كوت ديفوار تقضي على آمال الأسود وتتأهل للدور الحاسم كما كان متوقعا، أقصي المنتخب الوطني رسميا من سباق التنافس على بطاقة الدور النهائي من التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم بالبرازيل 2014، والتي آلت لمنتخب الكوت ديفوار الفائز أول أمس الأحد على مضيفه التنزاني بدار السلام بأربعة أهداف لهدفين لحساب الجولة الخامسة. وتأهل المنتخب الإيفواري بعدما رفع رصيد إلى 13 نقطة بفارق 5 نقاط عن المغرب الذي أصبح رصيده 8 نقاط عقب فوزه السبت الماضي فوزا معنويا على غامبيا بهدفين لواحد، فيما ظلت تنزانيا برصيد 6 نقاط وأضاعت حظوظها في منافسة «الفيلة»، وغامبيا أخيرة بنقطة واحدة. وبهذا سيستمر غياب المنتخب المغربي الذي سبق أن تأهل للمونديال في أربع مناسبات (1970 و1986 و1994 و1998)، لمدة تفوق العقدين من الزمن، إذ سجل الفريق الوطني فشلا ذريعا في تخطي ماراطون التصفيات الإفريقية في ثلاث دورات متتالية 2002 و2006 و2010. وسيتنظر الفريق الوطني بدء تصفيات مونديال روسيا 2018، للانطلاق في مغامرة جديدة بغية العودة مجددا على الساحة العالمية، وإعادة جزء من ذكرياته الجميلة عندما كان المنتخب الأول الذي حاز قصب السبق إفريقيا وعربيا عندما تخطى الدور الأول في مونديال المكسيك 1986. وجاءت هذه النتيجة لتبدد الآمال التي عقدها البعض حول قدرة «أسود الأطلس» في التأهل إلى الدور الحاسم، رغم أن ذلك كان يتطلب معجزة في زمن قلت فيه المعجزات الكروية وانتظار نتائج الآخرين، علما أن المنتخب التنزاني كان الأقرب لمنافسة الكوت ديفوار على بطاقة هاته المجموعة. وكان هذا الإقصاء نتيجة طبيعية بالنظر إلى البداية الكارثية للفريق الوطني، إذ استهل «أسود الأطلس» مشوارهم في عهد المدرب البلجيكي إيريك غيريتس في التصفيات بتعادل مع المنتخب الغامبي في أرضه، ومن المفارقات أن النقطة الوحيدة ل «العقارب» كانت من هذه المباراة. ولم تكن نتيجة اللقاء الثاني بأفضل من سابقتها، حيث تعادل الفريق الوطني بملعب مراكش الجديد مع المنتخب الإيفواري المرشح منذ البداية لتصدر هاته المجموعة بهدفين لكل فريق وبصعوبة بالغة، وهي النتيجة التي أظهرت أن المغرب لن يكون قادرا على مجاراة الإيفواريين. وستكون المباراة الثالثة ل «أسود الأطلس» إعلانا غير رسمي عن خروج المغرب من المنافسة، ولو أن الحسابات أبقت حظوظه على الورق، حيث تلقوا هزيمة مفاجئة أمام تنزانيا بدار السلام بثلاثة أهداف لواحد، لكن هذه المرة مع المدرب الجديد رشيد الطاوسي وبمنتخب شبه محلي. وفي هذه الفترة، دخل المنتخب الوطني دائرة الحسابات المعقدة، وبات احتمال إنهائه المرحلة الثانية من التصفيات أمر شبه مستحيل، بالنظر إلى أن ذلك مرهون بنتائج المنتخبات الثلاثة، هذا قبل أن يسجل فوزين غير هامين على تنزانيا (2-1) وغامبيا (2-0) بملعب مراكش. والغريب في الأمر تصريحات الناخب الوطني رشيد الطاوسي عقب مباراة تنزانيا، وهو الذي يتحمل مسؤولية خسارة الذهاب، مفادها أن الحظوظ قائمة في التأهل، وأن مباراة الكوت ديفوار ستكون لقاء فاصلا، وها هو الآن يستفيق من أوهامه بواقع يشير إلى أن مباراة أبيدجان لا جدوى منها وليست سوى تحصيل حاصل لا غير. وبالعودة إلى النتائج السيئة للفريق الوطني، سنجد أن الطاقم التقني الذي يشهد قدوم مدرب ثم رحيله وقدوم آخر وهكذا دواليك، أو المحترفين العاجزين عن التكيف مع الأجواء الإفريقية، أو نظراءهم المحليين الذين لم يثبتوا جدارة في حمل قميص المنتخب، لا يتحملون مسؤوليتها، بل الجامعة تتحمل جزء من المسؤولية وجزء كبيرا.