أزيد من 36 ألف طفل يموتون سنويا بالمغرب كشفت المندوبية السامية للتخطيط، أول أمس الثلاثاء، عن انخفاض معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة بالمغرب من 47 في الألف سنة 2001 إلى 36 في الألف سنة 2010 وبروز هذا الانخفاض بشكل أكبر في الوسط القروي (من 69 إلى 42 في الألف، أي بنسبة انخفاض وصلت إلى 39 في المائة)، مقارنة بالوسط الحضري (من 38 إلى 31 في الألف، أي بنسبة انخفاض تقدر ب18 في المائة). وعزت المندوبية، في مذكرة إخبارية بمناسبة احتفال المجتمع الدولي باليوم العالمي للسكان والذي يصادف 11 يوليوز من كل سنة، تحت شعار «الولوج الشامل إلى خدمات الصحة الإنجابية»، هذا الانخفاض، بواقع 49 في المائة، إلى تراجع معدل وفيات الأطفال أقل من سنة، التي انتقلت من 40 في الألف سنة 2001 إلى 30 في الألف سنة 2010. وبما أن الولوج الشامل إلى خدمات الصحة الإنجابية يرتبط ارتباطا وثيقا بتحقيق أهداف الألفية للتنمية، المتعلقة منها بوفيات الأطفال دون سن الخامسة، وأيضا المرتبطة بصحة الأم وبفيروس فقدان المناعة المكتسبة(السيدا)، فقد أكدت المذكرة «المحدودية النسبية» لهذه الظاهرة «بالرغم من التزايد الطفيف في معدل انتشارها الذي انتقل، بحسب وزارة الصحة، من 0,09 في المائة سنة 2005 إلى 0,14 في المائة سنة 2011 «. وأكدت المندوبية، في هذا الصدد، أن هذا الأمر «لا يمنع المغرب من أن يكون من بين البلدان التي تعتبر على الطريق الصحيح نحو تحقيق أهداف الألفية للتنمية في أفق 2015 «. كما سجلت تراجع وفيات الأطفال حديثي الولادة (0-29 يوما)، خلال 2010 من 27 إلى 18,8 في الألف، وما بعد حديثي الولادة (شهر واحد إلى 11 شهرا) من 14 إلى 9,9 في الألف، معزية هذا الانخفاض بواقع الثلثين إلى تراجع معدل وفيات الأطفال حديثي الولادة. ولم يفت المندوبية الإشارة إلى ارتباط مستوى وفيات الأطفال ارتباطا قويا بمستوى وفيات الأمهات، مذكرة بالانخفاض المهم الذي عرفه هذا الأخير، منتقلا من 227 حالة وفاة لكل 100 ألف ولادة خلال فترة (1994-2003 ) إلى 112 سنة 2010 (بانخفاض من 187 إلى 73 بالوسط الحضري ومن 267 إلى 148 بالوسط القروي). وعزت هذا الانخفاض أساسا إلى تراجع معدل الخصوبة، الذي انتقل من 2,5 أطفال لكل امرأة سنة 2004 إلى 2,2 سنة 2010، وتزايد استعمال موانع الحمل من 63 في المائة سنة 2003 إلى 67,4 في المائة سنة 2011، وكذا ارتفاع نسبة الاستفادة من خدمات الرعاية الصحية قبل الولادة، المقدمة من طرف مهنيين مؤهلين، من 67,8 في المائة سنة 2001 إلى 77,1 في المائة سنة 2010، وإلى تزايد نسبة الحوامل اللواتي يضعن حملهن بوسط طبي، من 60,8 في المائة إلى 72,7 في المائة. كما استحضرت المندوبية تحسن ظروف الصحة الإنجابية لدى فئات الأطفال والفئات في سن الإنجاب، وتحسن هذه الظروف في مرحلة ما بعد سن اليأس، المحددة في 50 سنة في المتوسط، مشيرة إلى أن أمل حياة النساء عند هذا السن انتقل من 28 عاما سنة 1987 إلى 30,8 عاما سنة 2010، مع ارتفاع أكبر بالوسط الحضري (من 28,4 عاما إلى 32 عاما) مقارنة بالوسط القروي (من 27,2 إلى 29,4). إلى ذلك، انخفض معدل النمو الديموغرافي السنوي، في المتوسط، في المغرب من 1.62 في المائة بين 1982 و2010 إلى 1.05 في المائة في سنة 2010. ويعزى هذا الانخفاض، حسب معطيات المندوبية السامية للتخطيط، أساسا، إلى ارتفاع السن عند الزواج الأول (17.5 سنة لدى النساء في 1960 مقابل 26.6 سنة في 2010) وإلى التعميم التدريجي لاستعمال وسائل منع الحمل (8 في المائة لدى النساء في 1962، مقابل 63 في المائة في 2003). وتشير المندوبية إلى أن دينامية السكان يمكن أن تُترجَم إلى نافذة ديموغرافية، كما يتجلى ذلك من خلال الانخفاض المنتظَر في نسبة الإعالة، التي هي حاصلة بين الفئات العمرية المعالة (أقل من 15 سنة وما فوق 60 سنة) بالنسبة إلى الفئة في سن النشاط (15 - 59 سنة)، فقد انتقلت هذه النسبة من 94.2 في المائة سنة 1982 إلى 55.8 في المائة سنة 2010، لتصل إلى حدها الأدنى في أفق 2017 (54.1 في المائة) قبل أن تأخذ، بفعل الشيخوخة، منحى تصاعديا لتصل إلى 56.7 في المائة سنة.