في دائرة الضوء انطلقت كأس أمم أوروبا 2012، وانطلقت معها متعة وإثارة كرة القدم، وانطلق معها نجوم اللعبة في رحلة البحث عن المجد الشخصي رفقة منتخبات بلادهم.. هؤلاء سيستغلون البطولة الأوروبية للرفع من أسهمهم والتأكيد على أنهم في خانة أفضل ممارسي اللعبة عالميا.. حيث يرغب المتوهجون مع أنديتهم في نقل ذلك على الصعيد الدولي، في حين يرغب آخرون في مداوة جراح فرقهم ونسيان خيبة الموسم المنقضي .. بيد أن ما يجمعهم هدف واحد ألا وهو صعود منصة التتويج في النسخة ال 14 من أقوى وأغلى كؤوس القارة العجوز. يعتبر الكثيرون أن أندريس إنييستا اللاعب الأبرز في المنتخب الإسباني في السنوات الأخيرة، غير أن الأضواء لا تسلط على صاحب الهدف الأغلى في مسار منتخب «لاروخا» بمونديال جنوب إفريقيا، نظرا لمزاحمة النجوم له سواء رفقة المنتخب أو ناديه برشلونة بالشكل الذي يستحقه. إسبانيا تفتخر بوجود إنييستا ضمن فريق يعتبر الأنجح في تاريخ الكرة الإسبانية، فهي تدرك أن السنوات لا تجود دوما بلاعب من قيمة أندريس، وهي تعول عليه لقيادة المنتخب إلى المجد الأوروبي، بعدما كان إنييستا وراء تتويج الإسبان للمرة الأولى بلقب كاس العالم 2010، عندما أحرز هدفا قاتلا ضد منتخب «الطواحين». «الرسام» كما يلقبونه، لاعب خجول ومتواضع على الصعيد الشخصي، ويملك مقومات سحرية للمراوغة والتوغل في مناطق الخصوم، ويستطيع التسديد بكلتا القدمين واغتيال المباراة بهدف قاتل، كما أنه قادر على إبهار المتفرجين بمستواه الذي يشبه أحد أبرز الشخصيات المعروفة بأفلام الكارتون (الكابتن ماجد)، ولذلك لا تتفاجأ عند رؤيته يحتفظ بالكرة وسط مجموعة من 6 أو 7 من الفريق المنافس. إنييستا يقوم برسم تناغم ساحر للأعين على المستطيل الأخضر مع زميله في البارصا كزافي، يجعله يشكل ثنائيا مرعبا في خط الوسط بإمكانه أن يستمر في تمرير الكرة طيلة سهرة كروية كاملة، وبالتالي يمكن فهم أن سر التفوق الإسبان يكمن في اعتمادهم على هذا الثنائي الكاتالوني. ويرى المحللون أن إنييستا (28 سنة) بات واحدا من أفضل لاعبي خط الوسط إن لم يكن الأفضل حاليا، عقب تطور مستواه بشكل مخيف ولافت للانتباه، بيد أن المستوى الذي يقدمه زميلاه ليونيل وكزافي مع البلوغرانا، لم يسمح له بالتتويج بلقب أفضل لاعب في العالم لسنة 2010 رغم أن الترشيحات صبت في مصلحة «الرسام» الإسباني. من المؤكد أن إنييستا يأمل بدوره في الاستمرار في حصد الألقاب رفقة الماتادور بعد يورو 2008 وكأس العالم 2010، علما أن الموسم المنقضي لم يكن مثاليا رفقة برشلونة وتوج فقط بكاس ملك إسبانيا، وبالتالي فإحراز لقب قاري في صيف ساخن مع المنتخب سيكون كافيا لإشباع نهم لاعب تعود حصد الأخضر واليابس.