نساء يزغردن ببشائر فجرنا الجديد أمنيستي المغرب تحتفي بربيعة الناصري ولينا بن مهني منح الفرع المغربي لمنظمة العفو الدولية (أمنيستي أنترناسيونال)، السبت الماضي في الرباط، درع «نساء من أجل حقوق الإنسان» لهذا العام إلى كل من الناشطة النسائية والحقوقية المغربية ربيعة الناصري والمدونة التونسية الشابة لينا بن مهني، وذلك في إطار احتفالية تكريمية وفنية احتضنها أحد فنادق العاصمة الرباط. وتندرج مبادرة أمنيستي المغرب ضمن تقليد سنوي تواظب عليه المنظمة منذ خمس سنوات، في إطار برنامجها لدعم المدافعات عن حقوق الإنسان، وتتوخى منه توجيه تحية تقدير لنساء برزن في الدفاع عن حقوق الإنسان في مجالات مختلفة، وقد خصت بالتحية هذه السنة المناضلة النسائية والحقوقية المغربية ربيعة الناصري تكريما لمسارها النضالي والجمعوي، بالإضافة إلى شابات «الربيع الديمقراطي» في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من خلال المدونة التونسية الشابة لينا بن مهني، والمراد من الاختيارين لفت الانتباه للدور بالغ الأهمية للمدافعات عن حقوق الإنسان اللواتي جعلن لأصواتهن قيمة أخلاقية وإنسانية من أجل الانخراط العميق في العمل الهادف إلى تحسين أحوال الناس. الحفل شهد حضورا مكثفا ميزته الفعاليات النسائية ومناضلات ومناضلو حقوق الإنسان، فضلا عن شخصيات سياسية وثقافية وفنية وإعلامية، بالإضافة إلى ديبلوماسيين أجانب ومسؤولي مؤسسات وطنية مغربية، وعرف اللقاء تقديم فقرات فنية أثثت برنامج الاحتفالية، إلى جانب الكلمات والشهادات والصور والأشرطة الوثائقية حول المحتفى بهن. ألقيت كلمات باسم مجموعة نساء منظمة العفو الدولية بالمغرب، ثم باسم اللجنة التنفيذية للفرع، وفي ثناياها كلها جرى التأكيد على أن هذه الالتفاتة التكريمية تعتبر تجديدا للتأييد لكفاح المدافعات عن حقوق الإنسان، وذلك من خلال مناضلتين قدمتا الكثير من العطاء والتضحيات لقضية حقوق المرأة والتغيير. كما شددت الكلمات على أن المناضلين اليوم يستمدون الإلهام من صمود ربيعة الناصري وإصرارها على التغيير الإيجابي، ومن شجاعة لينا بن مهني، وصلابة عشرات الآلاف من الشابات والشبان، ومن شجاعة من لا يحصى عددهم من المدافعات عن حقوق الإنسان ومثابرتهن في مواجهة صعاب جمة وهن يجدلن ضفائر الحرية ويزغردن ببشائر فجرنا الجديد. وسواء في كلمة فرع أمنيستي أو في كلمة ربيعة الناصري أو في شهادة أمينة لمريني، فالاحتفاء والتكريم وجها لمسار الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب ولمناضلاتها ولطاقمها الإداري، حيث أبرزت كلمة أمنيستي أن مناضلات الجمعية منذ التأسيس إلى اليوم هن «كوكبة زاخرة من أنصار حقوق المرأة، وطليعة النضال من أجل حركة نسائية مناضلة ومستقلة في المغرب». وبدوره قدم إدريس اليزمي رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان شهادة لافتة ومؤثرة في حق ربيعة الناصري، إلى جانب الشهادة الباذخة حسا وشعورا ولغة التي قدمتها الناشطة الجمعوية والحقوقية نجاة امجيد في حق المحتفى بها، كما أن المناضلة دائما أمينة لمريني التي تترأس اليوم الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري قدمت من جهتها شهادة مكتوبة في حق ربيعة الناصري، الصديقة والرفيقة منذ أربعة عقود، واستحضرت المسارات والأحلام المشتركة بينهما. ومن جهته قدم رشيد البلغيتي الناشط الجمعوي والصحفي في موقع «هسبريس» شهادة في حق الناشطة والمدونة التونسية لينا بن مهني، تحدث خلالها عن مسار الشابة التونسية خاصة من خلال مدونتها «بنية تونسية» كما ذكر بمجموعة من مقالاتها خاصة تلك المتعلقة بالقضية النسائية. بعد الكلمات والشهادات والكثير من الذكريات والحميميات، جرى تسليم درع «نساء من أجل حقوق الإنسان» للمكرمات، وذلك من لدن المدير العام للفرع المغربي لمنظمة العفو الدولية محمد السكتاوي وعضوات مجموعة «نساء منظمة العفو الدولية»، قبل أن يختتم الحفل بكلمات لكل من ربيعة الناصري ولينا بن مهني، وبكثير من التأثر والذكريات والنوستالجيا.