المغربية للصحافة الرياضية الجميع وكل الغيورين، على تبني مقاربة جديدة لإنقاذ الذاكرة الرياضية الوطنية من الضياع، وبالتالي منح مغربنا العزيز إرثه مع العمل -كل حسب موقعه- على بناء مستقبل جديد ومشرق للرياضة المغربية. وفي ختام كلمته، لم يفت الإدريسي أن يشيد بالدور الذي تلعبه مؤسسة الرعاية لصندوق الإيداع والتدبير الراعي الرسمي هذا الحفل، والتي وفرت جوائز قيمة للفائزين من الإعلاميين الرياضيين في مسابقة هذه السنة. من جهة، عبر رئيس الإتحاد العربي للصحافة الرياضية جميل عبد القادر عن سعادته بحضوره في عيد الإعلاميين الرياضيين المغاربة، وشكر بالمناسبة الجمعية المغربية للصحافة الرياضية على دعوتها له. وأضاف عبد القادر أن التعاون بين الهيئتين وثيق ومثمر للغاية ومن شأنه أن يحقق قفزات نوعية للإعلام الرياضي المغربي والعربي، مضيفا أن المغرب الشقيق يتوفر على كفاءات من الطراز الرفيع في الإعلام الرياضي. وأنهى رئيس الإتحاد العربي للصحافة الرياضية مداخلته بالشكر الجزيل للمملكة المغربية ملكا وحكومة وشعبا على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة. عقب ذلك، تم تكريم رواد الإعلام الرياضي تحت تصفيات الجمهور الذي أثث فضاء مسرح محمد الخامس ويتعلق الأمر بالزملاء محمد نبزر من جريدة «الإتحاد الاشتراكي»، وعبد الفتاح الحراق من القسم الرياضي بالإذاعة الوطنية، ورشيد شباك من القناة الأولى، وأحمد بونجمة من القسم الرياضي بوكالة المغرب العربي للأنباء، ومحمد المجدوبي المصور السابق بجردية «العلم» و»Opinion». وكانت أبرز لحظات الحفل، الإعلان عن جوائز الجمعية الأربعة، حيث تلى الزميل سعيد أنيس أمين المال بالجمعية ورئيس مديرية الرياضة بالقناة الأولى تقريرا قدم خلاله معطيات حول سير عملية الاختيار، إذ فاز بجائزة القلم الذهبي الزميل منعم بلمقدم «المنتخب» في موضوع غرفة النزاعات داخل جامعة كرة القدم، وأحرز الزميل لينو باكو من محطة (راديو مارس) جائزة الميكروفون الذهبي الإذاعي ببرنامج «مارس أطاك» الذي وصل حلقته الألف، والزميل سفيان الراشدي من القناة الرياضية ببرنامج «مائة بالمائة أسود»، والزميلان نور الدين بلحسين «رسالة الأمة» وسمير كريم «المنتخب»، حيث فازا مناصفة بجائزة أفضل صورة رياضية لسنة 2013. وحسب التقرير فان ثلاثين عملا ترشحوا للجوائز الآنفة، وعملت لجنة التحكيم التي ضمت الزميل رئيس الجمعية ورئيس تحرير «المنتخب» بدر الدين الإدريسي، والزميل محمد الروحلي نائب رئيس الجمعية ورئيس القسم الرياضي ب «بيان اليوم»، والزملاء الأعضاء بالجمعية سهام البوش والزميل كمال الإدريسي (الرياضية)، وسعيد أنيس رئيس القسم الرياضي بالقناة الأولى، ومحمد السيباري رئيس قسم التصوير سابقا بصحيفة «الشرق الأوسط» في فئة أحسن صورة، على اختيار الأفضل في كل صنف بكل شفافية وحياد. وفي نهاية الحفل الذي نشطه باقتدار الزميلان خالد أزدون «القناة الأولى» وسهام البوش «القناة الرياضية»، تم تكريم مدرب الأجيال والإطار الوطني السابق عبد الله السطاتي، الذي كان أحد المساهمين المباشرين في تأهل المنتخب المغربي لكرة القدم لأول مرة في تاريخ إفريقيا والمغرب لنهائيات كأس العالم بالمكسيك سنة 1970 إلى جوار المدرب الوطني آنذاك الفرنسي كي كليزو. وبهذه المناسبة، قدمت الجمعية المغربية للصحافة الرياضية جائزتي أفضل رياضية ورياضي لسنة 2013 بناء على استفتاء أجرته وكالة المغرب العربي للأنباء، إذ تم اختيار البطلة مها الحديوي نجمة الغولف التي باتت أول مغربية تشارك بالدوري الأوربي للمحترفات، والمهدي بنعطية عميد الفريق الوطني ومدافع نادي روما الإيطالي، والذي تعذر عليه الحضور لالتزاماته مع ناديه، لكنه أرسل تسجيلا يشكر فيه الجمعية على هذه الجائزة. ولم يكن للجمعية المغربية للصحافة الرياضية الاحتفاء بعيدها الرابع، دون أن تحتفل بالمسار المشرق لفريق الرجاء البيضاوي متوجة إياه بجائزة أفضل فريق مغربي لسنة 2013، بعدما قدم مستوى استثنائيا وأنهى مشاركته الثاني بكأس العالم وصيفا للبطل، والذي مثله في هذه المناسبة المديري الإداري للفريق محمد الناصري. وكعادة الجمعية المغربية للصحافة الرياضية في اقتسام فرحتها مع أسماء فنية وغنائية، عرف هذا الحفل عروض فكاهية وغنائية استمتع فيها الحاضرون بأغاني الفرق الشعبية «تكادة» والفنان الشعبي عبد العالي الغاوي و»سكيتش» فكاهي للكوميدي الواعد أحمد الشركي، بينما لم تتح الفرصة للاستمتاع بإبداعات المغني سعيد مسكير الذي اعتذر في آخر لحظة لأسباب عائلية. ومن بين الأسماء الرياضية الحاضرة بهذا الحفل، نذكر على سبيل الحصر، عزيز بودربالة ويوسف روسي وعبد الرزاق خيري، ورئيس فريق المغرب التطواني الحاج عبد الملك أبرون، وممثلون وزارة الثقافة، ونائب رئيس اللجنة الأولمبية المغربية مصطفى زكري. وممثل جامعة كرة القدم، والدولي حسن أقصبي وغيرهم من الشخصيات الرياضية الوازنة.