نوه وزير الشباب والرياضة بالدور التأطيري الذي تقوم به الجمعيات والمنظمات التربوية وبمصداقيتها ونزاهتها وكفاءة أطرها، فيما يشبه الاعتذار للحركة الجمعوية التربوية ورد الاعتبار لأطرها بعدما كان قد اتهمها بعدم الشفافية والنزاهة وسوء التدبير. وذكر بلاغ يحمل توقيع منصف بلخياط وزير الشباب والرياضة ومحمد القرطيطي رئيس الهيئة الوطنية للتخييم، توصلت الجريدة بنسخة منه، أن الوزير أكد "على أهمية الموقع الذي تحتله الهيئة الوطنية للتخييم كشريك أساسي للوزارة في مستوى الخدمات التي تقدمها للطفولة والشباب في مجال التخييم" جاء ذلك خلال اجتماع عقده الوزير مع جميع مكونات الهيئة الوطنية للتخييم يوم الجمعة الماضي بالرباط، خصص لتدارس مختلف القضايا التي كانت مثار خلاف بين الطرفين والتي كانت سبب أزمة دامت أزيد من ثلاثة أشهر. وخلال هذا اللقاء الذي اعتبر لقاء مكاشفة ومصارحة، دعا منصف بالخياط الذي قدم عرضا أوضح من خلاله التصور الجديد للوزارة من أجل النهوض بقطاع الطفولة وخاصة المخيمات التربوية، (دعا) إلى ضرورة بناء علاقات جديدة بين الوزارة والجمعيات والمنظمات التربوية "مبنية على المسؤولية والشراكة والشفافية". من جانبه، أبرز محمد القرطيطي الأمين العام للهيأة الوطنية للتخييم العمل الذي تقوم به الجمعيات التربوية سواء في المجال التربوي أو في إعمال قواعد الحكامة الجيدة في تدبير جميع الأنشطة التي تنظمها مكونات الهيأة لفائدة الطفولة والشباب، وأعرب القرطيطي، عن رغبة جميع مكونات الهيأة، التي تضم في عضويتها 26 جمعية وطنية، في إعطاء دفعة جديدة لآليات الحوار والتعاون والتنسيق والشراكة المنتجة مع وزارة الشباب والرياضة. ومن خلاصة هذا اللقاء الذي وصفه فاعلون جمعويون بالإيجابي اتفاق مكونات الهيئة الوطنية للتخييم على التوقيع على اتفاقية الشراكة التي كانت موضوع خلاف بين الوزارة والمنظمات التربوية، وذلك بعد مناقشة مشروع هذه الاتفاقية وإدخال التعديلات التي كانت تراها الهيئة الوطنية للتخييم ضرورية وفق المقاربة التشاركية التي تعتمدها، وسيمتد العمل بهذه الشراكة على مدى الأربع سنوات المقبلة ابتداء من سنة 2010. وبعد الوصول إلى اتفاق بين الوزارة والهيئة الوطنية للتخييم، علمنا أن وزير الشباب والرياضة منصف بلخياط سيدعو إلى اجتماع مماثل مع اتحاد المنظمات التربوية قريبا قد يكون يوم الأربعاء المقبل وفق مصدر مطلع. وفي تصريح لبيان اليوم، وصف محمد القرطيطي رئيس الهيئة الوطنية للتخييم هذا اللقاء ب "التاريخي" مشيرا إلى أن البلاغ المشترك بين الوزارة والهيئة والذي ربط بين "أهمية موقع الهيئة كشريك أساسي في العملية التخييمية وبين بناء علاقة جديدة بين الطرفين على قاعدة المسؤولية والشراكة والشفافية وأيضا بين الدور البارز للجمعيات المكونة للهيئة والذي اتسم دوما بالمصداقية والنزاهة والكفاءة، يعد شهادة معبرة ومتميزة لتكذيب ونفي ما تردد من ذي قبل على أكثر من صعيد" واعتبر القرطيطي أن عودة الأمور إلى مسارها الطبيعي هو في "الواقع استحقاق للهيئة والمنظمات التربوية المغربية والوزارة، وتأكيد أساسي على علاقة التعاون بين هذه الأطراف وفق مقاربة تشاركية تروم تجويد الخدمات في مجال التنشيط". وأوضح القرطيطي، أن خلفيات الأزمة بين الوزارة والهيئة الوطنية للتخييم كانت تتحكم فيها "الذاتية والمصالح الضيقة في محاولة يائسة لتغييب صورة الهيئة داخل المشهد الجمعوي وعلى حضورها الوازن في قيادة ملف الطفولة والشباب بكل ثقله وتنوعه وهمومه" ومن ثمة يضيف الأمين العام للهيئة الوطنية للتخييم، ظلت هذه الأخيرة معارضة لطريقة صياغة الشراكة من طرف واحد (الوزارة) إلى حين الجلوس مع الوزير وطاقمه لإجراء ملائمة واقعية لنص الشراكة المعروضة بمنظور جمعوي مسؤول وبالتالي العودة إلى التوافق والعلاقة المؤسسية وهو ما تم خلال هذا اللقاء التاريخي". نشير إلى أن وزارة الشباب والرياضة دعت إلى يومين دراسيين الأمس الأحد ويومه الإثنين تحضره جميع المنظمات والجمعيات التربوية الوطنية والمتعددة الفروع والمحلية، لدراسة مضامين البرامج المعتمدة داخل أنشطة المخيمات وطريقة تنفيذ بنود الشراكة التي تجمع الوزارة بالنسيج الجمعوي بالإضافة إلى بحث إمكانية تأسيس جامعات للأسفار والترفيه والخدمات التخييم.