الأمن الغذائي للدول النامية على المحك والبنك الدولي مستعد للتدخل عبر البنك الدولي عن قلقه إزاء ارتفاع أسعار الغذاء العالمية نتيجة لتقلبات الأحوال المناخية بما في ذلك الجفاف غير الطبيعي الذي يجتاح الولايات المتحدة٬ إضافة إلى الأوضاع الحالية للمحاصيل في المناطق الأخرى المنتجة للحبوب٬ وتأثيرها على الدول النامية وعلى الفقراء الذين يظلون الفئة الأكثر تضررا من ارتفاع أسعار هذه المواد الأساسية. وفي هذا الإطار٬ قال رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم «عندما ترتفع أسعار الغذاء ارتفاعا قويا٬ فإن الأسر تواجه وضعا محرجا٬ إذ تعمد إلى إخراج أطفالها من المدارس٬ وإلى تناول أطعمة رخيصة وبقيمة غذائية أقل٬ وهو ما يخلف آثارا مأساوية على الوضع الاجتماعي والمادي لملايين الشباب»٬ مؤكدا أن البنك وشركاؤه يراقبون تطورات هذا الوضع عن كثب حتى يتسنى لهم مساعدة الحكومات على وضع السياسات اللازمة لمساعدة مواطنيها على التصدي لهذه الأوضاع بشكل أفضل. وأوضح كيم في بلاغ للمؤسسة أنه يمكن٬ على المدى القصير٬ أن تساعد إجراءات من قبيل برامج التغذية المدرسية والتحويلات النقدية المشروطة وبرامج الغذاء مقابل العمل٬ في تخفيف الضغوط عن الفقراء٬ لكن على المدى المتوسط فإن العالم في حاجة إلى سياسات قوية مستقرة واستثمارات متواصلة في قطاع الزراعة بالبلدان الفقيرة. وشدد في هذا السياق على أنه «لا ينبغي أن نسمح للقفزات القصيرة المدى في أسعار الغذاء بأن يكون لها تأثيرات مدمرة طويلة المدى على أشد سكان العالم فقرا وحرمانا». وبالنسبة للبنك الدولي٬ فإن التوقعات الخاصة بالمحاصيل لا تشير إلى حدود الآن إلى احتمال حدوث نقص فعلي في الحبوب الرئيسية٬ مضيفا أنه أمام انخفاض حجم المخزونات٬ واستمرار المحاصيل في الاعتماد على الأحوال المناخية العالمية٬ فإن الأسعار ستظل عرضة٬ بدرجة أكبر٬ لمزيد من التقلبات.