قررت المملكة المغربية أمس الإثنين، طرد السفير السوري بالرباط، وطالبته بمغادرة أراضيها باعتباره شخصا غيرا مرغوب فيه، ليكون المغرب أول دولة عربية تقوم بهذه الخطوة، في ظل الجهود الرامية للضغط على نظام بشار الأسد لثنيه عن عمليات التقتيل التي يمارسها يوميا ضد الشعب السوري، مؤكدة أن الوضع في سورية لا يمكن أن يستمر على ما هو عليه. وذكر بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون أن «المملكة المغربية، التي انخرطت بجدية وديناميكية في جميع القرارات والمبادرات العربية والدولية الهادفة إلى تسوية الأزمة السورية والتي حرصت، من خلال ذلك، على إعطاء جميع الفرص لوقف العنف، تؤكد أن الوضع في سورية لا يمكن أن يستمر على ما هو عليه، وتقرر مطالبة السفير السوري المعتمد لدى المملكة المغربية بمغادرة المملكة باعتباره شخصا غير مرغوب فيه». و قال وزير الخارجية، سعد الدين العثماني، إن القرار جاء بعدما تبين للمغرب فشل مهمة المبعوث الأممي كوفي عنان، كمبعوث عربي وأممي، وخصوصا يقول العثماني في تصريح ل»التجديد»، أن المغرب مشارك ب20 مراقبا عسكريا ضمن البعثة الأمميى. وأضاف العثماني «كنا ننتظر نحاج مبادرة عنان في وقف التقتيل اليومي الذي يمارس على الشعب السوري، إلا أن المجازر التي أوقعت المئات من الضحايا المدنيين العزل، ومنهم عشرات الأطفال الأبرياء، ازدادت في الأيام الماضية، وهو ما حدا بنا إلى اتخاذ هذه الخطوة في هذا الوقت» يقول وزير الشؤون الخارجية. و فند العثماني ما راج من أن طرد السفير جاء بعد انشقاقه عن الأسد مؤكدا بالقول، «لاعلم لي بالأمر، ولم يخبرني السفير بأمر انشقاقه حينما استدعيناه لإبلاغه بقرارنا». العثماني قال تعليقا منه على قرار دمشق في المقابل طرد السفير المغربي هناك، «ليس لهذا القرار أي دلالة»، مضيفا «أن السفير المغربي بسوريا مسحوب عمليا منذ قرابة الثمانية أشهر، لكن عدم عودته في ظل نظام الأسد أصبح أمرا محسوما». من جانبه اعتبر، امحمد الهلالي، نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح، الحدث تاريخيا انتظره المغاربة لمدة طويلة بعد ما أكدوا مساندتهم للشعب السوري في ثورته عبر تنظيم العديد من الوقفات والمسيرات الإحتجاجية بمختلف المدن المغربية، طالبوا فيها بطرد السفير السوري من المغرب . وأضاف الهلالي في تصريح لموقع الإصلاح أن طرد السفير السوري، قرار يتناغم مع إرادة الشعب وموقف المغرب من الربيع العربي، معلقا « كنا دائما نقول إن التجربة المغربية لا يمكن أن تتأخر عن مثل هذه المواقف». ودعا القيادي في الحركة، العرب والمسلمين إلى المزيد من الضغط على روسيا والصين، اللتان توفران الغطاء السياسي للجرائم التي ترتكبها عصابة الأسد، مطالبا الشعوب العربية والمسلمة بالقيام بواجبها في دعم ونصرة الشعب السوري في محنته، بالتضييق على مصالح روسيا والصين وتكبيدها خسائر اقتصادية، لإرغامهما على الكف عن دعم النظام السوري.