"تركيا لا تعترف بجبهة البوليساريو، ونحن ندعم المفاوضات التي تشرف عليها الأممالمتحدة من أجل إيجاد تسوية عادلة لملف الصحراء". بهذا الجواب كان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، يُعبر عن موقف بلاده من قضية الصحراء، أثناء أجوبته على أسئلة الصحافيين، زوال اليوم، في الندوة الصحفية التي أجراها رفقة رئيس الحكومة المغربية عبد الإله ابن كيران، بمقر وزارة الخارجية، بالعاصمة الرباط. رئيس الوزراء التركي كان حاسما في التعبير عن موقف بلاده من قضية الصحراء التي تشكل عائقا أساسيا في تفعيل إتحاد المغرب العربي، مُعبرا في نفس الوقت عن أمله في "تجاوز المشاكل القائمة بين المغرب والجزائر، خصوصا فيما يتعلق بالحدود البرية". وطرح أردوغان وساطة بلاده في حل المشاكل العالقة بين المغرب والجزائر مؤكدا في سياق الندوة الصحافية التي حضرها عدد من الصحافيين الأجانب والأتراك أنّ "الأخوة بين البلدين الجارين يمكن أن تكون دافعا لتجاوز المشاكل". الربيع العربي كان حاضرا في ندوة رئيس الوزراء التركي، حينما أكد أن "التجربة المغربية والانتقال الديمقراطي الذي عرفه المغرب هو مسار يحتدى به في المنطقة، والساسة الأتراك يضربون به المثل في المحافل الدولية نظرا للتطور الديمقراطي الهادئ الذي يقوده ملك البلاد، الذي سيزور تركيا الشهر الأول من السنة القادمة، حسب ما أكد لي مسؤولون مغاربة عند وصلي" يضيف رئيس الوزراء التركي. ودعا أردوغان إلى تعزيز التعاون التجاري بين البلدين مُعربا عن أمله في جعل الميزان التجاري بين المغرب وتركيا متوازنا، حيث أكد أنه أعطى تعليماته للعمل على تحقيق التكافؤ بين الجانبين، وهو "المنحى الذي يمكنه أن يدعم تطور العلاقات التجارية بين المغرب وتركيا، والدافع الذي جعل 115 رجل أعمال يرافقونه إلى المغرب لاستشراف فرص الاستثمار والتعاون الاقتصادي بينهم وبين نظرائهم في المغرب"، مشيرا إلى "أن رجال الأعمال الأتراك المرافقين له يمثلون 85 شركة تركية دخلها مجتمعة يناهز 45 مليار دولار سنويا، وهو رقم مهم يمكن أن يتطور وينعكس على البلدين" يقول رئيس الوزراء التركي. وطالب أردوغان تبسيط مساطر استثمار رجال الأعمال الأتراك من أجل الدخول إلى السوق المغربية، مشيرا إلى أن التعاون بين البلدين يجب أن يرقى إلى مستويات أهم في ظل وجود تعاون سياسي وعسكري بين المغرب وتركيا سيترجم من خلال زيارة قائد الأسطول التركي إلى المغرب في القريب، داعيا المسؤولين العسكريين المغاربة، بأن يقوموا بزيارة مماثلة لتركيا في إطار تدعيم التعاون الأمني بين البلدين وتطويره".