الرباط-المهدي السجاري قرر المغرب، أمس الإثنين، طرد السفير السوري المعتمد في الرباط، نبيه إسماعيل، باعتباره «شخصا غير مرغوب فيه»، على خلفية أن الوضع في سوريا لا يمكن أن يستمر على ما هو عليه. وأكد مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، في تصريح ل«المساء»، بأن «هذا القرار جاء على إثر التطورات التي عرفتها سوريا، والتي تشهد ارتفاعا في المجازر والقتل، والتي تقترب من حوالي 200 قتيل يوميا، ولم يعد من سبيل إلا مغادرة السفير السوري لتراب المملكة، باعتباره شخصا غير مرغوب فيه». وأوضح الخلفي أن «المغرب منذ اندلاع الأزمة السورية انخرط بشكل فعال في محاولة إيجاد حل يضمن وقف نزيف الدم السوري، وحماية المدنيين، ويضمن تحقيق الانتقال السياسي نحو الديمقراطية، وتحقيق تطلعات الشعب في الحرية والكرامة والتنمية، لما يضمن وحدة سوريا واستقرارها». وحسب بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، فإن المملكة المغربية انخرطت بجدية ودينامية في جميع القرارات والمبادرات العربية والدولية الهادفة إلى تسوية الأزمة السورية، والتي حرصت، من خلال ذلك، على إعطاء جميع الفرص لوقف العنف، وقررت مطالبة السفير السوري المعتمد بالمغرب مغادرة ترابه باعتباره شخصا غير مرغوب فيه. وجدد المغرب دعوته المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته كاملة للوقف الفوري لكافة أعمال العنف والقتل وحماية المدنيين السوريين، مؤكدا تطلعه إلى تحرك فاعل وحازم من أجل تحقيق انتقال سياسي نحو وضع ديمقراطي يضمن وحدة سوريا واستقرارها وسلامتها الإقليمية، ويحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق نحو الكرامة والحرية والتنمية. وأوضح البلاغ أن «المغرب يتابع باهتمام وقلق شديدين ما يتعرض له الشعب السوري الشقيق، منذ أكثر من عام من عنف أودى بما يقرب من عشرين ألفا من القتلى وأضعافه من الجرحى والمعطوبين، ومئات الآلاف من المشردين واللاجئين»، مشيرا في السياق ذاته إلى تزايد المجازر المروعة التي أوقعت المئات من الضحايا المدنيين العزل، ومنهم عشرات الأطفال الأبرياء في الأيام الماضية. رد سوريا على القرار المغربي لم يتأخرا كثيرا، حيث استدعت وزارة الخارجية والمغتربين السورية، أمس الاثنين، القائم بأعمال السفير المغربي في دمشق، محمد الأخصاصي، وسلمته مذكرة تتضمن قرارا يعتبره «شخصا غير مرغوب به». واعتبرت الخارجية السورية أن مطالبة السفير المغربي بمغادرة سوريا جاءت عملا بمبدأ «المعاملة بالمثل»، بعد ساعات من مطالبة المغرب للسفير السوري بمغادرة تراب المملكة.