فتح محمد سهيل مدرب المنتخب الوطني للشبان قنبلة النار على بعض الأعضاء الجامعيين خلال الندوة الصحفية التي عقدها بمركز المعمورة بعدما وصفهم ب»ميكروبات» العهد القديم داخل الجامعة بمحاولة إفشال مهمته، مستفيدين من الفراغ الناتج عن عدم تسلم المدير التقني الوطني الجديد بيم فيربيك حتى الآن. ولم يكتف بذلك، فقد اتهم سهيل أن بعض الإداريين داخل الجامعة أصبحوا يتصرفون وكأنهم مدراء تقنيون، مضيفا أنه سلم الجامعة لائحة بأسماء لاعبي المنتخب تضمنت 35 لاعبا قبل أن يفاجأ بأن اللائحة المذكورة تم تقليصها إلى 26 لاعبا فقط، من بينهم عناصر لم تكن موجودة أصلا في اللائحة الأولية ومن بينهم أنس الحداوي ابن المدرب السابق لمنتخب المحليين مصطفى الحداوي، معتبرا أن هذا الأمر من شأنه أن يسيء إلى سمعته كمدرب للأشبال، ويفسر من طرف الجمهور المغربي على أنه محاباة للحداوي الذي اشتغل رفقته ضمن الطاقم التقني لمنتخب اللاعبين المحليين، رغم أن سهيل لم يكن المسؤول عما حصل. لعل ما حدث للمدرب سهيل يبر أن هناك بعض اللوبيات مازالت تحاول أن تسيطر على دواليب التسيير بالجامعة من خلال أنها الناهي والآمر، وأن كل كبيرة وصغيرة لابد أن يتم استشارتها في ذلك، وهذا بطبيعة الحال في غياب الرئيس الذي تشغله أمور أخرى مهنية أكثر من جامعة كرة القدم. ما حدث للإطار الوطني سهيل المعروف باستقامته في الأوساط الرياضية، فإنه ينم عن شيء واحد، هو أن دار لقمان لازالت على حالها، وأن العقليات مازالت هي رغم التغيير الذي عرفته جامعة الفهري التي تسلمت مقاليد التسيير من جامعة العسكر التي شهدت انتقادات كبيرة من طرف الرأي العام، خاصة أن الرئيس كان هو الآخر منشغلا بأشياء أخرى، وكانت هناك مجموعة معروفة تتحكم في محيط الجامعة، مما عرض كرة القدم الوطنية إلى العديد من النكسات، كان آخرها الإقصاء المذل من التصفيات الإفريقية المؤهلة لمونديال جنوب إفريقيا. وها هي نفس الأخطاء تتكرر من جديد، لأن الإدارة التقنية هي التي لها الحق في إعداد لوائح المنتخبات الوطنية، ولايحق للأعضاء الجامعيين التدخل في ذلك، لأن مهمتهم تنحصر في الأمور الإدارية، أما المسائل التقنية فيجب تركها لأصحابها، على اعتبار أن الأطر الفنية هي التي يتم محاسبتها في نهاية المطاف. لايعقل أن يتم تعديل لائحة من طرف عضو جامعي من خلال استغنائه عن لاعبين تضمنتهم اللائحة واستدعاء آخرين لكونه توصل بمكالمات هاتفية في هذا الشأن، وهي أمور لم تعد تحصل حتى في بعض الدول التي مازالت فيها هذه اللعبة الشعبية تفتقر إلى الإمكانيات اللازمة لممارستها. لقد ألفت مثل هذه الفئة من المسيرين حشر أنوفهم في كل المسائل التقنية، لاعتقادها أنها تنال رضا رئيس الجامعة، لكنها للأسف تغلب المصلحة الشخصية على الغيرة الوطنية التي من الواجب أن تكون من السمات الأساسية التي يجب أن تتوفر في هؤلاء الأشخاص، إذا أردنا أن نرقى بكرة القدم الوطنية على المستوى العالمي. وكما قال سهيل خلال الندوة، فإن هؤلاء الأعضاء استغلوا الفراغ الذي تعيشه الإدارة التقنية للمنتخب الأولمبي، لكون المدرب الجديد لم يتسلم مهامه إلا بداية من شهر غشت المقبل. إذا، فالكرة الآن هي في مرمى الرئيس علي الفاسي الفهري لوقف مثل هذه التصرفات التي تسيء إلى كرة القدم ببلادنا، وذلك في ظل التعاقدات المهمة التي قامت بها الجامعة مع مدربين كبار لهيكلة المنتخبات الوطنية، وإعادة الهيبة لها في المحافل القارية والدولية. فالجميع مازال يتذكر المشاكل التي عانها منها المدرب بادو الزاكي خلال إشرافه على المنتخب الوطني من طرف بعض الأعضاء الجامعيين، والتي كان قد اشتكى منها في العديد من المناسبات، خاصة لجوئها إلى المضايقات والتشويش على العمل الذي يقوم به، وتحريضها لبعض العناصر لإثارة الفتنة والبلبلة داخل صفوف اللاعبين، وكلها أشياء عجلت برحيل الزاكي رغم المستوى اللافت الذي ظهرت به أسود الأطلس في دورة تونس الإفريقية. إشارة لابد منها هي أن ما وقع للمدرب سهيل يبرز أن جامعة الفهري مازالت تسير بعقلية هاوية، رغم أنها تردد من حين لآخر بان هناك فجر جديد ستعيشه كرة القدم الوطنية في أفق 2010، وكما يقول المثل « تبع الكذاب تل باب الدار».