فشل مهمة كوفي عنان عجلت بطرد ممثل سوريا بالرباط توالت ردود الفعل على قرار المغرب طرد السفير السوري المعتمد بالرباط أول أمس الإثنين، بين الترحيب، ومن يعتبره جاء متأخرا، وكان على المغرب أن يتخذه منذ بداية الأزمة السورية. في الوقت الذي نفى فيه وزير الشؤون الخارجية والتعاون أن يكون طرد السفير السوري بالمغرب قد جاء «بعد انشقاقه عن نظام بشار الأسد». وبينما انتظر المغرب أن تسفر نتائج مهمة الوسيط الأممي، كوفي عنان، عن تقدم ملموس في معالجة الأوضاع في سوريا لاتخاذ الخطوة المناسبة، وبعدما تبين له «فشل مهمة المبعوث الأممي والعربي»، أبلغ السفير السوري المعتمد بالرباط، محمد نبيه إسماعيل، بأنه «شخص غير مرغوب فيه»، مطالبا إياه بمغادرة البلاد. وأكد كل من وزير الشؤون الخارجية والتعاون، سعد الدين العثماني، والوزير المنتدب في الخارجية والتعاون، يوسف العمراني، في تصريحات نقلتها وكالة المغرب العربي للأنباء، أن قرار الرباط إعلان السفير السوري لديها شخص غير مرغوب فيه، كان نتيجة «عدم إحراز أي تقدم في العملية السياسية في سورية للخروج من الأزمة التي يتخبط فيها. وفشل مهمة الوسيط الأممي والعربي، كوفي عنان، في مهام البعثة الأممية في هذا البلد. وقال سعد الدين العثماني إن المغرب كان ينتظر نجاح مبادرة الوسيط الأممي والعربي إلى سوريا، كوفي عنان، في وقف التقتيل اليومي الذي يعانيه الشعب السوري منذ اندلاع الأزمة في هذا البلد، غير أن المجازر وأعمال العنف التي راح ضحيتها المئات من المدنيين العزل، ومنهم الأطفال الأبرياء، ازدادت في الأيام الأخيرة، وهو ما لا يمكن للمغرب السكوت عنه، الشيء الذي دفعه إلى اتخاذ هذا القرار في هذا الوقت بالذات. ونفى وزير الشؤون الخارجية والتعاون أن يكون قرار إبلاغ السفير السوري المعتمد بالرباط بأنه غير مرغوب فيه نتيجة إعلان انشقاقه عن نظام بشار الأسد، حسب ما تم الترويج له. وأشار العثماني إلى أن السفير السوري المعتمد بالرباط لم يبلغه بأمر انشقاقه عن النظام، حينما استدعاه لإبلاغه بقرار المغرب بأنه غير مرغوب فيه، وكل ما أعرب عنه، حسب العثماني، «أنه طلب مهلة لمغادرة المغرب». وكانغغغرب أعلن أول أمس الاثنين قراره بمطالبة السفير السوري المعتمد لديه بمغادرة البلاد باعتباره شخصا غير مرغوب فيه. وأعلن بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون أن المملكة المغربية قررت مطالبة السفير السوري المعتمد لديها بمغادرة المملكة باعتباره شخصا غير مرغوب فيه، مؤكدة أن الوضع في سورية لا يمكن أن يستمر على ما هو عليه. وأكد بلاغ وزارة الشؤون الخارجية والتعاون في هذا الصدد أن «المملكة المغربية، التي انخرطت بجدية وديناميكية في جميع القرارات والمبادرات العربية والدولية الهادفة إلى تسوية الأزمة السورية والتي حرصت، من خلال ذلك، على إعطاء جميع الفرص لوقف العنف، تؤكد أن الوضع في سورية لا يمكن أن يستمر على ما هو عليه، وتقرر مطالبة السفير السوري المعتمد لدى المملكة المغربية بمغادرة البلاد باعتباره شخصا غير مرغوب فيه. وأشار البلاغ إلى أن المغرب إذ يجدد دعوته للمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته كاملة للوقف الفوري لكافة أعمال العنف والقتل وحماية المدنيين السوريين، فإنه يتطلع إلى تحرك فاعل وحازم من أجل تحقيق انتقال سياسي نحو وضع ديمقراطي يضمن وحدة سورية واستقرارها وسلامتها الإقليمية، ويحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق نحو الكرامة والحرية والتنمية. واستطرد بلاغ وزارة الشؤون الخارجية والتعاون بالقول إن المملكة المغربية تتابع باهتمام وقلق شديدين ما يتعرض له الشعب السوري الشقيق منذ أكثر من عام من عنف أودى بما يقرب من عشرين ألفا من القتلى وأضعافه من الجرحى والمعطوبين، ومئات الآلاف من المشردين واللاجئين، مشيرا إلى أن المجازر المروعة التي أوقعت المئات من الضحايا المدنيين العزل، ومنهم عشرات الأطفال الأبرياء، ازدادت في الأيام الماضية. وكان رد الفعل الأول من نظام دمشق الذي أبلغ القائم بأعمال السفارة المغربيّة لديها، ساعات قليلة بعد قرار المغرب، بأنه «غير مرغوب فيه وعليه مغادرة البلاد». واعتبرت وزارة الخارجية السورية أن قرار دمشق يندرج في إطار المعاملة بالمثل ردا على نفس الإجراء الذي اتخذه المغرب في حق سفيرها بالرباط. ولا زالت تتوالى ردود الفعل على قرار المغرب طرد سفير سوريا المعتمد لديها، حيث اعتبرت فرنسا على لسان ممثلها بالأمم المتحدة أن هذا القرار « تعبير عن الاستياء الدولي» من الأوضاع في سورية، خصوصا مع تصاعد أعمال العنف والتقتيل التي يمارسها نظام دمشق. وأكد ممثل فرنسا بالأمم المتحدة، جيرارد أرو، قبيل اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي خصص لسورية، أن نحو 17 ألف سوري لقوا حتفهم في أحداث العنف التي تعرفها سورية، مضيفا أن هذا الوضع لا يسمح بالانتظار، مبرزا أن المبعوث الدولي للأمم المتحدة والجامعة العربية، كوفي عنان، في حاجة إلى دعم المجتمع الدولي.