التعامل مع قضايا الهجرة يجب أن يتجاوز المقاربة الأمنية وأن يتم بمنظور شمولي وبسياسات تكاملية أشاد رشيد روكبان عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ورئيس فريق التقدم الديمقراطي بمجلس النواب، بالقرار المتخذ من قبل جلالة الملك محمد السادس بشأن الهجرة وقضايا المهاجرين الأفارقة، قصد نهج سياسة شاملة جديدة للجوء والهجرة، وبهدف التركيز على الجانب الإنساني لهذه المسالة، في إطار معايير دولة الحق والقانون وحماية حقوق الإنسان . جاء ذلك خلال كلمة ألقاها رشيد روكبان أثناء انعقاد أشغال الدورة الثانية من المنتدى البرلماني المغربي الإسباني الذي احتضنته العاصمة الإسبانية مدريد يومي الإثنين و الثلاثاء 23/24 شتنبر الجاري، والذي عرف أيضا مشاركة العربي خربوش عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ورئيس فريق التحالف الاشتراكي بمجلس المستشارين، ضمن وفد برلماني مغربي. وأكد رشيد روكبان في سياق كلمته خلال الدورة الثانية لهذا المنتدى البرلماني على كون التعاون المغربي الإسباني قد قطع أشواطا كبيرة وله آفاق واسعة ورحبة بشأن الشروط والصيغ المفترضة للتعاون بين المغرب وإسبانيا، وخاصة في موضوع الهجرة غير القانونية، مضيفا أن الاتفاقيات الموقعة بين البلدين في عدد من المجالات وخاصة الأمنية تشهد على هذا التعاون المتزايد للحد من تدفق المهاجرين القادمين على الخصوص من دول جنوب الصحراء والساحل إلى إسبانيا وأوربا عبر بلادنا التي تحظى بالوضع المتقدم والشريك من أجل الديمقراطية . وأوضح رشيد روكبان أن التحضير والاستعداد للمشاركة في أشغال هذه الدورة سبقته العديد من اللقاءات تم عقدها من قبل الجانب المغربي والتي تميزت بالإشادة بالتعاون المثمر والفائق بين الجانبين المغربي والإسباني، معبرا عن السعادة والارتياح الكبير بمستوى هذا التعاون والطموح الذي يحدوه نحو المزيد من تعميقه وتنميته. وذكر رئيس فريق التقدم الديمقراطي رشيد روكبان بالقرار الذي سبق للبرلمان الأوربي أن اتخذه بشأن موضوع الهجرة السرية، موضحا أن هذه المؤسسة التشريعية الأوربية ما فتئت تتعامل اليوم مع هذا الموضوع المطروح بحدة من منظور شمولي وتحث شركاءها على عدم الاقتصار في التعامل مع تداعياته من منظور أمني فقط، وإنما بنهج سياسات تكاملية في مختلف المجالات الإقتصادية والاجتماعية والثقافية مع الجيران ودول الضفة الجنوبية. وثمن رشيد راكبان في جانب آخر من كلمته الحوار المباشر والمستمر بين مسؤولي كلا البلدين، المغرب واسبانيا، الذي يعكس طابع العلاقات الإستراتيجية القائمة بين البلدين، والرغبة التي تحدوهما في تعميقها وتنميتها إلى مستوى أفضل بغية المساهمة في تقدم وازدهار المنطقة،رغم الظرفية الإقتصادية الدولية الصعبة، وعدم الاستقرار السياسي في بعض دول الجوار . وبعد أن قدم رشيد روكبان في مداخلته معطيات وتصورات حول الهجرة السرية وطبيعتها وأنواعها، أوضح في السياق ذاته أن مشاكل المغرب ليست مع المهاجرين المقيمين بصفة شرعية على التراب الوطني، وإنما مع المهاجرين الراغبين في العبور إلى الضفة ألأوربية مضيفا في هذا الصدد، في إشارة مثلا لمحاولات الاقتحام الجماعية العنيفة أحيانا،أن المغرب الذي يعتبر البلد المؤمن بحسن الضيافة يدبر مشاكل المهاجرين المعقدة بعيدا عن العنف الممنهج من قبل القوات العمومية وبالاحترام التام لحقوق الإنسان والالتزامات الدولية للمغرب وبتقديم المساعدة للراغبين في العودة إلى بلدانهم والالتزام الصارم بتطبيق القانون، إلى درجة أن معاملة هؤلاء المهاجرين تكون كمعاملة المواطنات والمواطنين المغاربة . ونوه رشيد روكبان من جهة أخرى، بمجهودات حكومتي البلدين، المغرب وإسبانيا، للحد من ظاهرة الهجرة السرية، مؤكدا بالمقابل على أنه يتبين اليوم أن هناك شبكات دولية تنشط في مجال التهريب والاتجار في البشر، متسائلا في هذا الصدد عن دور البرلمانات لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة، داعيا إلى استحضار حساسية وأهمية موضوع الهجرة السرية أثناء تصويت البرلمانيين على الميزانيات لتمكين الحكومات من ميزانيات كافية لمواجهة هذه الظاهرة وذكر رئيس فريق التقدم الديمقراطي رشيد وكبان في معرض كلمته بتقديم مقترح قانون لمنع وتجريم الاتجار في البشر من قبل برلمانيين مغاربة - في إشارة إلى المقترح المقدم من قبل نائبات ونواب فريق التقدم الديمقراطي بمجلس النواب-، مؤكدا على أنه يوجد حاليا قيد الدراسة، مشيرا إلى أن هذه المبادرة التشريعية المغربية تأتي انسجاما مع الاتفاقيات الدولية الموقعة من قبل بلادنا في هذا الشأن. على صعيد آخر، شدد رشيد روكبان على صعوبة قيام المغرب لوحده بالدور المنوط به في مكافحة الهجرة السرية على مستوى الضفة الجنوبية خصوصا أمام تزايد أعداد المهاجرين الذي تضاعف أربع مرات مؤخرا، مجددا الدعوة إلى بعض دول الجوار قصد بذل المزيد من الجهد من أجل الإطلاع بدورها في مواجهة هذه الظاهرة، التي أوضح روكبان، بكونها تشكل خطرا محدقا على شعوب المنطقة، من خلال دخول مجموعات كبيرة من المهاجرين السريين، مما يفتح الباب على مصراعيه لإمكانية تسرب الأسلحة وعناصر إرهابية تهدد المنطقة برمتها، مضيفا أن جميع الأطراف مدعوة للقيام بدورها لتفادي هذا الخطر خاصة وأن المغرب وإسبانيا قد اكتويا معا بنار الإرهاب.