حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) من خطورة تقلب الأسعار على الأمن الغذائي، كما استبعدت المنظمة - في تحليل لها تم نشره الجمعة الماضي - أن تندلع على المدى المنظور أزمة غذاء عالمية جديدة مماثلة للأزمة التي اندلعت قبل عامين. وأوصى خبراء ال (فاو) باستكشاف آليات جديدة لتحسين مستوى الشفافية في ما يتعلق بتجارة الحبوب، والتصدي للأخطار المرتبطة بتقلبات الأسعار، ومنها نقص المعلومات وعمليات البيع التي يطغى عليها الذعر. في هذا السياق، أكد فيصل الزعراوي، أستاذ الاقتصاد بكلية الحقوق بالمحمدية، على أن المغرب ليس بعيدا عن تحذيرات المنظمة الدولية، مستدلا في تصريح ل التجديد، على أن المغرب يعد مستوردا للمواد الاستهلاكية الأساسية التي عرفت أثمانها ارتفاعا في السوق الدولية، خاصة الحبوب والشاي والذرة والمحروقات. واعتبر الزعراوي أن ارتفاع الأسعار، لاسيما بالنسبة للمواد الاستهلاكية الأساسية، سيحد من حجم استهلاك الأسر المغربية، وهو ما يمكن أن يؤثر على نسبة نمو الاقتصاد الوطني، إضافة إلى الانعكاسات الاجتماعية المحتملة لأي سياسة تنهجها الحكومة لمواجهة ارتفاع الأسعار في السوق العالمية. وأبرز الزعراوي أن مواجهة تقلب الأسعار تتطلب انتهاج سياسة حكومية تعيد النظر في كثير من التدابير الاقتصادية الهيكلية، وتعزيز كثير من الاستراتيجيات القطاعية، هذا على المستوى المنظور. أما بخصوص مواجهة آثار الأزمة الحالية، فيقترح الزعراوي تكريس البعد الاجتماعي-الاقتصادي في القانون المالي المقبل، وتحفيز مؤشرات النمو الاقتصادي والتدابير الجبائية. وقالت المنظمة، عقب اجتماع بروما، شارك فيه خبراء من 57 دولة، وناقش ارتفاع أسعار الغذاء في الآونة الأخيرة، إن هناك توازنا بين عرض الحبوب والطلب عليها. ولاحظت ال (فاو) أن أسعار الحبوب في الأسواق العالمية قفزت منذ يونيو الماضي بنسبة تصل إلى 08 بالمائة، بينما ارتفعت أسعار الذرة بنحو 40 بالمائة. لكن خبراء المنظمة خلصوا إلى أنه لا توجد هناك علامات تنبئ بأزمة غذاء. وفي بيان صدر عقب اجتماع خبرائها بروما، عزت ال فاو ارتفاع أسعار الحبوب في الآونة الأخيرة إلى ثلاثة عوامل رئيسة، هي الفشل غير المتوقع للمحاصيل، والسياسات التي انتهجتها الحكومات لمعالجة ذلك الوضع، وعمليات المضاربة. كما شهدت أسعار الحبوب ارتفاعات هذا الصيف، مما أدى إلى توترات في الأسواق. وكان مقرر الأممالمتحدة، المعني بالحق في الغذاء أوليفييه دو شوتر، قد حذر الأسبوع الماضي من أن أعمال الشغب التي وقعت في موزمبيق، عقب رفع أسعار الخبز، وخلفت 31 قتيلا ومئات الجرحى، قد تمتد إلى دول فقيرة أخرى تعتمد على الغذاء المستورد، مشيرا في هذا الصدد إلى احتجاجات في مصر، واستياء بين المزارعين في سوريا.