فيما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استحالة تمديد قرار تجميد أعمال البناء بالمستوطنات في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1967 إلى ما بعد 26 شتنبر القادم، أكدت حركة حماس رفضها أي دعوة عربية لاستئناف المفاوضات المباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي معتبرة ذلك خطيئة سياسية كبيرة. وقال الناطق باسم حماس سامي أبو زهري في مؤتمر صحفي صباح أمس الخميس، إن استمرار جرائم الاحتلال الإسرائيلي التي كان آخرها تدمير قرية العراقيب بالنقب واستمرار تهويد القدس يتطلب موقفا عربيا رافضا للتفاوض والتطبيع لا غطاء لاستمراره أو البدء بالمفاوضات المباشرة. وأضاف انه على العرب أن يؤيدوا خيار الفلسطينيين برفض التفاوض مع الاحتلال، متسائلا عن موقف بعض الأطراف العربية التي تحركت في هذا الإطار قائلا إن تحركها غير مفهوم لا سياسيا ولا قوميا. واعتبر أبو زهري أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس غير مخول للتفاوض باسم الشعب الفلسطيني في ظل انتهاء فترة رئاسته. وطالب أبو زهري الدول العربية بفك حصار غزة والبدء بإعادة اعمارها لا البدء بالتفاوض مع الاحتلال ودعمه. وجاءت مطالبة حماس للدول العربية بعدم تشجيع الرئيس الفلسطيني على الذهاب للمفاوضات المباشرة في ظل رفض إسرائيل وقف الاستيطان وعدم إحراز أي تقدم في المفاوضات غير المباشرة بالتزامن مع عقد لجنة المتابعة العربية للسلام اجتماعا لها أمس الخميس أيضا في القاهرة للاستماع من عباس لآخر التطورات على صعيد المفاوضات غير المباشرة التي وافقت عليها قبل حوالي شهرين. وقد استبقت الحكومة الإسرائيلية اجتماع لجنة المتابعة العربية للسلام أمس في القاهرة لتقييم المفاوضات غير المباشرة بتوجيه عدة رسائل للجانب العربي حيث أكدت تل أبيب على لسان وزير خارجيتها افيغدور ليبرمان رفضها وقف الاستيطان مقابل الانتقال للمفاوضات المباشرة مع الجانب الفلسطيني. وشدد ليبرمان أول أمس الأربعاء على الرفض الإسرائيلي لمواصلة تجميد الاستيطان في الضفة الغربية بعد انتهاء المهلة المحددة لذلك في شتنبر القادم، رافضا الربط بين تجميد الاستيطان وبين إجراء مفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين. وقال ليبرمان، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاسباني ميغيل موراتينوس، إنه لا مجال للربط بين المفاوضات المباشرة وتجميد البناء في المستوطنات، رافضا بذلك المطلب الفلسطيني بضرورة وقف الاستيطان قبل الانتقال للمفاوضات المباشرة التي باتت الإدارة الأمريكية تطالب بها. وسبق تصريحات ليبرمان الرافضة لوقف الاستيطان كما يطالب الجانب العربي إعلان نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي سيلفان شالوم أول أمس الأربعاء أن الشروط التي وضعها الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتحريك المفاوضات المباشرة مع إسرائيل 'يستحيل' قبولها. وقال شالوم للإذاعة الإسرائيلية الرسمية إن 'الفلسطينيين يضعون ثلاثة شروط مستحيلة: أن تستأنف المفاوضات من النقطة التي وصلت إليها في نهاية 2008 عندما كان ايهود اولمرت رئيسا للحكومة وان ترتكز على انسحاب إسرائيل الكامل (من الضفة الغربيةوالقدسالشرقية) وان يستمر تجميد البناء )في المستوطنات.) وقال شالوم إن (الفلسطينيين اعتادوا رفض الجلوس إلى طاولة المفاوضات وانتظار أن يمارس الأمريكيون والأسرة