ليبرمان يدعو للتخلص من عباس وتجديد القيادة الفلسطينية والسلطة تندد وتعتبرها تحريضا على العنف واصل وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، يوم الخميس ما قبل الماضي، التحريض على الرئيس الفلسطيني محمود عباس للتخلص منه بحجة انه عقبة في طريق السلام ويساند «الإرهاب» في الضفة الغربية، ويقود حملات إعلامية تحريضية ضد إسرائيل في مختلف المنابر الدولية بما في ذلك مؤسسات الأممالمتحدة. وأضاف الوزير ليبرمان في سياق مقابلة إذاعية، صباح نفس اليوم، أن الحكومة الإسرائيلية السابقة أبدت استعدادها لتقديم تنازلات سخية للفلسطينيين، إلا أن هذه التنازلات لم تقابل باستعداد الجانب الفلسطيني لإنجاز اتفاق تسوية مع «إسرائيل». ورأى وزير الخارجية الإسرائيلي أن عملية التسوية آلت إلى طريق مسدود بسبب المواقف الفلسطينية المتشددة. وجاءت أقوال ليبرمان في اليوم ذاته، عقب توجيهه رسالة للجنة الرباعية الدولية يدعوها فيها للتخلص من عباس وتجديد القيادة الفلسطينية من خلال تنظيم انتخابات في الأراضي الفلسطينية. وبدوره انتقد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك يوم الخميس ما قبل الماضي، قيام ليبرمان بنقل رسالة إلى اللجنة الرباعية الدولية، داعيا فيها إلى إجراء انتخابات فى السلطة الفلسطينية لاستبدال الرئيس الفلسطينى محمود عباس. وقال باراك إن هذه الرسالة تمس بالمصالح الإسرائيلية، ومن شأنها أن تؤدي إلى تدهور العلاقات مع الجانب الفلسطيني. ووصف باراك السياسة التي يتبعها وزير الخارجية الإسرائيلي ب «الخاطئة». وكان ليبرمان دعا اللجنة الرباعية الدولية، يوم الأربعاء ماقبل الماضي،إلى العمل على تحديد موعد لإجراء الانتخابات العامة في السلطة الفلسطينية بهدف استبدال عباس، «كونه يشكل عقبة أمام تقدم عملية التسوية»، كما دعا بشكل علني في يونيو الماضي للخلاص من عباس بذريعة «وقوفه حجر عثرة أمام تحقيق السلام». وأثارت دعوة ليبرمان اللجنة الرباعية الدولية للتخلص من عباس، موجة من التنديد والاستنكار في الساحة السياسية الفلسطينية. واستهجنت الأوساط السياسية الفلسطينية إرسال ليبرمان رسالة إلي وزراء خارجية الرباعية الدولية يطالب فيها بتجديد القيادة الفلسطينية وتغيير عباس من خلال إجراء انتخابات في السلطة الفلسطينية بحجة انه عقبة أمام تقدم عملية السلام. وتعقيبا على رسالة ليبرمان التحريضية على عباس قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إنها تصريحات تحريضية تساهم في خلق حالة من العنف وعدم الاستقرار. وطالب أبو ردينة في تصريح رسمي، يوم الأربعاء ما قبل الماضي، اللجنة الرباعية الدولية باتخاذ موقف من التعامل مع ليبرمان باعتبار تصريحاته تحريضا على القتل والعنف، واعتبر ذلك تدخلا في الشؤون الداخلية الفلسطينية. وطالب أبو ردينة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وحكومته باتخاذ موقف واضح من هذه التصريحات التحريضية التي لا تساهم بأي شكل من الأشكال بخلق مناخ ملائم للسلام، واعتبر ذلك إفلاسا سياسيا ودليلا على عزلته وتخبطه وتشوشه، وأن تصريحاته مرفوضة ومدانة. ومن جهتها استهجنت وأدانت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي بشدة تصريحات ليبرمان حول تغيير عباس، في الرسالة