أمين الصبيحي يدعو موظفات وزارة الثقافة للمشاركة بكثافة في الترشيحات المرتقبة لمناصب المسؤولية جهويا ومركزيا بمناسبة 8 مارس، اليوم العالمي للمرأة، ترأس محمد الأمين الصبيحي، وزير الثقافة، صباح أمس الجمعة، حفلا ببهو المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط. وقد تميز هذا الحفل الذي حضرته الموظفات والأطر النسائية بالوزارة، بكلمة بالمناسبة ألقاها الصبيحي، أبرز من خلالها مكانة المرأة ودورها في المجتمع كشريكة أساسية في بناء مغرب متقدم ومزدهر، كما دعا موظفات وزارة الثقافة وأطرها النسائية إلى المزيد من الجهود لخدمة الشأن الثقافي ببلادنا. وفيما يلي نص الكلمة التي ألقاها الوزير بالمناسبة. على غرار بلدان المعمور، يخلد المغرب هذه السنة، كما في سابقاتها، اليوم العالمي للمرأة، يوم 08 مارس. وهو موعد تقف عنده مؤسسات الدولة ومكونات المجتمع السياسي والحقوقي والجمعوي على كافة المستويات وفي كل المجالات، للقيام بتقييم لما تم قطعه من أشواط وما تمت مراكمته من مكتسبات بغية ترقية مكانة النساء وأدوارهن خدمة لتطور البلاد وازدهارها، سياسيا، واقتصاديا، واجتماعيا وثقافيا وتربويا. وهنا يجب الإقرار، وبكل تجرد، بأنه بفضل كفاحات الحركة النسائية، والتزام القوى الديمقراطية، والإرادة السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، استطاعت المرأة المغربية أن تحرز العديد من الحقوق والمكتسبات، كان أولها، في الفترة الأخيرة، سنة 2003 مع تبني المدونة الجديدة للأسرة التي جاءت لتعزز أدوار المرأة والأسرة وتنصفهما. وجاء دستور 2011 ليكرس مبدأ المناصفة بتنصيصه في فصله 19 على أن «يتمتع الرجل والمرأة، على قدم المساواة، بالحقوق والحريات المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية...»، «كما تسعى الدولة إلى تحقيق مبدأ المناصفة بين الرجال والنساء وتحدث لهذه الغاية هيئة للمناصفة ومكافحة كل أشكال التمييز»، ومقتضيات أخرى من قبيل محاربة العنف ضد النساء والزيادة في تمثيليتهن في المؤسسة التشريعية وفي الهيئات السياسية. ثم جاء البرنامج الحكومي سنة 2012 الذي وضع سياسة طموحة للنهوض بوضع المرأة ترمي إلى التنزيل الفعلي لمقتضيات الدستور المتعلقة بالمساواة بين الرجال والنساء في الحقوق المدنية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والسعي إلى تحقيق المناصفة، ووضع سياسة أسرية مندمجة تحرص على تماسك الأسرة وتعزيز أدوارها، وعلى النهوض بخدمات الوساطة الأسرية ودعمها عن طريق تشجيع مبادرات جمعيات القرب العاملة في مجال الأسرة، وتتبع الآثار الاجتماعية الناتجة عن تنفيذ مدونة الأسرة، دعم الأسرة في وضعية صعبة واعتماد مقاربة وقائية وإنمائية في التصدي للتفكك العائلي، تفعيل دعم صندوق التكافل العائلي ودعم الاستقرار الأسري والنساء الأرامل والنساء في وضعية صعبة، وإقرار نظام مؤقت للتمييز الإيجابي لفائدة المرأة في التعيينات والتكليفات إلى غير ذلك من التدابير. كل هذه مكتسبات نعتز بها ونحرص على الحفاظ عليها. إلا أننا نعتبر، من جهة أخرى، أن المرحلة التي تعيشها بلادنا تستوجب القيام بخطوات جريئة وشجاعة أخرى للتنزيل الديمقراطي للدستور وإقرار القوانين الهادفة إلى تعزيز المساواة والمناصفة وخلق فرص الشغل الضامنة لكرامة المرأة والإنسان عموما ورفع كل أنواع الإقصاء التي لا تزال تطال المرأة المغربية، لا سيما فيما يتعلق بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وقد أبانت المرأة المغربية، كلما منحت لها الفرصة، عن قدرات ومهارات وتفان في خدمة وطنها. وهذا هو جدول أعمالنا آنا واستقبالا، نساء ورجالا، لنحقق جميعا المناصفة الفعلية التي هي مدخل تقدم بلادنا وازدهارها. أما على مستوى وزارة الثقافة، فعلينا أن ندعم الإبداع النسائي بكل ألوانه وتجلياته. فقد كانت ولا تزال أسماء نسائية مرموقة ترمز إلى الأدوار الريادية للمرأة في مجال الفن والإبداع. كما أنه علينا أن نعمل على تجاوز اللا توازن البين على مستوى مناصب المسؤولية مركزيا وجهويا على حد سواء. فعلى صعيد الإدارة الجهوية لدينا مديرة جهوية واحدة من أصل 16 مديرية جهوية و8 رئيسات مصلحة من أصل67 مصلحة. أما على الصعيد المركزي فليست لدينا أية مديرة من أصل 5 مديريات و3 رئيسات قسم من أصل 17 قسما و18 رئيسات مصلحة من أصل 36 مصلحة. وهذه أرقام تؤكد بالملموس المجهود الضخم الذي علينا أن نبذله جميعا لتحقيق مبدإ المناصفة الفعلية. وهذه مناسبة لأدعوكن للمشاركة بكثافة في الترشيحات المرتقبة. فإليكن السيدات والآنسات، أطر وكفاءات وموظفات وزارة الثقافة، أتوجه بتحية إكبار، وأشد على يد كل واحدة منكن بحرارة، أنتن اللواتي نعول عليكن كثيرا، كل واحدة حسب موقعها وحسب وظيفتها ومهامها، لأجل وضع الثقافة في صلب اهتمامات وانشغالات كل المغربيات وكل المغاربة. فلكن مني أجمل التحيات وأفضل المتمنيات. ولتكن 8 مارس 2013 انطلاقة ونفسا جديدين للمزيد من العطاء والإبداع. وكل سنة وأنتن طيبات، والسلام عليكم.