قالت المندوبية السامية للتخطيط أن كل مغربي مزداد سنة 2010 يأمل أن يعيش 14.8 سنة إضافية مقارنة بالذي ازداد سنة 1982و27.8 سنة إضافية مقارنة بمن ازداد سنة 1962، وذلك راجع إلى التحسن المتواصل الذي سجله أمل الحياة عند الولادة والذي بلغ 74.8 سنة في 2010 . وأوضحت المندوبية، حسب نتائج بحث وطني ديموغرافي متعدد الجولات أنجزته المندوبية سنة 2010 لدى عينة تضم 105 آلاف أسرة، أن معدل النمو الديموغرافي السنوي انخفض في المتوسط من 1.62 بالمائة ما بين 1982 و2010 إلى 1.05بالمائة سنة 2010 . وعزت المندوبية هذا الانخفاض إلى تراجع الخصوبة والوفيات، حيث انخفض معدل الخصوبة من 5.2 أطفال لكل امرأة سنة 1982 إلى 2.19 سنة 2010، أي ب3 أطفال أقل مقابل طفلين فقط ما بين 1962 و1982 . ويرجع هذا الانخفاض في الخصوبة، حسب نتائج ذات البحث، أساسا إلى ارتفاع السن عند الزواج الأول (17.5سنة لدى النساء في 1960 مقابل 26.6 سنة في 2010) وإلى التعميم التدريجي لاستعمال وسائل منع الحمل (8 بالمائة لدى النساء في 1962 مقابل 63 بالمائة في 2003). وأوضحت المندوبية أن من شأن دينامية السكان أن تترجم إلى نافذة ديموغرافية كما يتجلى ذلك من خلال الانخفاض المنتظر في نسبة الإعالة التي هي حاصل بين الفئات العمرية المعالة (أقل من 15 سنة وما فوق 60 سنة) بالنسبة للفئة في سن النشاط (15 - 59 سنة). فقد انتقلت هذه النسبة من 94.2 بالمائة سنة 1982 إلى 55.8 بالمائة سنة 2010، لتصل إلى حدها الأدنى في أفق 2017 (54.1 بالمائة) قبل أن تأخذ، بفعل الشيخوخة، منحى تصاعديا لتصل إلى 56.7 بالمائة سنة 2030 . وحسب المندوبية السامية للتخطيط فإن نتائج البحث الوطني الديموغرافي المتعدد الجولات، الذي أنجزته المندوبية سنة 2010 يؤكد بلوغ المغرب مرحلة متقدمة من مسلسل النقلة الديموغرافية. كما أن انخفاض كل من معدلات الوفيات والخصوبة وتراجع السن المتوسط للزواج الأول، سواء لدى الرجال أو النساء، تشير المندوبية إلى أنه يدل على التحولات العميقة التي تعرفها منظومة القيم والسلوكيات الاجتماعية، وذلك في سياق يتسم بتمازج قوي للساكنة بفعل الهجرة.