التي وجهها إلى اللجنة الرباعية الدولية. وقالت عشراوي في بيان صحفي «هذه الرسالة تعبر عن خلاصة العنجهية الإسرائيلية التي تفتقد إلى المحاسبة والمساءلة الدولية، ومحاولة متجددة لتضليل الرأي العام، والتغطية على الوقائع غير القانونية التي فرضها الاحتلال على الأرض». وأضافت عشراوي: نظام الاحتلال مسؤول عن نشر الأحقاد والعنصرية، والحكومة الإسرائيلية تطلق حملة تحريض مدروسة ومبنية على التشويه والكراهية وتشرّع لها، مستهدفة النظام السياسي الفلسطيني ككل، الأمر الذي سيدفع نحو المزيد من العنف والتطرف ليس في فلسطين فقط، وإنما في المنطقة برمتها. وشددت عشراوي على أن هذه الحملة تأتي بالتزامن مع استفحال ثقافة الكراهية القائمة على رفض الآخر ووجوده على الأرض، مذكرة باعتداء يهود عنصريين بوحشية على ثلاثة فلسطينيين في القدس، وهم يهتفون «الموت للعرب»، كما أصيب ستة فلسطينيين آخرون (بينهم أطفال) في اعتداء إرهابي جراء انفجار زجاجة حارقة ألقاها إرهابيون يهود اتجاه سيارة أجرة فلسطينية تستقلها عائلة، تم نقلها جميعا إلى المستشفى لخطورة حالتهم قبل أيام. كما أشارت عشراوي إلى سعي حكومة الاحتلال المتواصل إلى إفشال الجهود السياسية والدبلوماسية الفلسطينية، وإمعانها في فرض سياسة الاستيطان والتطهير العرقي، والسيطرة وسرقة الأرض والموارد، وقالت: إن «هذه الإجراءات والممارسات هي التي تقوّض فرص السلام، وتشكل عقبة رئيسية في وجهها». وطالبت عشراوي الرباعية الدولية، والمجتمع الدولي بالتحرك سريعا، واتخاذ التدابير الفاعلة للجم الغطرسة الإسرائيلية، ورفع الحصانة السياسية والقانونية عنها، ووقف الاستفزازات السافرة التي تهدد جهود المجتمع الدولي والقيادة الفلسطينية الوصول إلى سلام عادل عن طريق ممارسة حقنا في تقرير المصير وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس. ومن جهته حمّل عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن حياة عباس، وخاصة بعد الحملة التحريضية التي تنتهجها ضده منذ عدة شهور . وقال عريقات في تصريح صحفي، يوم الأربعاء ماقبل الماضي: إن حكومة الاحتلال تنتهج سياسة التشهير والتحريض العلني بقتل الرئيس محمود عباس، مثل التي انتهجتها ضد الرئيس الراحل أبو عمار والتي انتهت بمقتله». وأكد عريقات على أن هناك دعوات صريحة خرجت من مسؤولين كبار في حكومة الاحتلال بالتخلص من «أبو مازن»، موضحاً أن تلك الحملة تأتي في سياق التحريض والتشويه للتخلص من عباس . ولفت عريقات، إلى أن تلك الحملة التي وصفها ب»الوقحة» تدلل على أن حكومة الاحتلال ليست شريك في عملية السلام، وهي من تضع العقبات والعراقيل إمام نجاح العملية السلمية. ودعا عريقات المجتمع الدولي بالتدخل العاجل، لوقف سياسية الاحتلال ضده الرئيس الفلسطيني، مجددا تمسك القيادة الفلسطينية في الحفاظ على الثوابت الفلسطينية وعدم التنازل عنها، رغم الضغوطات والتهديدات. يذكر أن ليبرمان يشن حملة كبيرة على المستوى الدولي للإطاحة بعباس وكان آخرها، ما نشرته صحيفة «هآرتس» العبرية يوم الأربعاء الماضي أنه أرسل رسالة إلى وزراء خارجية الرباعية الدولية يطالب فيها تغيير رئيس السلطة محمود عباس وإجراء انتخابات في السلطة، زاعما ان عباس بات «عقبة أمام تقدم عملية السلام».