تكريم المفكر المغربي محمد الكتاني بتطوان نظمت جمعية تطاون أسمير مؤخرا، بمناسبة انعقاد فعاليات ملتقى «تطوان الأبواب السبعة»، احتفاء خاصا بالأستاذ محمد الكتاني، عضو أكاديمية المملكة المغربية والمكلف بمهمة بالديوان الملكي، لمساهمته الغزيرة في إغناء الحقل الفكري والعلمي بالمغرب والعالم الإسلامي. وقدم عبد الحق المريني، الناطق الرسمي باسم القصر الملكي ومؤرخ المملكة بالمناسبة، شهادة في حق المكرم أكد فيها أن تكريم المفكر محمد الكتاني، في هذا المحفل العلمي، هو «تكريم لرواد الفكر في المغرب، واعتراف جليل بعطاءات هؤلاء»، مبرزا أن الكتاني، «الذي يتميز بروح التوازن الفكري ووفرة اطلاعه وإسهاماته الثقافية والتنويرية، قدم خدمات جليلة للفكر المغربي المتنور وأثر في الفكر الإسلامي وعقيدة المغرب الموحد». وأضاف المريني أنه «ما أحوج العالم الإسلامي في الوقت الحاضر لمؤلفات عميقة وعلم فياض كالذي يتمتع به الكتاني، في خضم عالم مهدد بمخاطر التطرف الأعمى والنزاعات العرقية والصراعات العقيمة والخلافات السياسية والأزمات الاقتصادية وآفات الجهل المركب ومخاطر الانفصال والإساءة للثوابت «، مبرزا أن المدرسة المعرفية الفكرية المتنورة التي ينتمي إليها الأستاذ الكتاني كأحد روادها، «ساهمت بشكل وفير في الحفاظ على الهوية الوطنية والقيم السمحاء، وتفاعلت مع مستجدات العصر وانخرطت بوعي راسخ في فضاء المعرفة الرحب دون التفريط في الهوية الأصيلة والثوابت المغربية». ورأى عبد الحق المريني أن «أستاذ الأجيال» والعلامة السيد الكتاني، بتعدد روافده العلمية والمعرفية، «يعكس، فكرا وسلوكا، نضج وعطاء المجتمع المغربي المتشبث بهويته الأصيلة والمدافع عن قيم الاعتدال والإنصاف والانفتاح واحترام الثقافات والحوار الحضاري». وفي نفس السياق، أكد كل من عضو أكاديمية المملكة المغربية محمد بن شريفة، ومقرر الأكاديمية مصطفى الزباخ، والباحث محمد المصطفى القباج، والباحث حسن الوراغلي، والعلامة عبد الغفور الناصر، من خلال شهادات في حق المحتفى به، أن الكتاني يعد «مرجعا في الأدب الحديث والفكر الإسلامي» و»صاحب نظرية جدلية الرأي والعقل»، وهو في طليعة المفكرين في العالم الإسلامي الذين استوعبوا هموم العصر الفكرية، وجاهدوا بقلمهم لمعالجة قضايا الفكر الإسلامي ب»جرأة فكرية وثراء في المحتوى وعمق في التفكير». وقد دافع الأستاذ الكتاني، حسب الشهادات، على «مبدأ الوسطية بانتهاج الحوار وإعمال العقل كسلوك حضاري قادر على تجاوز الخلافات»، مع رفضه لكل «أشكال التطرف وقيود التقليد» وجهره ب»الحق كرمز مضيء في الثقافة المغربية»، مشيرة إلى أن «مسألة القيم والهوية» احتلت حيزا مهما في أبحاث ومؤلفات الكتاني ل»مواجهة كل أشكال التنميط والاستلاب والأفكار النمطية». وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة، قال محمد الكتاني إن تكريمه هو «تقدير للعلم والفكر والاجتهاد وثقافة اعتراف للعلماء، الذين ساهموا في تثبيت الهوية الفكرية والثقافية والعقائدية للمغرب، كبلد متشبث بأصوله وتراثه ومنفتح على ثقافات الغير عبر الحوار والاحترام المتبادل»، مؤكدا أنه سيظل شاكرا لمدينة تطوان، المدينة المتشبثة بأصالتها وحبها للعلم والعلماء وهويتها الثقافية والحضارية، باعتبار أن هذه الأخيرة «تمثل جزء من حياته العلمية والفكرية والتربوية، حيث قضى 15 سنة كعميد لكلية الآداب»، ومكنته من «نسج علاقات عميقة مع النخبة الثقافية بالمنطقة، أدباء وشعراء وفنانين وطلاب العلم». وللأستاذ محمد الكتاني، الذي اختير سنة 1992 عضوا بأكاديمية المملكة المغربية، عدة مؤلفات منشورة منها «الصراع بين القديم والجديد في الأدب العربي الحديث» و»المسلمون وإشكالية الوحدة» و»جدل النقل والعقل في مناهج التفكير الإسلامي» و»حقوق الإنسان في الإسلام» و»منظومة القيم المرجعية في الإسلام» و»مسارات مغربية في الحضارة والثقافة» و»ثقافة الحوار في الإسلام» وغيرها كثير.