قال عبد الرحيم بنحادة عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية (جامعة محمد الخامس الرباط-أكدال)٬ مؤخرا بالرباط٬ إن «مركز الدراسات والأبحاث الصحراوية»٬ الذي سيكون جاهزا في أواخر غشت المقبل٬ يروم النهوض بالرصيد المعرفي حول الصحراء كما كيفا. واعتبر بنحادة٬ خلال لقاء علمي ينظمه المجلس الوطني لحقوق الإنسان حول موضوع «الصحراء.. أي استراتيجية للنهوض بالبحث العلمي؟» أن هذا النوع من المراكز يمكن من الدفاع عن القضية الوطنية بشكل علمي «خاصة أن المشكل الذي عانى منه المغاربة هو محدودية البحوث التي أنجزهت محليا حول الصحراء». وأضاف أن هذا المركز٬ الذي تم إحداثه بتعاون بين الجامعة والمجلس الوطني لحقوق الانسان ووكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالأقاليم الجنوبية والمكتب الشريف للفوسفاط٬ يهتم بمجالات مختلفة تتعلق على الخصوص بالتنوع البيئي والتاريخ والأرشيف وعلم الاجتماع والعلوم السياسية. وذكر بنحادة بأن إحداث هذا المركز جاء تأسيسا على مشروع الجامعة التي حرصت على تطبيق مخطط يهتم بموضوع «الجامعة المواطنة» التي تتفاعل مع القضايا التي تشغل بال الرأي العام الوطني٬ والعمل على ترسيخ ثقافة المواطنة٬ مشيرا في هذا الصدد إلى إحداث ماستر خاص ب «تاريخ الزمن الراهن» وذلك في إطار تطبيق توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة القاضية بالاهتمام بتاريخ الزمن الراهن٬ وكذا إحداث مسلك للأمازيغية وآخر للدراسات الصحراوية. وينطلق هذا المشروع٬ حسب الجامعة٬ من الوعي الراسخ بضرورة تشجيع البحث في مجال الآداب والعلوم الاجتماعية المتعلق بالصحراء بما يساهم في حفظ الذاكرة وإنجاز أبحاث تطبيقية وترسيخ دعائم نقاش علمي رصين٬ وانسجاما مع مقتضيات الدستور الجديد الرامية إلى ترسيخ الهوية الثقافية المغربية المتعددة لا سيما ما يتعلق منها بالمكون الحساني. ومن أهداف المركز القيام بأبحاث متعددة التخصص تهم مجالات المعرفة التاريخية والاجتماعية والثقافية بمفهومها الواسع بالمغرب الصحراوي٬ وتشجيع البحث في خدمة التنمية بتعاون مع فاعلين محليين ودوليين عن طريق تقديم أجوبة للأسئلة المطروحة في مجالات مختلفة في أفق المساهمة في تنمية الأقاليم الجنوبية للمملكة. كما يروم المركز إنشاء قاعدة معلومات ومركز توثيقي وسمعي بصري حول الأقاليم الجنوبية توضع رهن إشارة المختصين والمؤسسات العمومية والخاصة. ويندرج هذا اللقاء العلمي٬ الذي يعرف مشاركة باحثين في حقل الدراسات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية حول الصحراء٬ في إطار سعي المجلس الوطني لحقوق الإنسان إلى الإسهام من باب اختصاصاته في إعمال المقتضيات الدستورية المتعلقة بالنهوض بالحقوق الثقافية بما فيها الموروث الحساني كمكون من مكونات التعبيرات الثقافية المغربية وباعتباره رافدا أصيلا للهوية المغربية ? كما يدخل في سياق اضطلاع المجلس باختصاصاته في مجال النهوض بالحقوق الثقافية وإثراء الفكر والحوار حول الديمقراطية وحقوق الإنسان. يذكر أنه سبق للمجلس أن نظم ندوة دولية بالداخلة حول موضوع «التاريخ الذاكرة والتراث الصحراوي» يومي 16 و 17 دجنبر الماضي، ويوما دراسيا في مارس الماضي بمدينة طانطان حول موضوع «التراث الحساني : الذاكرة التاريخ والثقافة»٬ وآخر في أبريل الماضي بمدينة العيون حول موضوع «البحث الجامعي حول الصحراء : حصيلة وآفاق».