من المقرر ان يصل المبعوث الامريكي جورج ميتشل للمنطقة خلال الساعات القادمة لاجراء أولى جولات المفاوضات غير المباشرة بين السلطة واسرائيل وسط شكوك فلسطينية في امكانية احراز تقدم في ظل اصرار حكومة بنيامين نتنياهو على مواصلة الاستيطان خاصة في القدس. ومن جهته عبر نبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية عن شكوكه في امكانية احراز تقدم خلال جولة المبعوث الامريكي وقال إنه ليس لدى ميتشل ما يقوله للجانب الفلسطيني بعد التصريحات الصادرة عن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وغيره من الوزراء بشأن تواصل البناء الاستيطاني والعودة إلى سياسة هدم البيوت الفلسطينية في القدس. وأضاف أبو ردينة في تصريحات له ان الجانب الفلسطيني قدم كل شيء والكرة الآن في الملعب الإسرائيلي . وفي الجانب الاسرائيلي اكدت مصادر اسرائيلية بان بلدية القدس ستبحث خلال الاسبوع الحالي الشروع في تنفيذ مشاريع استيطانية كبيرة في محيط المسجد الاقصى. وكشفت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' الاسرائيلية الاحد النقاب عن أن اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء التابعة لبلدية الاحتلال في القدس ستناقش مشاريع بناء استيطانية ضخمة في محيط حائط البراق - المبكى وفق التسمية الاسرائيلية - وفي عدة مواقع أخرى في البلدة القديمة من مدينة القدسالمحتلة. ونقلت الصحيفة عن مصادر في البلدية الإسرائيلية أن اللجنة اللوائية لم تنعقد منذ فترة طويلة لمناقشة هذه المشاريع وذلك بسبب ضغوط يمارسها مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي. يذكر أن هذه المشاريع تتعلق بإقامة مبنى على موقع موقف السيارات قرب باب المغاربة ووادي حلوة ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، وكذلك ترميم ساحة حائط البراق وإقامة سقف فوقها بالإضافة إلى إقامة مركزٍ للشرطة الاسرائيلية في المكان المعروف ب'بيت شتراوس'. وأكدت مصادر فلسطينية الاحد بان الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيبلغ ميتشل عدم مقدرته على مواصلة المفاوضات غير المباشرة في ظل تواصل الاستيطان وخاصة في القدس. وحسب المصادر فأن القيادة الفلسطينية تشعر بالإستياء جراء الصمت الامريكي تجاه استمرار اسرائيل في الاستيطان واعلان نتنياهو ووزرائه اصرارهم على مواصلة الاستيطان وخاصة في القدس. وتواصل إسرائيل أعمال البناء في مستوطنات الضفة الغربية خلافا لما أعلنه نتنياهو من تجميد الاستيطان في اراضي الضفة الغربية وذلك عدا القدس التي يتواصل فيها الاستيطان اضافة لمواصلة بناء المزيد من الوحدات الاستيطانية في مستوطنات عتصيون وأفرات وكريات أربع جنوب الضفة الغربية. وفي ظل استقبال اسرائيل لميتشل بالمزيد من المخططات التوسعية، وفقا لما أوردته صحيفة 'يديعوت أحرونوت' الإسرائيلية نقلا عن مصادر في بلدية القدس شدد نمر حماد المستشار السياسي لعباس الاحد على ان مواقف نتنياهو وحكومته تظهر إصرارهم على التهرب من مطالب المجتمع الدولي، ومتطلبات عملية السلام. وقال حمّاد في تصريح نقلته وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية 'وفا' ان الولاياتالمتحدةالأمريكية تقوم بجهود للتقريب بين المواقف وجورج ميتشل مبعوث الرئيس الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط يجري اتصالات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ولكن إسرئيل تقول انها غير متفائلة، ما يعني أن نتنياهو يصر على مواصلة السياسات التي أدت إلى إغلاق كل سبل الوصول إلى تسوية، مؤكداً انه في حال استمرار نتنياهو وحكومته بنفس الموقف والنهج فلن يحدث أي تقدم. وحول حديث نتنياهو وعدد من وزرائه أن الجانب الفلسطيني والرئيس محمود عباس متمسكون بالقضايا الجوهرية (الثوابت)، قال حماد: هذا صحيح والجانب العربي أيضا متمسك بالقضايا الجوهرية، ولكن المأزق الذي تعانيه عمليه السلام سببه الاستيطان والسياسات الإسرائيلية.