السماع الصوفي السابع بفاس يحتضن قصر البطحاء بفاس الدورة السابعة لمهرجان الثقافة والفنون الموسيقية والغنائية الصوفية للفترة الممتدة بين 13 و20 أبريل 2013. وقد قدم المهرجان في دوراته السابقة العديد من الوجوه الفنية والثقافية، التي أهتمت بأداء الموسيقى الصوفية، وعالجت قضايا الثقافة، وتبادل الأراء حول الموسيقى والغناء الصوفي، والتأثيرات العامة للصوفية على فنون التشكيل و العمارة والشعر، وأساليب الحياة المختلفة المتأثرة بالصوفية في العديد من البلدان الإسلامية. وفي هذه الدورة تكرم العالمة والأكاديمية الأنثروبولوجية المغربية المعروفة زكية زوانات وهي من مواليد مدينة فاس، وقد وافها الأجل في غشت من العام الماضي. وقد أشتهرت هذه المهرجانات في طبعاتها السابقة بدعوتها الكثير للجمعيات الصوفية من مختلف أنحاء العالم، وتقديم خلال أيامها، فقرات مطولة من الأدعية والأبتهالات الدينية، مصحوبة بفرق المرددين ومصاحبة الآلات الموسيقية التراثية، وتسمى تلك الأمسيات في كثير من البلدان الإسلامية بأمسيات الذكر. وفي الدورة الماضية كرم الشعراء الصوفيين الإندلسيين بمحاضرات، وحفلات فنية شارك فيها فنانون من المغرب ومن إسبانيا، وهدفت هذه المهرجانات الدورية لأحياء الحكم الصوفية، والبحث في أعماق التراث الشعري، والنثري عن تأملات وأفكار القيم الصوفية العميقة، وتقديمها بمصاحبة الموسيقى الإندلسية. وعادة العروض الفنية تقدمها مجموعات صوفية قادمة من الهند وتركيا ومن مدن المغرب بأزيائهم المميزة ودورانهم الأيقاعي الشهير. السماع الصوفي وقدمت في الدورات السابقة كتابات وحكم الصوفي ابن عطاء الله السكندري، وحكم المفكر الصوفي الباكستاني محمد إقبال الذي توفي سنة 1938 والذي تم تكريمه خلال الدورة السادسة. وقد تضمن منهاج الدورة الجديدة من المهرجان افتتاحية بأمسية موسيقية لعشاق الموسيقى الصوفية في حديقة قصر البطحاء، وكلمة ترحيبية بوفود المهرجان المشاركة من رئيس المهرجان فوزي الصقلي. وأولى السهرات الموسيقية لهذه الدورة من المهرجان ستكون من سوريا، وتقدمها الفرقة الصوفية تخت لعبد الرحمان كازول وتتضمن موشحات للمطرب الحلبي حمام خيري. وتتضمن فعاليات المهرجان مائدة مستديرة عن الصوفية والتفكر الفلسفي، وكذلك ندوة عن التصوف والقصيدة وتحيي فرقة الطريقة الدرقاوية ليلة من ليال المهرجان، وتشارك دولة فلسطين بفرقة موسيقية ل الطريقة الرفاعية وتشارك تركيا باحياء حفل للشيخ فاتح نور الله . وقد أطلق على أحد ايام المهرجان الثمانية أسم أحوال وتنظم فيه مائدة مستديرة تحت عنوان السماع الصوفي وتناقش فيه الكثير من قضايا الطرب الصوفي والغناء المنفرد للفنانين من دون آلات موسيقية، والأكتفاء بالتلوين التنغيمي في حنجرة المطرب لتعويض الأنغام الصادرة عن الآلات. ويشارك في نقاشات هذه المائدة العديد من الفنانين والنقاد الفنيين والمهتمين بالطرب الصوفي، وتشارك الفنانة المغربية إحسان الرميقي مع فرقة زمان الوصل بقيادة التهامي بلحوات تقديم موشحات من التراث الإندلسي. الحداثة والصوفية وتتسامى الأصوات في فضاء المهرجان، لاهجة بشجو الروح والتأريخ وتلوين النغم، فتبدو للسامع وكأنها مستلة من القلوب الموجوعة بضغوط الحياة، وظلمها في عبادة متصلة لخالقها، وسلام متواشج، عذب، لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم. وتضيف مهرجانات فاس للموسيقى الصوفية وأمثالها في العديد من الدول الإسلامية لآفاق الثقافة الصوفية الشيء الكثير من الحداثة، فالمهتمون بالصوفية تغتني معارفهم كل عام بالبحوث الجديدة حول الصوفية، التي يقدمها مختصون بالثقافة والفنون الصوفية. مما يعطي للدعوة الإسلامية في العالم أبعاداً روحية، وتستقطب من خلال مهرجانات الفنون الصوفية هذه العديد من المهتمين بالفنون الموسيقية، والرسم وفنون العمارة، والفكر الفلسفي، وحركات الجسد، واستجلاءات القوى الروحية في الإنسان. وتشارك فرق صوفية موسيقية مغربية من مختلف بقاع المملكة، منها على الطريقة الوازانية، والطريقة الصقلية، والطريقة الشاذلية، والطريقة القادرية والطريقة الجزولية والطريقة المصلوحية وغيرها. وحفل أختتام أيام المهرجان، الذي ستكون دورته الجديدة تحت عنوان قوت القلوب ، في فندق جنان بالاص بمدينة فاس، وسيتضمن حفلاً سماعياً صوفياً من مختلف الفرق المشاركة. *كاتب صحافي