الدولية ضغوطا للحصول على تنازلات من إسرائيل لحسابهم). وأضاف أن الفلسطينيين رفضوا تحريك المفاوضات المباشرة المجمدة منذ أن شنت إسرائيل عملية عسكرية واسعة ضد قطاع غزة في نهاية 2008 (لأنهم لا يريدون إجراء مناقشات وأن يدفعوا هم أيضا إلى تقديم تنازلات). وشدد سلفان شالوم على أن المفاوضات ستبدأ من جديد وليس من النقطة التي وصلت إليها في عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ايهود اولمرت، مما يعني العودة بالمفاوضات إلى نقطة البداية وإلغاء كل جولات المفاوضات التي حدثت في عهد اولمرت. وجاءت تصريحات شالوم عشية اجتماع لجنة المتابعة العربية أمس في القاهرة بحضور عباس الذي اطلع أعضاء اللجنة على ما وصلت إليه المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل التي بدأت في ماي برعاية أمريكية.. ووصل الرئيس الفلسطيني أول أمس الأربعاء للقاهرة من أجل حضور اجتماع لجنة المتابعة العربية للسلام، وقال سفير فلسطين لدى القاهرة د. بركات الفرا إن مشاركة عباس في الاجتماع غير العادي للجنة مبادرة السلام العربية 'لجنة مبادرة السلام' الذي عقد أمس بمقر جامعة الدول العربية، على مستوى وزراء الخارجية، جاءت لبحث نتائج مفاوضات التقريب، وما نتج عنها والجهود التي تبذل من أجل تحريك عملية السلام. وأضاف أن عباس معني بالتواصل دائما مع أشقائه المصريين، وان القيادة الفلسطينية معنية دائما بالتنسيق مع الدول الشقيقة وبخاصة مع مصر. وكانت مصادر فلسطينية أعلنت بان عباس سيطالب لجنة المتابعة العربية بالاستمرار بالمفاوضات غير المباشرة لحين انتهاء المهلة الممنوحة إليها وهي أربعة أشهر تنتهي في أوائل شتنبر القادم، وذلك في ظل المطالبة الأمريكية للجانب الفلسطيني بالانتقال للمفاوضات المباشرة. ومن جهته أكد رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات الأربعاء على أن الانتقال للمفاوضات المباشرة مرتبط برئيس الوزراء الإسرائيلي وموافقته على وقف الاستيطان. وشدد على أن القيادة الفلسطينية ليست ضد المحادثات أو المفاوضات المباشرة مع الجانب الإسرائيلي ولكن الذي يملك المفتاح لهذه المحادثات المباشرة هو رئيس الوزراء الإسرائيلي على حد قوله. وفيما استبقت إسرائيل اجتماع لجنة المتابعة العربية، الذي يحضره عباس شخصيا لتقييم أكثر من شهرين من المفاوضات غير المباشرة واتخاذ قرار بشأن المطلب الأمريكي بالانتقال للمفاوضات المباشرة، بجملة من التصريحات الرافضة لوقف الاستيطان والانسحاب من كامل الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1967 من المقرر أن يقوم رئيس دولة إسرائيل شمعون بيريس بعد غد الأحد بزيارة للقاهرة للقاء الرئيس المصري حسني مبارك وذلك بعد 48 ساعة من عقد اجتماع لجنة المتابعة العربية بحضور عباس. وذكرت مصادر إسرائيلية الأربعاء بان بيريس تلقى دعوة من الرئيس المصري حسني مبارك للقائه في القاهرة يوم الأحد . وذكر موقع 'واينت' الإسرائيلي أن مباحثات الرئيسين ستتناول قضايا سياسية بما في ذلك طلب مصر أن تتخذ إسرائيل إجراءات لبناء الثقة مع الفلسطينيين لتسهيل الانتقال من المفاوضات عن قرب إلى المفاوضات المباشرة. وذكر أن القيادة المصرية ستطلب من إسرائيل توسيع السيطرة الأمنية للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وتمديد فترة تجميد البناء في المستوطنات المقرر انتهاؤها في شتنبر المقبل وذلك لتفادي المساس بالمفاوضات.