أقامت منظمة العفو الدولية، حفلا تكريميا لكل من المدونة التونسية لينا بن مهني والناشطة النسائية المغربية ربيعة الناصري. الحفل الذي أقيم أمس السبت في فندق "كولدن تيليب فرح" بالرباط، جاء في إطار برنامج لدعم المدافعات عن حقوق الإنسان الذي أطلقته المنظمة منذ خمس سنوات. أمنيستي و لى غير ما عهد في احتفاليات الجمعيات الحقوقية، جاءت بجوق موسيقي غنى مقاطع من أغاني عربية مختلفة، قبل أن يتقدم محمد السكتاوي بكلمة افتتاحية شرح فيها لجمع الدبلوماسيين والحقوقيين والصحفيين و ضيوف الحفل، دواعي منح درع المدافعات عن حقوق الإنسان و فلسفة هذا التكريم السنوي. كلمة مجموعات نساء منظمة العفو الدولية، التي تلتها إحدى منخرطات فرع المغرب، جاء فيها أن لينا وربيعة مناضلتان قدمتا الكثير من العطاء والتضحيات لقضية حقوق المرأة و التغيير، و منحتاها الكثير من جهودهما الحميدة. الكلمة وصفت لينا بن مهني و ربيعة الناصري بالقوة الهادئة والهادرة في نفس الوقت.. كافحتا من أجل مجتمعات أكثر عدالة وإنسانية. بعد وصلة غنائية لإحدى أستاذات الفلسفة (التي حضرت التظاهرة قبل أن يطلب منها بعض معارفها التقدم للمنصة)، عرض شريط مأخوذ من قناة "الآن" تسرد فيه ربيعة الناصري مسار حياتها، خاصة من خلال تجربة الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب، التي تعتبر المكرمة واحدة من أبرز مؤسساتها. الناصري عرجت في الشريط على بعض المعارك التي خاضتها الحركة النسائية، كما عبرت في نهاية الشريط عن أهمية شرط الصحة للاستمرار في النضال. الحديث عن الوضع الصحي أضحك ربيعة الناصري و من كان يجلس بجانبها، حيث شوهدت وهي توشوش في أذن صديقتها ثم تبتسم. ادريس اليزمي، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، كان أول الشاهدين في حضرة ربيعة، حيث ابتدأ شهادته بقولة لمونتيسكيو و أنهاها بقولة لنفس الفيلسوف. أمينة المريني رئيسة الهيئة العليا للسمعي البصري كانت ثاني شاهدة صعدت الى المنصة، حيث تحدثت بإسهاب عن مسار صديقتها التي قالت أن معرفتها بها تعود لأزيد من أربعين سنة، بينما كانت نجاة مجيد رئيسة جمعية "بيتي" آخر المتحدات التي عبرت عن فخرها بصداقة المحتفى بها. "منتصب القامة أمشي" وصلة موسيقية أخرى استعملها المنظمون للانتقال من فقرة إلى أخرى، أغنية مارسيل غمرت الدبلوماسي الفلسطيني واصف منصور بالسعادة حيث لم يتردد في غناء اللازمة مع الشابة التي تكلفت بتسيير أنشطة الحفل. بعد ذلك عرض شريط تتحدث فيه لينا بن مهني عن تجربتها في الكتابة والنضال، الفيلم الذي سجلته قناة "نسمة" التونسية، تخلله مشاهد من الثورة التونسية. منظمة العفو الدولية اختارت رشيد البلغيتي عضو هيئة تحرير "هسبريس" والناشط السابق في صفوف حركة 20 فبراير لتقديم شهادة في حق الناشطة التونسية. البلغيتي تحدث في كلمته المكتوبة عن مسار الشابة التونسية خاصة من خلال مدونتها "بنية تونسية" كما ذكر بمجموعة من مقالات المدونة خاصة تلك المتعلقة بالقضية النسائية. بعد ذلك سلم درع المدافعات عن حقوق الإنسان للمكرمات من طرف محمد السكتاوي ونساء منظمة العفو الدولية قبل أن يختتم الحفل على كلمات ربيعة الناصري التي اختارت المرح طريقة للتفاعل مع ما قيل في حقها، بينما قرأت لينا بن مهني كلمة تحدثت فيها عن الظروف التي نشأت فيها و علاقتها القديمة بأمنيستي كما تحدثت الشابة المكرمة عن رؤيتها لواقع تونس اليوم.