عاد الهدوء، نسبيا، إلى منطقة "بني مكادة" بطنجة بعد مواجهات عنيفة بين رجال الأمن وسكان الجماعة طيلة اليوم الثلاثاء، على إثر محاولة رجال الأمن تطبيق حكم قضائي لإفراغ سكن كانت تستغله امرأة معوزة. ورفض سكان حي "أرض الدولة" بالجماعة تطبيق حكم إفراغ السكن المُطبق في حق سيدة تقطن بذات الحي مما جعل مواجهات عنيفة تدور بين رجال الأمن الراغبين في تطبيق الحكم، وبين السكان المساندين للمرأة، استعملت فيها القنابل المسيلة للدموع والهراوات والرشق بالحجارة بين سكان المنطقة ورجال الأمن المدعومين بقرار أمني يفرض عليهم التدخل لإنهاء حالة ماوصفه مصدر أمني بحالة"الفوضى" التي عمّت حي "أرض الدولة" وتسببت في خسائر مادية مهمة، حسب ما عاينت "هسبريس"، حيث كسر زجاج أحد الوكالات البنكية المتواجدة بالحي، وكذا جزء من واجهة فرع "الخزينة العامة للمملكة"، وبعض المتاجر الخاصة. وفرضت السلطات الأمنية، وكذا سكان المنطقة حضرا على كل "غريب" للدخول أو التقاط صورا للمواجهات، حيث منعت آلات التصوير من التقاط المواجهات والخسائر التي خلفها الاصطدام بين الساكنة ورجال الأمن المدججين بالهراوات ووسائل التدخل السريع، كما توصلت العديد من المؤسسات التعليمية بالجماعة بقرار يفرض عليها تأخير ساعة خروج التلاميذ من مدارسهم إلى حين استتباب الهدوء بالجماعة، حيث عمدت السلطات إلى سحب رجال التدخل السريع والقوات المساعدة من الحي مما جعل الهدوء النسبي يعود إلى "أرض الدولة" التي ظل سكانها مستعدين لمواجهة أكبر من خلال الشعارات المرفوعة ضد رجال الأمن والتجمهر الكبير لشباب المنطقة بساحة "تافيلالت" وسط الجماعة. وأصيب عدد من المحتجين مع تسجيل حالة إغماء امرأة، إضافة إلى ستة من رجال الأمن في مواجهات اليوم أحدهم إصابته بليغة، في حين تم اعتقال العديد من شباب المنطقة. وعاينت هسبريس العديد من المتاجر التجارية وفروع البنوك وهي تقفل أبوابها بشكل تام في انتظار عودة الهدوء إلى الجماعة، كما فضل العديد من الأهالي الخروج من بيوتهم والتجمهر في الشارع العام للتعبير عن رفضهم للتدخل الأمني وتضامنهم الكامل مع السيدة موضوع الحكم الذي فرض عليها إفراغ مسكنها.