ترقب إجراء جولة من الاجتماعات غير الرسمية في مارس المقبل يقوم الوسيط الأممي المكلف بملف الصحراء منذ نهاية شهر يناير الماضي بجولة في عواصم مجموعة أصدقاء الصحراء بالأممالمتحدة، وبعض الدول الأوربية تمهيدا لإجراء جولة جديدة من المفاوضات المرتقبة في مارس المقبل على الأرجح، وفق ما أعلن عنه الأمين العام للأمم المتحدة. واستهل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بملف الصحراء، كريستوفر روس، جولته بالتوجه إلى موسكو، بعد سلسلة اللقاءات التي عقدها بالعاصمة الأمريكيةواشنطن، مع مسؤولي الخارجية الأمريكية، حول تطورات الوضع في الصحراء، على ضوء نتائج جولته الأخيرة قبل أسابيع بالمنطقة، وبعد التقرير الذي قدمه أمام مجلس الأمن في جلسة عقدها متم شهر نونبر من السنة الماضية. وستستمر جولة كريستوفر روس إلى غاية منتصف شهر فبراير الجاري، وستقوده على التوالي إلى كل من باريس ولندن ومدريد، للقاء المسؤولين بها وعقد اجتماعات حول سبل الدفع بمسلسل المفاوضات بين أطراف النزاع في الصحراء. وقال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الذي أعلن عن جولة مبعوثه الشخصي، في مؤتمر صحفي على هامش مشاركته في مؤتمر المانحين الذي انعقد بالكويت في 29 يناير الماضي، إن روس سيعمل خلال جولته في عواصم بلدان مجموعة أصدقاء الصحراء، التي تضم كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية وروسيا وفرنسا وبريطانيا، الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن، بالإضافة إلى إسبانيا، على حشد الدعم الدولي من أجل استئناف المسلسل التفاوضي بين الأطراف. وأضاف بان كي مون أن الجولة الحالية لمبعوثه الشخصي المكلف بملف الصحراء ستقوده لأول مرة إلى كل من ألمانيا وسويسرا. سعيا منه إلى توسيع دائرة مشاوراته بهذا الخصوص لتعزيز الدعم الدولي تمهيدا لإجراء جولة جديدة من المفاوضات. وترجح مصادر من الأممالمتحدة أن يعلن عن موعد إجراء جولة جديدة من الاجتماعات غير الرسمية بين أطراف النزاع في الصحراء، خلال شهر مارس المقبل، وهي الجولة الممهدة لاستئناف المفاوضات المباشرة التي توقفت منذ نحو سنتين. وتأتي الجولة الحالية للوسيط الأممي المكلف بملف الصحراء، بضعة أشهر على جولته في شمال إفريقيا وبعض الدول الأوربية، والتي قادته إلى كل من الرباطوالجزائر العاصمة ومخيمات تندوف جنوب غرب الجزائر، ونواكشوط، والتي امتدت على مدى الفترة ما بين 27 أكتوبر و15 نونبر من السنة الماضية، قبل أن يعقد جلسة إخبارية مع مجلس الأمن لإطلاعه على فحوى زيارته الميدانية إلى المنطقة، والتي تميزت بالخصوص بزيارة للأقاليم الجنوبية هي الأولى من نوعها لوسيط أممي. وجاءت زيارة روس إلى المنطقة تطبيقا لما ورد في القرار الأخير لمجلس الأمن رقم 2044، الصادر في 24 أبريل 2012 الذي طالب من خلاله الأمين العام للأمم المتحدة من مبعوثه الشخصي المكلف بالملف بتقديم إحاطة لمجلس الأمن مرتين في السنة على الأقل، حول تقدم المفاوضات التي تجري تحت رعايته ومدى التقدم المحرز فيها ودور بعثة المينورسو. وخلال اجتماعه بمجلس الأمن في 28 نونبر الماضي أبلغ الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بملف الصحراء، كريستوفر روس، أعضاء المجلس بفحوى نتائج جولته التي قادته إلى كل من شمال إفريقيا وبعض العواصم الأوربية، لتقييم مسار المفاوضات بين أطراف النزاع. وعرض روس أمام مجلس الأمن وجهات نظر الأطراف وملاحظاته الميدانية، وسبل بعث عملية التفاوض المتعثرة.