في ظل الهيكلة الجديدة للإدارة التقنية للمنتخبات الوطنية، قدم علي الفاسي الفهري، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، خلال ندوة صحفية مساء أول أمس الأربعاء الهولندي بيم فيربيك مديرا رياضيا للمنتخبات الوطنية. علي الفاسي الفهري برر اعتماد الهيكلة الجديدة بالنتائج المخيبة للآمال، التي حصدها المنتخب الوطني والتي بلغت حد عدم التأهل إلى نهائيات كأسي أمم إفريقيا والعالم 2010. الفهري، ولأول مرة يتحدث عن الاختلالات التي عانى منها المنتخب الوطني المغربي، كما تطرق لغياب الحزم والاستمرارية في تتبع اللاعبين خلال الإقصائيات. ولأول مرة أيضا يصرح رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بوجود تكتلات داخل الفريق الوطني لكرة القدم. وبعيدا عن لوم الذات فقط، لام علي الفاسي الفهري الأندية والعصب لكونها لم تنخرط بالشكل الإيجابي في مجال التكوين. يضاف إلى ذلك غياب مراكز التكوين على المستوى الوطني. وللخروج من هذا الوضع الذي يشد كرة القدم الوطنية إلى الأرض أعلن علي الفاسي الفهري عن خوض غمار ثلاثة رهانات (رهانات نوعية، رهانات قانونية ورهانات كمية). الرهانات رأى علي الفاسي الفهري بأنه يمكن تحقيقها، خصوصا وأن المغرب كان محظوظا عندما تعاقد مع بيم فيربيك كمدير رياضي للمنتخبات الوطنية، وأن طاقمه المكون من هولنديين، هما شقيقه ودودس إضافة إلى ثلاثة أطر وطنية، وهم محمد سهيل، الذي سيكلف بالمنتخب الوطني لأقل من19 سنة، وحسن بنعبيشة، الذي سيشرف على المنتخب الوطني لأقل من18 سنة وسيشغل في الوقت ذاته مساعدا لسهيل، وعبد الله الإدريسي الذي سيؤطر منتخب أقل من17 سنة. وستعمل الإدارة الرياضية للمنتخبات الوطنية للشباب في إطار جهاز جديد أطلق عليه «القطب التقني الوطني»، منبثق عن إعادة تشكيل الإدارة التقنية الوطنية مع توسيع صلاحيات الفرنسي جان بيير مورلان المدير التقني الوطني. ويضم هذا القطب التقني أيضا إدارة للتكوين تحت إشراف مورلان وبمساعدة الإطار الوطني عبد الرحمن السليماني والتي سيشمل مجال عملها التكوين المستمر ومتابعة وتقييم التكوين على مستوى الأندية والتنسيق بين العصب على مستوى التنقيب، وكذا الاقطاب الجهوية لمرحلة ما قبل التكوين. بيم فيربيك، الذي سينهي ارتباطه بالمنتخب الأسترالي بعد نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا، اعتبر تعاقده مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لمدة أربع سنوات -والتي يمكن أن تمدد- تحديا كبيرا. وأضاف بأن مهمته هي تطوير كرة القدم المغربية حتى يتسنى لها تحقيق نتائج جيدة، منها التأهل إلى الألعاب الأولمبية، وكأس العالم 2014، وأنه واثق من النجاح في مهمته التي ستتجلى في التنقيب خارج الوطن عن اللاعبين دون سن 17 و19 سنة. بيم فير بيك امتنع عن الكشف عن راتبه، وكذلك كان موقف علي الفاسي الفهري، الذي اعتبر الأمر سرا لن يبوح به. وبعيدا عن التصريحات والمجاملات، تساءل رجال الإعلام عن قدرة فيبريك على التواصل مع الأطر التقنية المغربية ومع اللاعبين، خصوصا وأنه لايتكلم اللغة الفرنسية، كما أثيرت علامات استفهام حول تعهد فيربيك بتحقيق النتائج الإيجابية، مع العلم بأنه هنا من أجل مهام محددة وأن النتائج ستكون من مهام المدرب الجديد، الذي مازال اسمه لغزا. المدرب الرياضي للمنتخبات الوطنية أكد أن المال لايهمه، كما أنه لأول مرة يسأل عن راتبه الشهري منذ 25 سنة من الممارسة.