محمد أوزين .. تشخيص الإشكاليات للخروج برؤية متجددة تمكن من إصلاح منظومة التخييم دعا وزير الشباب والرياضة محمد أوزين المشاركين في افتتاح أشغال اللقاء التقييمي للبرنامج الوطني للتخييم «عطلة للجميع» أمس بالرباط، مختلف الفاعلين والمتدخلين إلى التركيز على تشخيص الإشكاليات التي تعترض قطاع التخييم والوقوف على السبل الكفيلة بمعالجتها، كخيار استراتيجي يراهن عليه كلبنة أساسية في مجال التنمية البشرية. وأضاف الوزير أن اللقاء التقييمي سيشكل منعطفا حاسما في درب الإصلاح المنشود، وهو ما يفرض، بحسبه، تعميق التفكير والحوار من أجل إدخال إصلاحات جوهرية على نمط حكامة قطاع التخييم، وتحويل الاهتمام إلى هذا القطاع الذي يجب أن يدبر برؤية سياسية استراتيجية واضحة، تتصدى لمجموعة من السلوكات الشائعة المرتبطة بالعقلية التي سادت لمدة عقود والتي لم تستطع أن تتخلص من نمط التدبير القائم على الرؤية الدونية لهذا القطاع. وأكد محمد أوزين أن وزارة الشباب والرياضة ستعتمد برنامجا إصلاحيا مع شركائها من قطاعات حكومية وفعاليات تربوية والجامعة الوطنية للمخيمات وذلك من أجل تعزيز حكامة هذا القطاع من خلال مجموعة من التدابير والإجراءات التي قال إنه سيفصح عنها مستقبلا، مشيرا إلى أن التوصيات التي ستنبثق عن اللقاء التقييمي ستتم ترجمتها على شكل مخطط عملي يشرع في إنجازه في الأمد القصير. وأوضح الوزير أن مراحل التشخيص التي أنجزت تنصب بالأساس على خمسة جوانب أساسية حددها في مواصلة الإصلاحات المتعلقة بالإطار العام القانوني والمؤسساتي المنظم لتدبير قطاع التخييم، وذلك من خلال تفعيل دور التنسيق والتقاطعية مع القطاعات الحكومية والمجالس والجماعات المنتخبة وتعزيز الشراكة وتقويتها مع الشركاء الجمعويين، وفق عقدة أهداف مدعمة بدفتر التحملات وتعزيز الهيكلة القانونية بالإضافة إلى وضع القانون التنظيمي للفضاءات التربوية الموجهة لنشاط التخييم والقانون التنظيمي للعاملين في مجال التنشيط التربوي. ويهم المحور الثاني الذي ساقه الوزير أمام المشاركين في هذا اللقاء التقييمي، تأهيل وتطوير وتحديث البنيات التحتية وجعلها ملائمة للطلب التربوي واحتياجات التنشيط مع الأطفال والشباب من خلال توصيف البنيات التحتية وتحديد المعايير وتعزيز الوظائف والأدوار وتوفير التجهيزات والوسائل وضمان الانتشار الجغرافي. بالإضافة إلى المحور المتعلق بتطوير وتعزيز وتحيين المضامين التربوية والبيداغوجية من خلال تحيين المصوغات التربوية لأنشطة الفضاءات التربوية الموجهة لنشاط التخييم الخاصة بالأطفال والشباب، ومراجعة وتحيين المضامين والمحتويات وتطوير البرامج والأنشطة وتنويعها، كما يرتكز المحور الرابع على مراجعة نظام التكوين والعمل على حصر احتياجات التكوين وفق منظومة تربوية منسجمة مع الأدوار وأهداف النشاط التخييمي، بالإضافة إلى الجانب المتعلق بتدعيم التمويل والشراكة من أجل تقوية الموارد المالية والبحث عن مصادر تمويل جديدة وتشجيع عمليات الاحتضان في إطار توسيع مجالات الشراكة وتنويعها. من جانب أخر، ذكر محمد القرطيطي رئيس الجامعة الوطنية للتخييم في كلمة له بالمناسبة أن البرنامج الوطني للتخييم ومجالات عطلة للجميع يعرف وتيرة سريعة من حيث سقف الاستفادة في التخييم، لكنه في نفس الوقت يسير بسرعة قال إنها أقل من المتوسط، في مجال البنيات التحتية وفي البحث عن إيجاد معادلة بين الشبكة الحالية وتأهيلها وإضافة فضاءات أخرى على قلتها، بالإضافة إلى سرعة ثالثة تهم آلية الأهلية والاستحقاق والدعم الجمعوي والحكامة الرشيدة. وأوضح محمد القرطيطي أن التخييم ومجالاته التأطيرية والتنشيطية، كنشاط تعبيري وتأهيلي، لا يؤسس للعطلة المؤطرة لمن لا عطلة له فحسب، بل يعتبر تظاهرة اقتصادية واجتماعية بامتياز وهي محرك مهم للاقتصاد المهيكل وغير المهيكل ويعبئ طاقات ووسائل هائلة، إذ يقدم على مدار السنة حوالي 5.5 مليون وجبة غذاء للأطفال والشباب ويوفر مليون ونصف ليلة مبيت بكل لوازمها ويحرك 25 ألف مؤطر ومتدخل من المؤطرين والمنشطين والمنظمين، ويفيد ما بين 5 إلى 7 آلاف من اليد العاملة، ويعمل على مدى 190 يوما تنتج 1250 ساعة تأطير، ويخلق حركة قوية لوسائل النقل الخاصة وعبر القطارات، بالإضافة إلى الأغلفة المالية لتدبير هذا البرنامج والتي تتجاوز 25 مليار سنتيم 16 مليار منها لوزارة الشباب والرياضة والباقي يذهب إلى النقل والتأطير والتنشيط والتجهيز وتؤديه الجمعيات والأسر. يشار إلى أن حصيلة الاستفادة من برنامج عطلة للجميع إلى حدود نهاية أكتوبر 2012 سجلت ما مجموعه 216720 مستفيد موزعة على لقاءات دعم القدرات وفعاليات الأسبوع ب 14.450 مستفيد، والمخيمات القارة خلال الصيف ب 112.430 مستفيد، والمخيمات الحضرية والقرب ب 36.066 مستفيد، تليها المخيمات اللغوية ب 3.677 مستفيد، ومخيمات الشباب ب 7.720 التداريب التكوينية ومخيمات اليافعين ب 42.377. وقد تميز افتتاح هذا اللقاء التقييمي، الذي سيختتم أشغاله غدا السبت ببوزنيقة، بتوقيع اتفاقية شراكة بين المندوبية السامية للتخطيط والجامعة الوطنية للتخييم وقعها كل من رئيس الجامعة محمد القرطيطي والمندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر عبد العظيم الحافي.