مهنة التدريب لا تقتصر على الدراسة فقط بل تتعداها إلى التكوين والتأطير أقامت جامعة كرة القدم حفلا لتسليم دبلومات التدريب للمدربات والمدربين من درجتي (أ) و(ب) لكرة القدم النسوية وكرة القدم داخل القاعة، وفي حضور المدير التقني والكاتب العام بالاتحاد الافريقي وأعضاء بالجامعة ورئيس الودادية الوطنية لمدربي كرة القدم إضافة إلى أجيال من المدربين. وقد قدم المدير التقني المكلف بالتكوين الفرنسي بيير مورلان عرضا حول مراحل التكوين والأفواج التي استفادت وعدد الخريجين ثم تسلم المدربون دبلومات. وعلى هامش اللقاء اقتربنا من المدرب عبد الخالق اللوزاني وأجرينا معه الحوار التالي: كيف هي مهنة التدريب في المغرب؟ المهنة في أولى خطواتها في المغرب، وأخذ الوعي يسري في جسد كرة القدم الوطنية بالعمل والاجتهاد، حيث بدأ الإدراك بأن المدرب مربي ومؤطر ومكون وينتظره عمل كبير في الميدان، وهذا جيد لأن العمل انطلق بالتصنيف ومنح الرخص. مرت أجيال من الزمن بدءا بجيل الراحل الأب جيكو في مطلع القرن الماضي، رواد اختاروا التدريب مهنة رغم الصعوبات والإكراهات، واليوم توضع الأسس لتقنين الحرفة، ما رأيك؟ تأخرنا شيئا ما، والكل يدرك أن كل المهن تفرض التكوين، فكرة القدم لا تدخل في إطار الباكالوريا وأربع سنوات أو خمسة في الدراسة، بل تدخل في مجال التكوين المهني، إنها مهمة تبدأ بتعلم اللعب تحت إشراف مؤطرين ثم الانتقال إلى التكوين في التأطير وتحويل لاعبين من المستوى المتوسط إلى العالي. لقد أضعنا وقتا طويلا والحمد لله حاليا دخلنا مرحلة تقييم المستويات بهدف تحضير قاعدة أساسية لكرة القدم بتوجيه سليم. لماذا يكون المدرب الحلقة الأضعف في المنظومة، فهو أول من تتم إقالته كلما تراكمت السلبيات؟ لأن أساس التكوين لم يكن سليما في البلاد، شخصيا منذ عودتي إلى أرض الوطن بعد فترة الإحتراف وإحراز دبلوم الدرجة الثالثة في بلجيكا في سنة 1994، وأنا أنادي بإحداث مراكز التكوين، منذ سنة 1982 وأنا أنبه إلى هذا المجال، فللأسف أضعنا وقتا طويلا بإهمال هذا التكوين، ولو أدركنا أهمية العمل منذ مدة لكنا اليوم في الطليعة قاريا، لم يكن التكوين أساسيا ولم يكن التفكير إحترافيا، حيث اعتبرنا لعبة كرة القدم نشاطا للوقت الثالث، ولم نتعامل معها كمهمة ومجال سوسيو تربوي وسوسيو ثقافي واقتصادي، لأن كرة القدم تحدث فرصا كثيرة للشغل في نظامها الحديث. كرة القدم حاليا مجال لخلق الثروة، فالأندية أدركت أنها تتحمل تكاليف باهضة في شراء اللاعبين لأن إنتاجها رديء ومردوديتها دون المطلوب، فآمنت بضرورة الرجوع إلى خلق الثروة بتطوير الإنتاج، والفريق يعتمد في هذا المجال على مركز التكوين يشتغل فيه مكونون من المستوى الجيد لتحضير لاعبين في المستوى العالي، وقيمة التأطير تنعكس على قيمة الإنتاج الرياضي، ولاحظتم أن الفرق التي أشرفنا على تأطيرها كونت لاعبين تميزوا بمستوى عال. لماذا يتعرض المدرب للمضايقات؟ طبيعي أن يواجه المدرب عراقيل في مدار يفتقر لوسط رياضي، فلننظر ما يجري في الساحة الرياضية حاليا، أناس عرفتهم يساعدون اللاعبين في نقل الحقائب، وبقدرة قادر أصبحت لهم أماكن في الميدان، حيث الأبواب مشرعة لكل من يجرأ ويقتحم، و هذا في غياب هيكلة للحرفة، فأيا كان يمكن أن يصل، وأي كان يمكن أن يكون مدربا أو وكيلا للاعبين أو يقوم بكل شيء في هذا المجال، وما يمارس يضرب قيم الرياضة خاصة كرة القدم الوطنية. هل تم تفعيل قانون المدرب ببلادنا؟ القانون في طريق التفعيل والمراسيم التطبيقية جاهزة وقريبا تصدر عن المؤسسات الرسمية المعنية، وننتظر كل الخير إن شاء الله.