تركيا لا تعترف بالبوليساريو وتدعم مسلسل التفاوض لإيجاد حل لنزاع الصحراء أعلن رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، أن بلاده لا تعترف بما يسمى بالجمهورية الصحراوية، مؤكدا أن تركيا تدعم مسلسل التفاوض من أجل التوصل إلى حل سياسي للنزاع في الصحراء، الذي تشرف عليه الأممالمتحدة. وأعرب رئيس الحكومة التركية عن أمله في أن يتجاوز المغرب والجزائر المشاكل القائمة بينهما لبناء اتحاد مغاربي قوي. وقال رجب طيب أردوغان، خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع نظيره المغربي، عبد الإله بنكيران بالرباط، في أول أيام الزيارة الرسمية التي يقوم بها إلى المغرب، إن تركيا لا تعترف بالبوليساريو، مؤكدا أن تركيا تدعم مسلسل التفاوض تحت إشراف الأممالمتحدة من أجل التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع في الصحراء. وأعلن أردوغان من الرباط، المحطة الأولى من جولته المغاربية، عن استعداده للقيام بوساطة بين المغرب والجزائر من أجل تجاوز الخلافات بينهما من أجل تفعيل الاتحاد المغاربي. واعتبر أردوغان أن استمرار الخلاف بين البلدين يحول دون تفعيل اتحاد المغرب الكبير، معربا في ذات الوقت عن أمله أن يتجاوز البلدان الشقيقان المشاكل القائمة بينهما، خصوصا فيما يتعلق بالحدود البرية. وشدد أردوغان بالقول «إن الأخوة بين البلدين الجارين يمكن أن تكون دافعا لتجاوز المشاكل». ونوه رئيس الوزراء التركي بالتجربة المغربية في مواجهة ما بات يعرف بالربيع العربي، ووصف هذه التجربة ب «النموذج الذي يحتدى به في المنطقة»، مشيرا إلى أن هذه التجربة أصبحت مضرب مثل من طرف السياسيين في المحافل الدولية. وأشاد أردوغان بالتطور الديمقراطي الهادئ الذي يقوده جلالة الملك محمد السادس، ومظاهر الانتقال الديمقراطي الذي يعيشه المغرب منذ سنوات. وكان الجانب الاقتصادي حاضرا بقوة في زيارة رئيس الوزراء التركي للمغرب، حيث دعا رجب أردوغان إلى تعزيز التعاون التجاري بين المغرب وتركيا. وأوضح أردوغان في ذات السياق أنه أعطى تعليماته للعمل على تحقيق التكافؤ بين الجانبين، بهدف جعل الميزان التجاري بين البلدين، اللذين تربطهما اتفاقية للتبادل الحر، متوازنا. وأشار رئيس الوزراء التركي إلى أن هذا التوجه هو الذي يمكنه أن يدعم تطور العلاقات التجارية بين المغرب وتركيا، والدافع المباشر لمرافقة حوالي 115 من رجال الأعمال الأتراك في زيارته إلى المغرب، من أجل استشراف فرص الاستثمار والتعاون الاقتصادي بينهم وبين نظرائهم المغاربة. رجال الأعمال هؤلاء، بحسبه، يمثلون 85 شركة تركية يناهز دخلها مجتمعة 45 مليار دولار سنويا، وهو رقم مهم يمكن أن يتطور وينعكس على البلدين. ودعا أردوغان المغرب إلى تبسيط مساطر استثمار رجال الأعمال الأتراك من أجل الدخول إلى السوق المغربية، مشددا على أن التعاون بين البلدين يجب أن يرقى إلى مستويات أهم في ظل وجود تعاون سياسي وعسكري بينهما.