«إقرأ» عنوان بيداغوجي يحرض على القراءة تحتضن مدينة تطوان الدورة الخامسة عشر لعيد الكتاب، تحت شعار «إقرأ»، خلال الفترة الممتدة من 23 إلى 30 نونبر الجاري، ويشتمل برنامج هذه الدورة على معرض للكتاب والنشر وندوات فكرية ولقاءات أدبية ومعارض فنية وقراءات شعرية وتقديم إصدارات وورشات تكوينية. وعن ظروف إعداد هذه الدورة، قال المدير الجهوي لوزارة الثقافة بجهة طنجةتطوان الأستاذ محمد الثقال في اتصال أجرته معه بيان اليوم، إن عمليات التهييء والإعداد مرت في ظروف جيدة، عبر التنسيق والتعاون مع مختلف الفعاليات الثقافية وكذا ولاية تطوان والجماعة الحضرية، وقد استغرقت مدة الإعداد، يضيف الثقال، حوالي شهرين، غير أن هناك إشكاليات تواجه هذه التظاهرة، وهي تهم بصفة خاصة الجانب المادي، أخذا بعين الاعتبار أن إمكانيات وزارة الثقافة جد متواضعة، وهو ما ينعكس بشكل سلبي على مستوى توفير الظروف اللائقة والمشرفة لضيوف هذه التظاهرة، كما أن ذلك يساهم في الحد من إمكانية استدعاء أكبر عدد من الضيوف. فنحن، يؤكد الثقال، نعتمد بصفة أساسية على دعم الوزارة، وكذا دعم الجماعة الحضرية التي توفر جزء من ميزانية الإقامة، فضلا عن بعض المساعدات اللوجستكية المتمثلة في مدنا بالإنارة العمومية وبعض أدوات الاشتغال. وحول الجديد الذي يحمله عيد الكتاب، أشار المدير الجهوي لوزارة الثقافة في حديثه لبيان اليوم، أن هذه الدورة تشهد الانفتاح على بعض مؤسسات المجتمع المدني، من قبيل المركز الدولي لدراسات الفرجة والملحق الثقافي لسفارة أمريكا والمعهد الثقافي الإسباني والمعهد الثقافي الفرنسي والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وكليات الآداب ومجموعة من دور النشر والمكتبات وغيرها، كما تشهد هذه الدورة، يضيف الثقال، ملامسة القضايا الفكرية الراهنة المتعلقة على الخصوص بمثقفي جهة طنجةتطوان. وأوضح الثقال كذلك أن الأهداف المتوخاة من تنظيم هذه التظاهرة، تندرج في استراتيجية وزارة الثقافة التي تروم دعم الكتاب المغربي وإبراز جديد دور النشر المغربية وتشجيع القراءة عبر تنظيم ورشات القراءة الموجهة وتنظيم زيارة للمؤسسات التعليمية. وجاء في الورقة التقديمية الموقعة من طرف اللجنة المنظمة، أن «عيد الكتاب يشكل حلقة أخرى في مسار تكريس فعل القراءة وإتاحة جديد دور النشر المغربية في مجالات الآداب والعلوم والفكر والفنون التعبيرية المختلفة لجمهور القراء، بما تحمله هذه المقاصد جميعها من سعي إلى الرفع من وتيرة استهلاك الكتاب وصياغة لحظة تواصل منتج بين مختلف المتدخلين في صناعته واقتنائه». ويحفل البرنامج بالعديد من الفقرات الثقافية والفنية، منها ندوة افتتاحية حول موضوع «الخطاب الثقافي في ضوء الربيع العربي»، بمشاركة الأساتذة عبد الرحيم جيران ومحمد مشبال ومصطفى الحيرش ومصطفى الحداد، ويتولى تنسيقها عثمان أشقرا. ومائدة مستديرة حول «الاستنبات في المسرح المغربي، محمد قاوتي نموذجا» بمشاركة الأساتذة محمد قاوتي وسالم كويندي والحسين الشعبي وعز الدين الوافي ورشيد أمحدور، ويقوم بتنسيقها خالد أمين. وبالموازاة مع هذه المائدة المستديرة، يتم توقيع آخر إصدارات الكاتب المسرحي محمد قاوتي الذي يعتبر، حسب الباحث خالد أمين، «من أهم الكتاب الدراميين المغاربة الذين خلخلوا المفهوم التقليدي للاقتباس من حيث هو طموح لنقل أمين للنص المقتبس، يضاف إلى هذا تفوق، بل ريادة قاوتي في كتابة الحكاية الشعبية في أبهى تجلياتها، مستعملا اللغة اليومية لجهة الشاوية أولاد حريز تحديدا وما تزخر به من صور بلاغية رفيعة». كما سيتم، على هامش هذه الندوة المسرحية، توقيع آخر منشورات المركز الدولي لدراسات الفرجة. ويشتمل برنامج هذه الدورة كذلك على ندوة «الكتابة الروائية بشمال المغرب» بمشاركة الأساتذة محمد أنقار ومحمد عز الدين التازي وخالد أقلعي والبشير الدامون، ويقوم بتنسيقها عبد اللطيف البازي؛ ومحاضرة حول «مجتمعات ما بعد الحراك العربي» للدكتورة رحمة بورقية، وعدة ورشات تتعلق بالفنون التشكيلية والأشرطة المرسومة والخط العربي؛ وقراءات في دواوين شعرية، «طيف نبي» لفاطمة الزهراء بنيس، و»لا» لأحمد هاشم الريسوني، و»شاهدة الأحبة» لإدريس علوش، بمساهمة الأساتذة المهدي أخريف ومزوار الإدريسي ومحمد عابد، ويتولى تنسيقها محمد الصبان، فضلا عن تقديم العديد من الإصدارات الفكرية والأدبية الجديدة، وإقامة معارض تشكيلية.