احتضنت الدارالبيضاء، يوم السبت الماضي، لقاء دراسيا خصص لبحث واقع التعليم ما قبل المدرسي بالأحياء الهامشية على مستوى جهة الدارالبيضاء الكبرى بمشاركة فاعلين وخبراء تربويين وممثلي هيئات وطنية ودولية. ويهدف هذا اليوم الدراسي، الذي نظمته (هيئة كير الدولية)، إلى تقريب المعنيين والمتدخلين في قطاع التربية الأولية من التطورات التي يشهدها القطاع على المستويين الكمي والكيفي في إطار «مشروع دعم وتأهيل جودة خدمات التعليم الأولي» بحي العراقي التابع لجماعة دار بوعزة، الذي تشرف عليه هذه المنظمة الدولية، إضافة إلى مناقشة الإشكاليات المرتبطة باحترام المعايير والمناهج المتبعة في التدريس ما قبل المدرسي من قبل المتدخلين في العملية التربوية والتدابير التي اتخذتها الوزارة الوصية لمرافقة العاملين في هذا القطاع على صعيد الأحياء الهامشية والفقيرة. وتضمن برنامج اللقاء تقديم الخطوط العريضة لبرنامج «دعم وتأهيل جودة خدمات التعليم الأولي بحي العراقي» وإسهامات كافة الشركاء في إنجاح هذه المبادرة، إلى جانب إبراز الدور الذي تضطلع به السلطات المحلية في هيكلة القطاع وتحويله من قطاع غير مهيكل إلى قطاع نظامي تتوفر فيه الشروط اللازمة لإنجاح المشروع، والوضعية الراهنة للتعليم الأولي بدار بوعزة، وعرض دفتر تحملات النهوض بقطاع التعليم الأولي غير المهيكل. كما شمل هذا البرنامج تقديم خلاصات دراسة أنجزت بتعاون بين (هيئة كير الدولية) و(الهيئة المغربية للتعليم الأولي) قدمت تشخيصا للحالة الراهنة للوحدات المشتغلة في القطاع ونقاط القوة والضعف على مستوى الأداء والتجهيزات والبنيات والموارد البشرية والتواصل مع المتدخلين في العملية التربوية على الصعيد المحلي. ويرمي مشروع «دعم وتأهيل جودة خدمات التعليم الأولي بحي العراقي»، الذي يموله الاتحاد الأوروبي بدعم من الوزارة الوصية وبشراكة مع (الهيئة المغربية للتعليم الأولي)، إلى المساهمة في تحقيق أهداف الدولة في تعميم وتحسين التعليم الأولي بجهة الدارالبيضاء الكبرى والمساهمة في تحسين ظروف عيش الساكنة المهمشة بالجهة، علاوة على ضمان جودة التعليم الأولي والتفاعل الاجتماعي للأطفال المستفيدين عن طريق برنامج بيداغوجي وشامل. ويرتكز هذا المشروع، الموجه لفائدة 600 طفل من ساكنة حي العراقي تتراوح أعمارهم ما بين 3 و6 سنوات، على توفير تكوين متخصص للمربين لتلقينهم الأسس البيداغوجية اللازمة، وإعادة تأهيل وتجهيز وحدات التعليم الأولي، وتطبيق البرامج التعليمية والأنشطة الموازية، وبلورة خطة عمل تشاورية بين الفاعلين والشركاء في المشروع بمن فيهم آباء وأمهات الأطفال المستفيدين. ويذكر أن (هيئة كير الدولية) هي اتحاد عالمي يضم اثنتي عشرة منظمة وطنية تعمل في مجال محاربة الفقر في أكثر من 65 بلدا في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وأوروبا الشرقية، لتصل خدماتها إلى أكثر من 50 مليون شخص بالبلدان الفقيرة.