قافلة تربوية للتحسيس بإلزامية التعليم ومحاربة الانقطاع والهدرالمدرسيين نظمت نيابة التربية الوطنية بإقليم سيدي سليمان قافلة اجتماعية تربوية، يوم الثلاثاء الماضي، بمساهمة شركائها من جمعيات المجتمع المدني وفاعلين تربويين، رافقهم طاقم صحفي يمثل مختلف المنابر الإعلامية الوطنية والجهوية والإقليمية بما فيها المكتوبة والإلكترونية. وتندرج هذه القافلة في إطار المقرر الوزاري المنظم للسنة الدراسية2012/2013، وقد أشرفت عليها النائبة الإقليمية للوزارة. وكان الهدف من تنظيم هذه القافلة التواصلية والتي اعتبرت الأولى من نوعها والأنجح، إبراز المجهودات المبذولة من طرف الإدارة الإقليمية لاسيما، وأن التقسيم الإداري كان مجحفا، لم تنل منه النيابة الإقليمية سوى رقعة جغرافية «مزركشة» بالمشاكل على مستوى البنايات والتجهيزات. ورغم ذلك تحدت النائبة الإقليمية جل الصعوبات، مع العلم أن 80/ من الرقعة الجغرافية للنيابة عبارة عن منطقة فيضية تغمرها المياه( من دار بلعامري جنوبا إلى السيابرة شمالا ) لذا كانت المبادرة حميدة، حيث وقف رجال الإعلام على المنجزات ميدانيا، وهو تعاط إيجابي في حد ذاته مع الرأي العام المحلي والوطني فيما يتعلق بالشفافية في تدبير الشأن التربوي والذي يعتبر شأنا وطنيا. وتروم القافلة التحسيس بمسلسل التنمية البشرية والمجتمعية بإشراك كل الفاعلين، ومحاربة الهدر المدرسي والانقطاع عن التمدرس والتكرار، مع التحسيس بإلزامية التعليم، ولعل هذه الخطوة لبنة أولى لإعادة الاعتبار للمدرسة العمومية، التي بدأت تحتضن أبناءها من المنقطعين وغير الملتحقين الذين تم إحصاؤهم خلال عملية من الطفل إلى الطفل شهر ماي 2012. وجابت القافلة جل مناطق الإقليم طولا وعرضا انطلاقا من النيابة الإقليمية في اتجاه جماعة دار بلعامري، حيث كانت الثانوية التأهيلية، قاسم أمين في استقبال الوفد الصحفي والتربوي، ونظمت ندوة صحفية بإحدى قاعاتها، سلطت من خلالها النائبة الإقليمية الضوء على أجواء الدخول المدرسي، وهنأت نساء ورجال التعليم بعيدهم الأممي، كما تطرقت بالأرقام المفصلة لأعداد التلاميذ والحجرات والإحداثيات، والأوراش المفتوحة التي ستساهم في توسيع العرض التربوي مستقبلا، وتم التركيز على دور الشراكات مع الجماعات المحلية وجمعيات المجتمع المدني.ومن بين اهتمامات النيابة التي حركت دواليب المؤسسات وساهمت في ارتفاع عدد المقبلين على المدارس، الدعم الاجتماعي والاهتمام بالنقل المدرسي بالعالم القروي.وعرفت مدرسة عثمان بن عفان انطلاق التعبئة الاجتماعية، حيث تم توزيع حوالي 36 دراجة هوائية على المتعلمين من طرف جمعية نبراس وجمعية دفاتر الأمل الفرنسية. واطلع الوفد على تجربة رائدة ستشجع أبناء العالم القروي على التمدرس، تجلت في المدرسة الجماعاتية الخنساء، وورش بناء ثانوية إعدادية بجوارها، تضم مطعما مدرسيا وجناحين داخليين (ذكور/إناث). وعلى ضفاف نهر بهت، تقبع الثانوية الإعدادية الوفاق نموذج للمؤسسات التي تهتم بالتراث المحلي وجعله في متناول المتعلمين سواء منه المادي: (ملابس- بنادق –الرحى –أواني خزفية....) أو شفاهي رمزي: (هيث –أمثال –حكايات). وتوقف الوفد مليا على تجربة رائدة في مجال التعليم الأولي بمدرسة احجاوة والذي يعتبر رافدا مزودا للمؤسسة ومشتلا بشريا. وعاين الشركاء ورش بناء الثانوية الإعدادية محمد زفزاف، في طريقه إلى مدرسة الزعابلة الواقعة على تراب جماعة القصيبية. وحلت القافلة مساء بمدينة سيدي يحيى الغرب للاضطلاع على نماذج من مؤسسات تعليمية، بالمجال الحضري، عرفت تأهيلا أعاد لها رونقها وجاذبيتها، نموذج مدرسة الإمام الغزالي المحدثة سنة 1943 وهي أقدم المؤسسات بالإقليم، ثم مدرسة علي بن أبي طالب. ولعل ما تميزت به القافلة هو التواصل الذي حصل بين أفرادها والتلاميذ والأساتذة والآباء والأمهات. وكانت إعدادية ابن ياسين( المكلومة) آخر محطة حيث أرخت القافلة أوزارها. واختتمت الجولة الاجتماعية، التربوية والتحسيسية بمحطة تقييمية ساهم فيها رجال الصحافة الذين نوهوا بمبادرة النيابة الإقليمية.