«أغرابو» الشريط الأمازيغي الوحيد ضمن المسابقة الرسمية يراهن على الموسيقى التصويرية لبلوغ العالمية يعد الشريط السينمائي الطويل «أغرابو» الوحيد الناطق باللغة الأمازيغية ضمن الدورة الرابعة عشر للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة الذي تتواصل فعالياته إلى غاية تاسع فبراير، وقد خلف أصداء طيبة، حيث هناك من يرشحه للفوز بإحدى جوائز المهرجان. وهو ما يدل على أن السينما الأمازيغية قد قطعت أشواطا مهمة، ولم يعد هناك مجال للحديث عن مدى أهليتها للمنافسة وللانتشار. ويعرض هذا الشريط الطويل الذي يدل عنوانه على القارب، مجموعة من الحكايات التي تعد مستقلة بذاتها والتي تلتقي في نقطة واحدة هي الكفاح ضد الظلم والحيف، حيث تدور وقائعه في قرية نائية، يعيش سكانها -كما يقال- على الكفاف والعفاف، غير أنهم شديدو الحرص على كرامتهم. وبالرغم من أن الحكايات التي تناولها الشريط، تعد بسيطة ومألوفة في مجتمعنا، من قبيل تسلط ذوي النفوذ، وإبراز الوضع الاجتماعي والإنساني للمرأة القروية، وغير ذلك من القضايا الاجتماعية، غير أن الإخراج ساهم في الرقي بها، كما أن اختيار الممثلين وإدارتهم كان موفقا إلى حد بعد، وإن كان المخرج أحمد بايضو لم يعتمد على نجوم لتشخيص أدوار شريطه الطويل هذا، الذي يعد تجربته السينمائية الأولى، وبهذا الصدد أوضح خلال ندوة مناقشة أفلام المسابقة الرسمية، أنه «ضد جلب نجوم غير ناطقين بالأمازيغية، على اعتبار أن الممثل عليه أن يركز تفكيره على الدور وحده، ولا يشتت ذهنه في كيفية تجاوز حاجز اللغة..». كما شكل مفهوم الشريط الأمازيغي موضوع مناقشة خلال هذه الندوة، حيث أوضح مخرج شريط «أغرابو»، أن « الفيلم الأمازيغي يتميز عن غيره من الأفلام الوطنية أساسا، بواسطة اللغة المنطوق بها، فضلا عن أنه عادة ما يجري تصويره في الفضاءات التي تنتمي إلى الجهات التي يقطن بها الأمازيغيون، سواء من حيث الديكور أوالملابس أوالتقاليد والعادات المتجذرة في الثقافة الأمازيغية، دون أن يعني ذلك أن الأفلام غير الناطقة بالأمازيغية لا تلامس القضايا المشار إليها آنفا..». وأضاف بايضو بهذا الصدد أن «حركة السينما الأمازيغية ليس همها الأساسي هو الظهور بأنها مختلفة عن الأفلام الناطقة بلغات أخرى، بل الأساسي من وراء هذه الحركة السينمائية هو الإضافة وتكريس التعدد وسيادة التسامح والتعايش والغنى الثقافي داخل مجتمعنا..». وتم التطرق في هذه الندوة كذلك إلى إشكالية معيارية اللغة في الفيلم الأمازيغي، وبهذا الصدد تحدث مخرج شريط أغرابو عن تجربته قائلا:» إن اللغة الأمازيغية المعيارية التي يتم تلقينها في المدارس من الصعب جدا أن نصنع بواسطتها فيلما سينمائيا، غير أن هذا لا يمنع من القول مع ذلك إن الأفلام الأمازيغية قد ساهمت إلى حد ما في معيارية هذه اللغة وتوحيد جهات المغرب..»، واعتبر بايضو كذلك أن «الفيلم الأمازيغي يساهم في إغناء السينما المغربية ومنحها مميزات إيجابية..». كما طرحت إشكالية الموسيقي التصويرية في شريط «أغرابو»، حيث هناك من رأى أنها تحيل على الموسيقى الهندية وأن هذا ليس له ما يبرره داخل الشريط، سيما وأن وقائعه تدور في إحدى القرى الأمازيغية؛ فأكد المخرج أحمد بايضو على أن صاحب هذه الموسيقى التصويرية تعمد أن يكون هناك تقارب بينها وبين الموسيقى الهندية، لغاية أساسية هو إعطاء صبغة عالمية للشريط، وهو ما حدا به إلى إدخال تعديلات على الآلات الموسيقية الموظفة في الشريط، من قبيل الرباب، حيث تم تكبير قوسه، لأجل جعل ذبذباته تبرز بشكل أقوى وبالتالي إعطاء إحساس أعمق بالعزف الموسيقي..». وقال الناقد السينمائي عمر بلخمار عن هذا الشريط خلال الندوة نفسها، إنه «يتسم بتداخل مجموعة من القصص في ما بينها، وقد توفق المخرج على المستوى التقني كما أنه توفق من ناحية اختيار الممثلين، وقام بمجهود ملحوظ في اختيار الفضاءات، غير أن الموضوع الذي تطرق إليه يعد موضوعا مستهلكا، وهو يحيل على السينما الهندية، وينقصه التوتر الدرامي الذي من شأنه أن يجعلنا نعيش داخل الجو العام للشريط..»، وعبر الناقد السينمائي بلخمار عن أمله في أن تخرج السينما الأمازيغية عن النمط المحلي الذي عرفت به أفلامها، وتنفتح بالتالي على قضايا إنسانية كبرى. إشارة: تقرر على بعد يوم من موعد عرضه، سحب الشريط الطويل «بولنوار» لحميد الزوغي» من المسابقة الرسمية، بسبب عدم جاهزية نسخته النهائية. برنامج اليوم العاشرة صباحا: ندوة حول أفلام المسابقة الرسمية الثالثة مساء: الفيلم الطويل «فجر 19 فبراير» لأنوار المعتصم السادسة مساء: الفيلم القصير «رصيف القدر» لأمينة السعدي»، الفيلم الطويل «نساء بدون هوية» لمحمد العبودي التاسعة والنصف ليلا: الفيلم القصير «يوم الحياة» لأمين أو المكي، الفيلم الطويل «يوم وليلة» لنوفل البراوي