اعتقال حوالي 15 شخصا وقوات الأمن تضرب طوقا على الحي تحسبا لاندلاع مواجهات جديدة تجددت المواجهات بين القوات العمومية وسكان «حي أرض الدولة» بمدينة طنجة مساء أول أمس الأحد، بعد أن عمد بعض سكان الحي إلى قطع الطريق وإشعال النيران، وقاموا برشق القوات العمومية بالحجارة، مما أدى إلى إلحاق خسائر مادية بالممتلكات العمومية والخاصة بالمنطقة. وألقت قوات الأمن القبض على مجموعة من السكان يشتبه في تحريضهم على العصيان. وأفادت مصادر من عين المكان أن قوات الأمن قامت، صبيحة يوم الاثنين، بحملة اعتقالات واسعة في صفوف من يشتبه في أنهم من مثيري الشغب. وقدرت تلك المصادر عدد الموقوفين بحوالي 15 شخصا منهم شبان وقاصرون، على خلفية مواجهات ليلة الأحد. وإلى حدود صبيحة أمس الإثنين، لازال حي بني مكادة يعرف طوقا أمنيا، حيث انتشرت مجموعة من عناصر القوات العمومية في مناطق منه، تحسبا لتجدد المواجهات. كما وردت تعزيزات أمنية مكثفة إلى الحي من جميع الوحدات الأمنية، من رجال الشرطة والقوات المساعدة وقوات التدخل السريع والوقاية المدنية. وتشير ذات المصادر إلى أن شرارة هذه المواجهات الجديدة اندلعت من ملعب مرشان بالمدينة الذي كان يحتضن لقاء كرويا برسم البطولة الاحترافية للقسم الثاني، بين الفريق المحلي وفريق شباب المسيرة، حيث اقتحم الجمهور أرضية الملعب قبيل نهاية المباراة بحوالي 20 دقيقة، بعد تسجيل الفريق الضيف لهدف في شباك الفريق المحلي. وانتقلت موجة الاحتجاجات إلى منطقة «أرض الدولة» بحي بني مكادة، التي عرفت احتقانا كبيرا على مدى الأسبوع الماضي، نتيجة مواجهات بين القوات العمومية التي حلت بالمنطقة من أجل تنفيذ حكم قضائي بإفراغ إحدى الأسر من سكناها، وبين بعض سكان الحي الذين أعلنوا مساندتهم للأسرة. وبالإضافة إلى الاعتقالات الواسعة التي همت من يشتبه في أنهم من مثيري الشغب وإذكاء الاحتجاجات، خلفت هذه الأحداث خسائر مادية جسيمة في الممتلكات العمومية والخاصة، حيث قام المتظاهرون بكسر واجهات المحلات التجارية والوكالات، وإلحاق أضرار بليغة ببنايات بعض الإدارات العمومية. كما تعرضت سيارات الشرطة للرشق بالحجارة مما تسبب في كسر زجاج عدد منها. وكانت نفس المنطقة عرفت الثلاثاء الماضي مواجهات بين القوات العمومية والسكان، اضطرت معه القوات العمومية إلى استعمال الغاز المسيل للدموع والهراوات لتفريق المحتجين، وإعادة الهدوء إلى الحي نتيجة الفوضى العارمة التي سادته. وأدت مواجهات الثلاثاء إلى إلحاق خسائر بليغة ببعض الممتلكات. ورغم الهدوء النسبي الذي عم الحي جراء هذه المواجهات، والتواجد المكثف لرجال الأمن على مدى أيام الأربعاء والخميس والجمعة، إلا أن الاحتقان بلغ مداه يوم السبت مع شيوع خبر وفاة شخص من بين الموقوفين على خلفية تلك الأحداث، والمعني المباشر بقرار الإفراغ. وبعد تلقي السكان خبر الوفاة قاموا بتنظيم وقفة احتجاجية مساء السبت، حيث قام المحتجون بقطع الطريق العام. وخلق هذا الحدث جوا من الرعب، خوفا من تجدد المواجهات مع رجال الأمن، وهو ما دفع التجار بقيسارية الأزهر بالمنطقة إلى إغلاق محلاتهم التجارية. وبالرغم من أن المصالح الطبية بالمستشفى الجهوي بطنجة اكدت أن سبب وفاة المعني بالأمر يعود إلى أزمة صحية عارضة، نتيجة المضاعفات الخطيرة لأمراض الربو والسرطان التي يعاني منها، إلا أن ذلك لم يمنع من استمرار الاحتقان الذي ينذر بتجدد المواجهات في أي لحظة وحين.