قال إن الخلدونية تظل مفيدة في باب النظرية الاجتماعية والسياسية الشدادي: التراث الفكري لابن خلدون ما يزال يحظى براهنية ملفتة أكد الباحث المغربي عبد السلام الشدادي أن التراث الفكري لابن خلدون ما يزال يحظى براهنية ملفتة في فهم ومقاربة الأوضاع السياسية والاجتماعية بالعالم العربي والإسلامي. وقال الشدادي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش مشاركته في فعاليات المعرض الدولي للكتاب والنشر بالدار البيضاء، إن الخلدونية تظل مفيدة في باب النظرية الاجتماعية والسياسية، ولاسيما في ما يتصل بقراءة آليات تطور الحكم ومفاهيم الجاه وتوزيع الزائد الاقتصادي. واعتبر الفائز بجائزة المغرب للكتاب 2012(فرع الترجمة) عن ترجمته لكتاب «العبر» لابن خلدون أن تآليف هذا العلامة تعطي صورة متكاملة عن التاريخ والثقافة العربية الإسلامية، لا تتوافر عند غيره من العلماء والباحثين الذين طبعوا التاريخ العربي. ولم يخف الباحث المغربي شغفه الخاص بقراءة ونقل تراث ابن خلدون الذي استنفذ من مساره العلمي ثلاثين عاما من البحث والتحقيق، مبرزا أن هذا المفكر العظيم يؤرخ لمرحلة أساسية من تقدم الفكر المغربي في مجالات التاريخ والحضارة والاجتماع. وامتد نطاق إشعاع الاجتهادات الأصيلة لابن خلدون، حسب الباحث المغربي، خارج المجال العربي، إذ حظيت أعماله بتقدير علمي كبير في أوروبا ثم لدى العثمانيين، خلال القرن التاسع عشر. وهو طلب معرفي يتواصل في الغرب وجغرافيات واسعة، تجسد في بيع 10 آلاف نسخة من الترجمة الفرنسية للجزء الأول من كتاب «العبر». ويندرج تخصص الشدادي في التراث الخلدوني ضمن النظرية الشخصية للباحث حول النمو الثقافي للمجتمعات، والتي تفيد بضرورة استيعاب التراث النصي العربي والبحث فيه بطرق ومناهج ومفاهيم جديدة. يذكر أن الباحث الذي يشغل مهمة أستاذ بجامعة محمد الخامس بالرباط نشر عدة كتب حول تراث ابن خلدون منها «ابن خلدون مجددا» عن «دار توبقال»، وترجمة كتاب «العبر» إلى الفرنسية الذي صدر عن «دار غاليمار»، ومقدمة ابن خلدون عن بيت الفنون والعلوم والآداب و»ابن خلدون الإنسان ومنظر الحضارة» عن غاليمار. وحصل الشدادي على جائزة (ابن خلدون - سنغور) للترجمة، في دورتها الثالثة لسنة 2010، والتي تمنحها منظمة الألكسو والمنظمة الدولية للفرنكوفونية، كما فاز بجائزة الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة.