من المواضيع الهامة التي تثير الانتباه، وتلفت الأنظار نهاية كل موسم كروي موضوع الجموع العامة للأندية وبالمناسبة يدفعنا الواجب المهني ويقتضي منا إثارة هذا الموضوع وأهم إثارة لدينا ليست إشكالية أقحية التصويت أولا والتي أحيانا ما تتطلب من الجمع أزيد من ثلاث حتى أربع ساعات من النقاش العقيم في حلقة مفرغة... جيث أن هفوات القانون اضافة الى تصرف العديد من رؤساء ومسيري الأندية والذين يحضرون الجمع بمزاج غارق في التقلبات العصبية والتشنجات الانفعالية تصل أحيانا الى حد المشاجرة وتبادل اللكمات وكأن الهم الوحيد هو ولوج ميدان التسيير والحصول على كرسي الرئاسة أو العضوية ولو تطلب ذلك الدخول من الباب الضيق أو بإجهاض المسيرة الرياضية العريقة للنادي. فالأشخاص الذين يدعون العنترية وجنون العظمة يصولون ويجولون يشتى الطرق التي لا ثمة الى الرياضة بصلة وبطرق بعيدة عن الأخلاق الفاضلة والتربية الحسنة ويولوا اهتماماتهم للكلمات النابية واللاأخلاقية. إن الانتقادات الموجهة لجموع أنديتنا الكروية تمثل في انسياق أشخاص وراء مناورات وتريرات فارغة، أشخاص يلتحقون بالرياضة قصد الإساءة لها بدوافع نفعية والصراع الذي شب ما بين أعضاء مكتب فريق شباب المحمدية العريق والذي أدى الى استقالة الرئيس المنتخب في الجمع الأخير بدعوى مطالبة أعضاء بمبالغ من المنحة لقضاء عطلتهم السنوية نموذج حي عن التعفن الذي ينخر جسم كرتنا. الجموع كذلك غاليا ما تتسم بصراعات ثنائية لحسابات ضيقة ومثل هذا الخلاف الثنائي والتسابق لضمان منصب الرئاسة والانقضاض على كرسي الرئاسة يفرز العلاقة ما بين طموحات البعض ومناورة البعض الآخر. مختلف الأندية المغربية لا تبحث إلا عن النتائج الآنية والعاجلة، ولو كلفها ذلك الشيء الكثير ولأجل ذلك تهدر ميزانية ضخمة تثقل كاهل النادي مما يدفع بالمسيرين الى التطاول على أموال الفريق، وعرق اللاعبين، وهي أمور لا يمكن السكوت عنها مطلقا. ولئن كان لابد من كلمة صدق فإن جموع أنديتنا ومع كل أسف معظمها تضع رجالا لا علاقة لهم بالرئالسة الملقاة على عاتقهم في مستوى الريادة وهي بذلك تساهم في عملية القتل، وفي هذا المعترك تطفح على سطحه الكثير من «الضبابيات» تضيع الكثير من الحقائق، ويغيب الوضوح وتغرق «السفينة» رغم وجود ربان لكنه للأسف ربان فاشل. ولا غرابة بعد كل هذا أن تندب الفرق حظها، بعد تدهور نتائجها، وضعف مردودها ليبدأ مسلسل «الترقيع» والبحث عن المنافذ الحقيقية للخروج من «الأزمة» التي صنعتها يوما ما بأيديها وأيدي رجالها المنتخبين بطريقة ملتوية، وهذه الصور تتكرر آلاف المرات وكأن «العلاج» صعب المنال. ومن مهازل جموع هذا الموسم إعادة انتخاب بعض الرؤساء بالإجماع والمصادقة على التقارير رغم أن أغلبيتهم عاشت المحن والويلات سواء على مستوى الترتيب العام أو على المستوى المادي. هناك أندية أخرى مرت جموعها في صمت خوفا من المعارضة التي ظلت متربصة لكن دهاء المنخرطين كان أكبر. والأخطر من هذا أن تفشي العدوى أصاب بعض الفرق العريقة، وهذا ما يحز في النفس ويبعث على الأسى. إن رحلة الألف ميبل تبدأ عادة بالخطوة الأولى، خطوة تتمثل في اختيار وانتخاب الشرفاء النزهاء الغيورين على تحقيق ما تترجاه فرقهم من عزة وتطلع. وألخص كلمتي الختامية هاته حول موضوع الجموع العامة وذلك بالتسلح بالغيرة على النادي وانتخاب الشخص المناسب سعيا وراء إشعاع النادي وبالتالي ازدهار وتقدم الكرة وطنيا وعربيا وقاريا والعودة الى سالف العهد، عهد الريادة والتألق.